يشهد سوق العطارة في محافظة الاحساء هذه الايام اقبالا كبيرا من المواطنين والوافدين والزائرين من دول مجلس التعاون الخليجي وأبرز ما يتم بيعه وشراؤه العود وحول هذه السلعة وأسرار البيع وطرق الغش فيها استطلعنا رأي عاشق العود سالم الحامد وحول العود يقول: امتدت رحلتي مع العود لأكثر من 14 عاما، فقد حرص والدي على تقديمه مع القهوة في مجلسه كاحدى عاداتنا القديمة وامتدت الرحلة.. لأصبح مولعا بهذا الطيب، اسافر من هنا لهناك بحثا عن افضل انواعه. طفيليات في بحثنا عن تعريف علمي للعود، وجدنا انه نوع من الاخشاب الثمينة ذات الرائحة الجميلة التي تتكون داخل اشجار العود بفعل انواع معينة من الطفيليات، وقد اثبتت الدراسات التي قام بها العلماء ان عمر العود يصل الى زمن سيدنا آدم عليه السلام. وتشير بعض الدراسات والمصادر التاريخية الى ان شجرة العود كانت مزروعة في الجزيرة العربية، وانقرضت كغيرها من النباتات والحيوانات ومن هنا يرجع اهتمام العرب بالبخور منذ القدم. ويتمتع العود بخصوصية شديدة، ومكانة مميزة لدى المجتمع السعودي فهو من المؤن الاساسية للبيت السعودي منذ القدم، فالكثير من الناس يقدمونه مع القهوة العربية كاحدى العادات القديمة التي يعتز بها الرجال. ويبدو ان الاهتمام بالعود قد زاد بعد ظهور الاسلام، وحثه على استعمال الطيب في المناسبات، وهو واحد من الاشياء التي احبها المصطفى عليه الصلاة والسلام. ويقول سالم الحامد: ان معرفة العود وجودته تحتاج الى خبرة واسعة في هذا المجال، ولكن هناك العديد من الوسائل والطرق التي تستطيع من خلالها معرفة جودة العود، منها على سبيل المثال. العود (الكمبودي).. جودته تعتمد على كثافته (ثقله) في الوزن ودرجة سواده، أما بالنسبة للعود (الجاوي)،.. فكلما كان اسود وخاليا من الحشو كان أجود. وفيما يتعلق بدهن العود، فجودته تعتمد على جودة العود المستخلص منه هذا الزيت، والدهون التي يكون فيها خلط تفتقد اللزوجة، وهناك اختبار بسيط يمكن من خلاله الوقوف على جودة دهن العود.. احضر كأسا من الماء الفاتر على شرط الا يميل الماء للحرارة أو البرودة، وضع قطرة من هذا الدهن، فاذا وجدت بقعة الزيت طافحة فوق الماء (مفترشة السطح) فهذا دليل على ان الدهن مخلوط، اما اذا نزلت قطرة الزيت الى قاع الكأس دون تأثر فهذا دليل على جودته ونقائه. الغش في العود ويرى سالم ان اخطر مايواجهه تجار البخور والعود في الخليج هو الغش التجاري الذي بدأ يدخل في صناعة البخور، اذ بدأ بعض الموردين في دول المصدر بحقن شجر العود بمواد كيميائية وهرمونية لتحفيز الشجر على افراز المادة الضرورية لانتاج الرائحة مما يفقدها جودتها الطبيعية. ويحذر سالم، من أصناف العود التي تتمتع بلمعان وبريق زائف، حيث تقوم بعض الشركات بصنفرة العود ثم صبغه بمادة لامعة، ويشد هذا النوع من العود الكثير من الزبائن، وللتأكد من ذلك، يتم كسر قطعة من العود، ورؤية داخله ان كان مثل خارجه ام لا! ومن طرق الغش الاخرى ثقبه وحشوه بمادة من الرصاص تضيف للعود وزنا اضافيا، لذا ننصح المستهلك بتفقد كل قطعة من العود والتأكد من سلامتها. واخطر وسائل الغش التي يسلكها بعض الباعة هي عرض عينة ممتازة من العود فاذا رغب المشتري في الشراء اعطاه البائع نوعية اخرى اقل جودة. 80 ألفا للكيلو اما عن اسعار العود واغلاها، فيقول محمود مصطفى احد مسؤولي معارض العود، ان اسعار العود متفاوتة، وهي مرتبطة بنوعية العود وجودته، فمنها ماهو رخيص الثمن نسبيا، حيث يصل سعر الكيلو جرام إلى 1500 ريال ومنها ما هو متوسط نسبيا ليصل سعر الكيلو جرام الى 5000 ريال ومنها ماهو غالي الثمن ليتراوح بين الف و80 الف ريال للكيلو جرام الواحد.!! فوائد ومنافع ويملأ دهن العود الاجواء برائحة جميلة تطرد جميع الروائح التي حولها كما يستخدم ايضا في علاج بعض الامراض بعد خلطه مع العنبر الخام ومسك الغزال. وللعود بعض الاستخدامات التطبيبية حيث استخدمه الاطباء الهنود والباكستانيون في تعقيم غرف العمليات قبل اجراء العمليات الجراحية. وللعود منافع وفوائد اكثر من ان تعد او تحصى، فلقد ذكر الطب الحديث منافع كثيرة للعود، على سبيل الذكر انه ينفع في ضعف الكبد والمعدة ويقضي على البرد الذي يصيب هذه الاعضاء. وقد وصلنا من اخبار قدماء الاطباء (كلاجينيوس) وغيره بأنهم ذكروا ان العود يقوي الاحشاء ويفرح القلب وينفع الحواس والاعصاب الارادية واللاارادية ووجع الجنب، ويصلح جوهر الهواء المحيط ويقضي على الجراثيم العالقة به. اما اجود انواع العود واعلاها سعرا فهو العود الهندي الازرق، واكثر الانواع انتشارا هو العود الكمبودي وهو اكثرها شعبية فاسعاره في متناول الجميع تقريبا. وحين بحثنا عن موطن العود وجدنا ان شجرة العود تنبت في الغابات الموجودة في بلاد جنوب شرق آسيا، وتعتبر الهند الموطن الاصلي للعود، فهي الاولى التي ظهر بها العود، ويليها كمبوديا وتأتي كل من لاوس، سنغافورة، اندونيسيا، ماليزيا وتايلاند ضمن الدول المنتجة للعود والمصدرة له لبقية دول العالم. الثقة بين البائع والمشتري عامل مهم