أُفيد أمس أن هجوماً جوياً استهدف سيارة في جنوب الصومال أدى إلى مقتل قيادي في تنظيم «القاعدة» تتهمه أميركا بالضلوع في عمليات إرهابية وقعت في كينيا العام 2002. وأكد مسؤول في الحكومة الصومالية مساء شهادات لمواطنين محليين أفادوا أن القيادي المطلوب صالح علي صالح النبهان (28 عاماً) قُتل في الهجوم الذي استهدف سيارته في بلدة روبو في إقليم باراو الذي يبعد 250 كلم جنوب مقديشو وتسيطر عليه حركة «الشباب». ولم يصدر تعليق فوري من حركة «الشباب». ولم يُعرف على الفور الجهة التي نفّذت الضربة الجوية، وإن كان من المرجّح أنها الولاياتالمتحدة، خصوصاً بعدما نفت وزارة الدفاع الفرنسية أنباء عن مشاركتها في الهجوم. وتتهم السلطات الأميركية صالح النبهان بالضلوع في تفجير فندق في مدينة مومباسا الكينية ومحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية في الوقت ذاته من العام 2002. وتبنّى تنظيم «القاعدة» تفجير الفندق المملوك لإسرائيلي واستهداف طائرة «العال» بصاروخ أخطأها بعد لحظات من إقلاعها من مطار مومباسا الكيني. وإذا ثبت وقوف الولاياتالمتحدة وراء تصفية النبهان، فإنها تكون قد نقلت إلى الصومال، على ما يبدو، أسلوبها في القضاء على قادة «القاعدة» من خلال استهدافهم بضربات جوية في مناطق القبائل الباكستانية. وقال مواطنون في اتصال هاتفي مع «الحياة» من إقليم باراو إن طائرة مروحية جاءت من جهة البحر وأغارت على سيارة كانت تمر قرب روبو التي تسيطر عليها حركة «الشباب». وتابعوا أن السيارة كانت تقل النبهان، أبرز قادة «القاعدة» المطلوبين في الصومال. والنبهان من مواليد العام 1979 في مدينة مومباسا الكينية، وتشتبه الاستخبارات الكينية بأنه متورط في تفجير سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي عام 1998، إضافة إلى تورطه في تفجير الفندق ومحاولة تفجير الطائرة الإسرائيلية في مدينته الأصلية مومباسا في 2002. وقال وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي ل «الحياة»: «المؤكد أن بعض الناس قُتلوا في الهجوم. والمؤكد أيضاً أنه كان هناك بعض الأجانب. إننا نجمع معلومات وسنوزعها متى اكتملت صورة ما حصل». وامتنع عن تحديد الجهة التي نفّذت الضربة. لكن قاسم أحمد، وهو من سكان باراو، قال إن «طائرة مروحية جاءت من جهة البحر وقصفت السيارة فدمّرتها. ثم جاء مسلحون أجانب وأخذوا الجثة». وكانت تقارير أخرى أشارت في البداية إلى أن جنوداً من فرقة كوماندوس تحمل شارات فرنسية نزلت في مكان الضربة وأخذت عدداً من الأشخاص أسرى ونقلت معها جثثاً لعدد القتلى، وهو أمر نفته وزارة الدفاع في باريس. وقال ل «الحياة» أحد مقاتلي «الشباب» اشترط عدم كشف اسمه: «الرجل الذي استُهدف في السيارة هو صالح النبهان». وأكد ذلك أيضاً مصدر حكومي صومالي بارز لوكالة «رويترز» إذ قال إن النبهان قُتل مع متمردين إسلاميين آخرين كانوا معه في السيارة. وأضاف المصدر: «قُتل النبهان وأربعة قياديين أجانب بارزين في الجماعات المتشددة في الغارة». وشنت قوات أجنبية أكثر من هجوم في الصومال منذ 2007، وكان أبرزها الهجوم الذي وقع قبل طلوع الفجر في أيار (مايو) 2008 واستهدف القيادي الإسلامي البارز آدم حاشي عيرو في مدينة دوساماريب في وسط الصومال. وقُتل عيرو وعدد كبير من المدنيين في الهجوم الذي نُسب إلى القوات الأميركية.