بماذا تحس في داخلك اذا وجدت نفسك فجأة امام دار الملاحظة الاجتماعية؟ ربما يغمرك احساس بضرورة مغادرة المكان وكأنه سينفجر بعد لحظات!! وقد يخيل اليك انك تسمع انات وآهات واصوات استغاثة, تتزاحم الاسئلة وتكثر علامات الاستفهام: كيف ولماذا وأين ومتى؟؟؟ والذين بالداخل: ابرياء ام مجرمون, ظلمهم المجتمع ام هم للمجتمع ظالمون؟ هذه الاسئلة وغيرها كانت في الذاكرة عندما دخلت الدار لاعداد هذا التحقيق القصير المثير.. تحدث الاحداث كما تحدث المسؤول.. وبقيت اتابع وارصد وهاهو الحصاد امامك ايها القارئ. ومع كثرة الحالات اخترنا منها سبع حالات عشوائيا من مراحل دراسية ثلاثوبيئات اجتماعية مختلفة.. وبقيت اتابع وارصد وهاهو الحصاد امامك ايها القارئ.. التدخين ثم المخدرات (محمد. ن.م.) في الثالث متوسط يطلقها صرخة مدوية بان التدخين الذي ننظر اليه جميعا كامر عابر بسيط يجر وراءه كوارث لا حصر لها. فهو كان يدخن كغيره من كثيرين في سنه.. ظل يدخن سنة كاملة دون ان يمد يده لاحد فقد كان يشتري الدخان من مصروف المدرسة يوميا معتقدا ان الامر لن يتجاوز حد التدخين ولكن كانت مفاجآت غير سارة في انتظاره!! يقول بصوت تحس فيه نبرة الحزن والأسى: ذات يوم ركبت سيارة ليموزين وبيدي السيجارة الملعونة.. انتهز السائق الباكستاني هذه الفرصة ووجد مدخلا ليحدثني عن التدخين ثم يعطيني اسوأ هدية في حياتي.. قطعة حشيش!! وهكذا صرت بين عشية وضحاها في عداد من يتعاطون المخدرات.. ولولا تلك السيجارة في يدي لما وجد السائق فرصة ليتحدث معي في امر كهذا بل يتجاوز ذلك ويعرض علي بضاعته الخبيثة مجانا. هنا نحس بقيمة الوقت انا هنا في الدار منذ شهرين ونصف وجوه والدي ووالدتي واخواني الصغار لا تفارق عيني لحظة واحدة.. وهم يزورونني بانتظام اشعر بالحرج البالغ لاني وضعتهم في هذا الموقف الذي لا يشرف احدا.. ولكني اعدهم في المستقبل خيرا. في الدار انتظمت في صلواتي وتلاوة القرآن ولاول مرة احس بقيمة الوقت وفائدته بشرط حسن تنظيمه ليكون لراحة الجسم وقت, وللعبادة وقت, وللترويح عن النفس وقت, واعتقد ان هذا ما كان ينقصني وانا خارج الدار. فور مغادرة الدار سأغير طريقة حياتي وأول ما سأفعله هو تغيير كل اصدقاء السوء الذين عرفتهم بعد سائق الليموزين اما القدامى الطيبون الذين نشأوا معي وتركتهم في مرحلة المخدرات فسأعود اليهم لنكون اصدقاء ابرياء كما كنا. أربع سنوات والد غائب (حميد. ع. س) في اول متوسط أين انت يا والدي الغائب؟ بهذه اللوعة بدأ هذا الطفل حديثه وهو بالفعل طفل لم يبلغ الحلم ولكنه هنا في الدار منذ سنة وشهرين.. ترى كم كان عمره آنذاك حين جاءوا به هنا, وماذا كان يعرف من امور الدنيا؟؟ الاسئلة كثيرة ولست اقدر على الاجابة عنها من صاحبها. يقول وفي عينيه شيء من اللامبالاة (حنا ما شفنا ابوي من أربع سنوات)!! ويتوقف كأنه يسترجع مرارة هذه السنوات العجاف.. في غياب الاب لم يكن لنا مصدر دخل.. الحاجة دفعت اسرتي الى البحث عن مصدر دخل.. اعلم اني صغير ومرتبط بمدرسة ولا استطيع ان اعمل.. احس بضرورة ان يكون لي دور في اعالة الاسرة بعد غياب الوالد ولكني لا اعرف شيئا ولا اعرف حتى شخصا يتصدق علي بالنصيحة والتوجيه. (شبيه الشيء منجذب اليه) هكذا يقول المثل العربي.. وهكذا اجتمعنا اربعة اصدقاء نتشابه في ظروفنا.. طرح احدنا فكرة ان نسرق!! فكر كل واحد منا بصمت ثم اتفقنا ان نسرق.. نبدأ بالمواد الغذائية البسيطة ثم نتدرج.. لم نضيع دقيقة واحدة, بدأنا السرقة فورا.. وكلما نجتمع ونحكي المواقف التي مرت بنا لنعمل حسابها في السرقات القادمة.. اسرتي محتاجة لذلك لم تسألني عن مصدر هذا الخير الذي نزل عليهم فجأة ثم.. التقط انفاسه اللاهثة وحدق فينا طويلا وكأنه يشير الى تغيرات طرأت على حياته.. ثم واصل الحديث: سرقنا من المواد الغذائية ما يكفي تم عرضنا ما تبقى للبيع فوجدنا ان العملية مربحة جدا وعندما زادت القروش اكثر مما نتوقع لم ندر ماذا نفعل بها! ولاني كنت الاصغر في المجموعة تركت لهم مهمة وضع الخطط واكتفيت بالتنفيذ. جلب الزملاء المشروبات المسكرة والحبوب المخدرة.. لا اعرف من اين جاءوا بها ولكني استعملتها مثلهم.. وهكذا استمرت حياتي الجديدة, سرقة محلات تجارية, بيع المواد, شراء المخدرات. في الدار تغيرت للافضل عندما تم القبض علي, احضروني هنا, سردت لهم كل ما قلته في هذا الحوار واكثر.. حكموا علي بثلاث سنوات, مضى منها القليل وبقي الكثير ولكني في هذه الفترة استفدت كثيرا فقد كنت في المدرسة بطيء التعلم لانه لم يكن لي وقت او جدول لمراجعة الدروس, هنا اصبحت استفيد من كل وقتي فتحسن مستواي الدراسي وهذه فائدة عظيمة اشكر عليها القائمين بأمرنا في هذه الدار. كما انتظمت في صلواتي فلا تفوتني صلاة مع الجماعة في المسجد بخلاف ما كنت عليه قبل القاء القبض علي. اما المستقبل فأول شيء افكر فيه هو العمل لان من لا يعمل لن يجد مصدر رزق فيتجه للسرقة وغيرها ليعيش كما فعلنا. وانا بإذن الله سأتوظف, اما معارفي ومن عرفتهم في عالم المخدرات المخيف فقد نسيتهم الآن ولا انوي البحث عنهم.. وأسأل الله التوفيق. تناولت سكينا.. وطعنته! (بندر. ف. ع) ثالث ثانوي هذا شاب اكتملت رجولته فعمره 17 سنة, على اعتاب الجامعة او الحياة العملية ولكنه لا يزال مجهول المصير.. لم يتحدث كثيرا بل اكتفى بالمختصر المفيد حيث قال: انا من اسرة فيها شيء من الرقابة التي لا ارفضها.. يسألوني دائما (وين كنت؟ مع مين).. واجيب مقدرا حرصهم علي.. ولكن لي اصدقاء ايضا.. وفينا كل ما في الشباب من الاعتزاز بالنفس لدرجة الغرور, والانضمام لشلل متجانسة, والنظر الى الحياة من حولنا بنظرة المراهقين كما يحلو لكم تسميتنا. كنت يوما خارج المنزل مع اصدقائي دخلنا في نقاش اختلفت الآراء واحتدم النقاش تطايرت الكلمات انتقل الكلام الى تشابك بالايدي تطور الامر اكثر فتناولت سكينا من احد الزملاء وطعنت احد الخصوم!! هذا ما فعله بنا الشيطان وغرور المراهقة ولا الوم احدا. اسرتي على اتصال دائم بي جزاها الله خيرا انا هنا منذ شهرين فقط ولم تتم محاكمتي بعد اتوقع حكما عادلا وسأرضى به لاعود الى الحياة عزيزا كريما. وهنا كلمة لابد منها وهي ان الرعاية في دار الملاحظة رعاية جيدة وشاملة بمعنى انها تشمل الصحة والغذاء والدين والاخلاق والسلوك والدراسة. طفشنا من السوداني وسرقناه (حمد. ص. م) اول متوسط ستة اشهر فقط قضاها ح.م الذي لم يوفق في دراسته لان عمر ال 16 هو بداية الثانوية اذا سارت الامور منتظمة حالته غريبة بعض الشيء لان اصدقاء السوء هنا اخوه وابن عمه! ماذا فعل هؤلاء الصغار؟ ولماذا فعلوا ما فعلوه؟ يقول: طفشنا من العامل السوداني في المحل جنبنا! وقلنا لازم نؤدبه اصبحنا نفكر في طريقة التأديب غافلناه وسرقنا من المحل ستين ريال شالها اخوي ولما لقينا الفلوس تجي بسهولة واصلنا السرقة نحن الثلاثة حتى تم القبض علينا. اسرتي تزورني بانتظام وانا نادم على كل ما فعلت وما فعل اخوي وابن عمي اذا خرجت من هنا إن شاء الله بعد سنة ونصف اغير طريقة حياتي وانصح اخي وابن عمي. المعاملة في الدار زينة نتعلم نصلي نحفظ القرآن والآن حفظت القرآن وتحسنت في الاملاء والقراءة. خمس سنوات لاطلاق النار (هاني. ا. ز) ثالث ثانوي وهذا شاب كاد ان ينتقل للدراسة الجامعية فنقلته الظروف الى دار الملاحظة وكعادة من هم في هذه السن يشعر بالخجل عندما يتحدث لذا تكون الكلمات موجزة وكأنه يريد اطالة الصمت والتفكير.. لم نزعجه بالاسئلة الكثيرة ولكنه تجاوب معنا فقال: محكوم علي بالسجن خمس سنوات قضيت منها سنتين وثلاثة اشهر وسأقضي المدة الباقية تكفيرا عما فعلت وتهمتي اطلاق النار على بنغلاديشي في محطة بنزين. كنا اصدقاء قررنا زيارة زميل لنا ومحطة البنزين جزء من وصف المنزل تحركنا بسيارتنا حتى وصلنا المحطة في مكان شبه مظلم اختلقنا مشكلة وهمية مع عامل البقالة وانتهى الامر باطلاق النار عليه ثم سرقة المال والهروب! سلط علينا القدر سيارة لا نعرفها تابعتنا في كل ما فعلنا وبلغ صاحبها علينا اتمنى ان اخرج من هنا بسلام لابدأ حياة شريفة واكمل دراستي. سرقة وهروب ومطاردة (مشعل. ف. م) اول ثانوي انتقل من المتوسطة الى الثانوية مليئا بالطموحات ولكنه كان يدخن عرفت الاسرة هذا الامر وحاصرته اقتصاديا ولم تسمح له بمصروف يزيد عن الحاجة حتى لا يشتري الدخان ولكن التدخين كان قد تمكن منه ولابد من الحصول عليه بأي ثمن... ثم ماذا؟ زملاء لهم خبرتهم في سرقة الشقق وجدوا له الحل والوصول الى التدخين وغيره دون الاعتماد على الاسرة راقت له الفكرة وقرر الانضمام للمجموعة فماذا حدث في تلك الليلة المشؤومة؟ قررنا سرقة ذهب من احدى الفلل عند العاشرة ليلا كانت الخطة ان يتسلق اخفنا الجدار ببراعة ونكون في المراقبة, وفي حال حدوث طارئ نطلق صافرة بنغمة معينة.. وبالفعل تسلق زميلنا الجدار بمهارة فائقة وبقينا في المخبأ الآمن. خلال نصف ساعة فقط عاد صاحبنا بذهب كثير تابعناه بصمت وهو يتسلق الجدار عائدا بالغنيمة وقبل ان يتحرك خطوة واحدة ظهرت سيارة دورية فظن انها داهمتنا قبل ان نطلق الصافرة المحددة وعندما هرب بأقصى سرعة ممكنة تبعته الدورية حتى قبضت عليه وعن طريقه قبضوا علي وعلى زميلنا الثالث ونحن جميعا الآن هنا في الدار ونتزاور. اشعر بالندم في كل لحظة وافكر كثيرا في مستقبلي واسرتي حتى عندما التقي زميلي في المشكلة يكون كل حديثنا الندم على مافات وعدم التفكير في العودة الى السرقة او التدخين مهما كانت الحاجة. نستمتع في الدار بالصلوات المنتظمة والدروس المفيدة والقراءة والوقت المنظم والمعاملة الحسنة من الاداريين والعاملين جميعا لهم الشكر... طبعا بعد الخروج سألغي علاقاتي باصدقاء السوء وابدا حياة نظيفة وانتبه لدروسي حتى احقق طموحي. طفل الخامس مروج حبوب (خالد. م. خ) الصف الخامس اصغر حدث في الدار محزن ان يكون في دار الملاحظة طفل في الصف الخامس الابتدائي كان من المفترض ان يعيش حياة بريئة تداعب خياله احلام الطفولة ودفء الاسرة والاكثر ألما ان تكون تهمته ترويج المخدرات.. نعم هو طفل لم يدخن في حياته سيجارة وما تعاطى مخدرا ولكنه وجد نفسه محاصرا برجال الامن كيف حدث وماذا حدث؟ نسمع منه الاجابة: انا من حفر الباطن اعيش مع اسرتي ولا اشكو من شيء دنياي بيتي ومدرستي... ورفاقي مثلي, ألعب معهم واعيش كما يعيشون ازور اقاربي واصدقائي سواء وحدي او زيارات اسرية هذا هو برنامجي الذي سرت عليه منذ عرفت هذه الدنيا حتى ظهر ممدوح جاسم. صمت كأنه يلعنه في سره تمتم بكلمات لم يفصح بها تغيرت ملامح وجهه قبل ان يستمر في سرد مأساته كان يتردد على اقاربنا رجل اعرف ملامحه وجدني يوما وسلمني كيسا صغيرا ووصف لي اناسا سيأتون لاستلامه لم ارفض وجدت انني اقدم خدمة لصديق اقاربنا لم أسأل عن هؤلاء الناس ولا عن محتويات الكيس ولا عن اي شيء فقط احتفظت (بالامانة) وعندما ظهر اهلها عرفتهم حسب اوصافهم استلموها فرحين وناولوني سبعمائة ريال لتوصيلها الى ممدوح شعرت انني اديت الخدمة بنجاح ولكن قبل الوصول لممدوح داهمني رجال الامن لتكون محطتي هنا في دار الملاحظة. لا تثق في كل الناس قضيت حتى الآن شهرين ولا ادري ماذا سيحدث لي غدا, ولكن ما أؤكده انني في الدار اجد كل الرعاية والعناية والعطف اهلي يزورونني بانتظام اخجل كثيرا عندما أراهم واشعر بالندم مضاعفا وادرك معاناتهم.. اعيش هنا حياة هادئة ومفيدة, وقتي منظم صلواتي في اوقاتها اقرأ القرآن كثيرا اصوم رمضان من بدايته والحمد لله. عندما اغادر الدار سأعود كما كنت في حفر الباطن مع اسرتي الطيبة ولكن هذه التجربة جعلتني لا اثق كثيرا في الذين لا اعرفهم معرفة جيدة لذا ستكون علاقاتي مختصرة جدا لان في كل مكان كثيرا من اصدقاء السوء الذين يجب علينا نحن ان نتجنبهم مثل ممدوح جاسم. ما رأي الاختصاصي الاجتماعي؟ هذه الصور القلمية الامينة نقلتها لكم بكل الصدق من دار الملاحظة الاجتماعية نقلا مباشرا من افواه الاحداث انفسهم الذين تجاوبوا معي كثيرا.. وحتى تكون الصورة اكثر وضوحا التقيت الاختصاصيين الاجتماعيين بالدار بشير اللويش ودحام الشمري ليضعا النقاط على الحروف ويعرضا ابرز الاسباب المؤدية الى انحراف الاحداث لاننا متى ما عرفنا السبب سهل التفكير في الحلول. عوامل شخصية وجسمية دحام الشمري اختصاصي اجتماعي يقول هناك عوامل شخصية وجسمية تؤدي الى انحراف الاحداث سأتناولهما بايجاز ثم اتيح الفرصة لزميلي لتناول جوانب اخرى. لقد خلق الله تعالى للنفوس رغبات كامنة الا ان بعض الرغبات لا يقرها المجتمع عرفا وديناوعادات وتقاليدا.. هنا تختلف الاستجابة, فالشخص السوي يسمو بها ويحولها لطاقة خلاقة مفيدة وغير السوي لايكبتها ويسمو بها بل يسعى لتحقيقها بوسائل غير مشروعة فيظهر السلوك المنحرف هذا هو العامل الشخصي. اما العامل الجسمي فان لكل فرد صورة ذهنية عن نفسه ولهذه الصورة تأثير مباشر في سلوك الفرد فيشعر بالنقص سلبا او بالغرور ايجابا متى ما رأى نفسه اقل او افضل من الآخرين. اذا احس الفرد وخاصة المراهق ذا الحساسية العالية بان المقربين يعاملونه بشفقة زائدة او قسوة زائدة, يفقد ثقته في نفسه ويميل لعدم الاطمئنان للآخرين المحيطين به وتكون النتيجة العمل عكس الاتجاه العام وهو الانحراف. عوامل اقتصادية واجتماعية بشير اللويش اختصاصي اجتماعي يقول ان الاوضاع الاقتصادية المتدنية مقرونة بغياب التربية الدينية الداعية للتعفف تؤدي الى عدم اشباع الحاجات الاساسية بما يحقق الرضى التام عن دخله ومستواه المعيشي المتواضع فاذا كانت التربية صالحة عفيفة صبر الحدث كما تصبر اسرته واذا اختلت الاخلاق كما ساء الاقتصاد كان الانعكاس سلبيا فيقدم الحدث على اشباع الرغبات من خلال سلوكيات مستهجنة كالسرقة. اما العامل الاجتماعي فيكاد يكون واضح الدور في حدوث الانحراف وتوابعه, فالتفكك الاسري يجعل الحدث في مهب الريح, ومن صور التفكك الاسري فقد احد الوالدين او كليهما بالوفاة او السجن او المرض الطويل او تفكك الروابط الاسرية بالطلاق او الهجر الطويل وقد يكون الوالدان موجودين ولكنهما منشغلان او غير مستعدين لخلق صداقات مع صغارهما وتتأرجح المعاملة بين التدليل الشديد او القسوة الزائدة وكلاهما يضر بالصغار.. في هذا الجو الخانق يكون الاطفال هم الضحايا ويكونون لقمة سائغة لمروجي المخدرات وغيرهم من ذوي الاخلاق الفاسدة. الإعلام.. التربية.. دفء الأسرة وبعد ان ادلى كل منهما بدلوه في هذه القضية الاجتماعية الخطيرة قدم الاختصاصيان دحام الشمري وبشير اللويش بعض الحلول التي تقلل من حدة المشكلة وتحاصرها في اضيق نطاق لها.. وهذه الحلول بايجاز: * الاعلام بكل وسائطه المتعددة ينبغي ان يخضع لرقابة صارمة حتى لا تبث هذه الوسائط من المواد ما يغري الاحداث بالانحراف وذلك بتزيين الاخطاء ووصف الاشرار بالابطال. ولما كان من الصعب حجب الكثير من هذه المواد فان مسؤولية الاسرة مضاعفة في وضع رقابة داخلية لتكون على دراية تامة بالقنوات ونوعية المواد التي يتابعها افراد الاسرة واي المواقع يرتادونها على الانترنت. * التربية الاسلامية الصحيحة قولا وعملا وتوجيه وقت الفراغ الى ما يفيد كالحاق الصغار بحلقات تحفيظ القرآن الكريم والدورات المتعددة التي يعلن عنها من وقت لآخر ومعظمها مجانا. * الاطفال نعمة من رب العالمين ومن شكر النعمة المحافظة عليها, وعلى الوالدين تخصيص جزء من وقتهما للجلوس مع الصغار لان مجرد الجلوس معهم يشعرهم بانه محبوبون فتتربى في داخلهم الثقة بالنفس, وهذه الثقة تعزز القيم الايجابية لدى الفرد فينشأ معافى خاليا من العقد والهزات النفسية المدمرة. مسك الختام انحراف الاحداث موضوع متجدد لا نهاية له ما دام المجتمع يحمل النقيضين الخير والشر.. ولكنا نأمل ان نكون قد وفقنا في تقديم صورة حية لمعاناة صغار افتقدوا العطف والحنان فضلوا عن سواء السبيل.. ولان الوطن لا يفرط في اي من ابنائه كانت دار الملاحظة لاعادة التوازن الى المجتمع.. شكرا لمن في الدار من ادارة وعاملين فقد تناسوا همومهم الذاتية وحملوا هموم الآخرين. محاضرة دينية بعد صلاة المغرب وهنا يبدأون الافطار