كان من الطبيعي أن يدرس إبراهيم المانع الطب وأن يمارسه في مستشفى المانع التي أسسها والده محمد المانع، ولكنه درس الهندسة الكيميائية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وحصل على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في هذا التخصص المهم. وكان من الطبيعي أن يعمل ابراهيم المانع في مجال الهندسة التي اختار دراستها مدفوعا بميل فطري، ورغم رغبة والده الذي أراد له أن يدرس الطب، ولكنه وجد نفسه مرة أخرى متفرغا للإدارة الطبية بعد أن كبر مستشفى المانع وضع لنفسه اسما ومكانة وسمعة متميزة. عمل جده عبدالله المانع في تجارة الخيول، وكان أكثر المتعاملين معه من الهند. وحين بلغ والده محمد المانع العاشرة أخذه أبوه إلى الهند، فتعلم في مدارسها وأجاد الانجليزية والأوردية، ثم عاد إلى المملكة ليعمل مترجما في الديوان الملكي لمدة 9 سنوات، ثم مترجما في أرامكو، ثم تتحرك رغبته في إنشاء مستشفى، بعد أن تألم كثيرا، وهو يشاهد أبناء وطنه يطلبون العلاج في الهند ويتكبدون في سبيل ذلك مشقة السفر وتكاليفه الباهظة. في غرفة صغيرة ووحيدة لا تبعد كثيرا عن المستشفى الكبير القائم حاليا في الخبر، كتب والده الكلمة الأولى في هذا السجل الحافل.. كان مرض (التراخوما) منتشرا في ذلك الوقت، واتفق والده مع طبيب عيون ألماني نجح في علاج كثير من الحالات التي كادت أن تقترب من درجة العمى بتأثير هذا المرض.. كانت البدايات صعبة والامكانات متواضعة.. أعدت زوجة طبيب العيون ستائر لنوافذ الغرفة وجاء طبيب أسنان ألماني الى الخبر بسيارته الكبيرة وقد ملأها بكل ما يحتاج اليه من أجهزة ومعدات. درس ابراهيم المانع الابتدائية في الخبر، ويذكر من زملاء المرحلة: محمد العمودي ومحمد الدوسري وحمد الدوسري ود. ابراهيم المطرف، ثم درس الثانوية في الدمام، قبل أن يحصل على بعثة لدراسة الهندسة الكيميائية في جامعة كاليفورنيا، فيحصل على الباكلوريوس والماجستير وليعمل بعد عودته في أرامكو. وجد ابراهيم المانع لزاما عليه أن يساعد والده في ادارة المستشفى، الذي بدأ يكبر ويكتسب شهرة كبيرة، ثم وجد من المناسب أن يتفرغ للعمل في المستشفى فترك العمل في أرامكو، ثم ننتقل اليه ومعه اخوانه الادارة الكاملة للمستشفى بعد وفاة والده يرحمه الله . أدار ابراهيم المانع المستشفى كما كان يديره والده بروح اللوائح والأنظمة وكأسرة واحدة وليس من خلال التعليمات والأوامر الصماء. لقد أدرك ابراهيم المانع مبكرا أن الاستثمار في المجال الطبي يختلف عن الاستثمار في غيره من المجالات، فلا يصلح في الطب أن تحكمك فقط التكلفة وحجم الانفاق، وإلا فلن تختار طبيبا متميزا لأن راتبه مرتفع، ولن تقتني أحدث الأجهزة الطبية لأن كلفتها عالية، وستنسى أمام ضغط الانفاق أنك أمام انسان يتألم وعليك أن تخفف ألمه وتعامله بصورة تتناسب مع ثقته في تميزك. ويحرص ابراهيم المانع أن الصدق والأمانة والاخلاص والتفاني هي صفات ضرورية في كل عمل ولكنها أكثر ضرورية في المجال الطبي لأن أي تساهل أو خلل قد يعني حياة مريض. ويحرص ابراهيم المانع على تعزيز التعاون مع عدد من المستشفيات الدولية، ويرى في هذا التعاون فرصة للاستفادة من خبرات متقدمة في هذا المجال ووسيلة لمتابعة التطور الهائل الذي يشهده الطب وأساليب العلاج بصورة شبه يومية.. وهناك اتفاق مع مستشفى (كليفلاند) في أمريكا لتنظيم دورات للأطباء ليطلعوا على أحدث ما توصل اليه العلم في مجال تخصصاتهم، فضلا عن الدورات الداخلية التي تشرف عليها وزارة الصحة وتساهم المستشفيات الخاصة في تمويلها والأطباء بحكم تكوينهم العلمي ورغبتهم في التميز تواقون دائما الى الاستزادة من العلم وحضور المنتديات الطبية التي ترفع مستواهم وتزيد قدراتهم. ويرى ابراهيم المانع ان الأطباء العرب ليسوا أقل في المستوى من نظرائهم من الأطباء الأجانب، فهم يمتلكون الطموح ويرغبون في التميز واثبات الوجود وهم بارعون اذا ما توافرت لهم فرص طبية.. كما يرى أن الطبيبات يجدن أكثر في تخصصي أمراض النساء والأطفال.. كمايتفوقن في تخصصات أخرى، ولكن هذين التخصصين يظلان الأنسب لهن. ويقف ابراهيم المانع بحزم ضد استغلال المريض، ولكنه يرى أن أهمية التشخيص السليم للمرض، تجعل الأطباء يطلبون من المريض اجراء تحاليل وأشعات للاستفادة من الامكانات العالية التي توفرها الأجهزة الحديثة. ويرى أن الطب هو رسالة انسانية سامية قبل أن يكون مهنة، فهو يتعامل مع أغلى ما يملك الانسان وهي (الصحة) التي هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه غير المرضى.