اكد تقرير لمجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة في جنيف حول دور التجارة الالكترونية في تحقيق النمو خلال السنوات القادمة انه في الوقت الذي ينتظر فيه ان تزدهر التجارة الالكترونية في جميع انحاء العالم الا ان في البلدان النامية سيظل حجم هذا النوع من التجارة بسيطا مالم تشهد علاجا للعوائق التي تحول دون ازدهارها. وذكر التقرير انه على الرغم مما تشير اليه الاحصاءات من ان استخدام الانترنت قد شهد ارتفاعا بلغ 30 بالمائة في العام الماضي، من بينهم ثلث المستخدمين من العالم النامي، الا ان عدم كفاية الهياكل الاساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واوجه القصور في الهياكل العمرانية والنقل والامداد وتيسير التجارة تبقى العائق الرئيسي امام انطلاق التجارة بين المؤسسات في العالم الثالث. واشار تقرير التجارة الالكترونية والتنمية لعام 2002 الى ان منطقة اسيا والمحيط الهادئ اصبحت تبسط هيمنتها في جميع هذه المجالات وتحتل الصدارة في نشر التكنولوجيات في الوقت الذي تؤدى حكوماتها دورا رئيسيا في اجتذاب الاستثمارات في هذا القطاع وفى توفير عمالة ماهرة ومتعلمة للوفاء بحاجة الشركات الاجنبية المتزايدة الى التعاقد الخارجي. واكد التقرير ان حصة اسيا والمحيط الهادئ التي وصلت اليوم الى 46 بالمائة من خطوط المشتركين الرقمية في العالم من شأنها ان تضيف حوالي 50 مليون مستخدم جديد للانترنت كل عام مما يعني تزايد امكانات النمو في المنطقة نظرا الى ضخامة عدد سكانها وذلك رغم ان مؤسسات هذه المنطقة اصبحت اكثر اندماجا في التدفقات التجارية داخل المنطقة وعلى الصعيد العالمي من مؤسسات المناطق النامية الاخرى. وفى الوقت الذي اشار فيه تقرير مجلس التجارة والتنمية التابع للامم المتحدة في جنيف الى ان امريكا اللاتينية تحرز ايضا بعض التقدم حيث تتراوح نسبة مؤسسات القطاع الرسمي الموصولة بشبكة الانترنيت بين 50 و70 بالمائة الا ان الوضع في القارة الافريقية ما زال يشهد بطئا في الارتباط بشبكات الاتصال ومحدودية في استخدام التجارة الالكترونية على الرغم من ان الارتباط بشبكات الانترنت المحلية متاح الان في جميع العواصم الافريقية. واوضح التقرير ان الفجوة في هياكل التجارة الالكترونية بين البلدان المتقدمة والنامية هي الاوسع في افريقيا خاصة ان عدد مستخدمي الانترنت في القارة السمراء لا يزيد على شخص واحد من كل 118 شخصا او شخص واحد من كل 440 شخصا اذا استبعدت البلدان الخمسة ذات اكبر عدد من المستخدمين. واضاف التقرير انه في الوقت الذي تتركز التجارة الالكترونية في جنوب افريقيا ومصر فان فرص التجارة بين المؤسسات متاحة في افريقيا في قطاع الخدمات بالاتصال المباشر او غير المباشر كما تزدهر اعمال مصدري الصناعات اليدوية والمنتجات والخدمات التي تستهدف الافارقة المقيمين خارج بلدهم الاصلي.ولفت التقرير الى ان حجم التجارة الالكترونية لايزال متواضعا ومن المرجح الا تبلغ نسبة التجارة الالكترونية سوى واحد بالمائة فقط من حجم التجارة العالمية حتى عام 2005.واشار الى ان مناطق مثل البلقان والقوقاز واسيا الوسطى مازالت اقل بكثير في الالمام بالمعارف الالكترونية من البلدان التي قطعت شوطا في الاصلاحات مثل اوروبا الوسطى ومنطقة البلطيق وروسيا. وذكر التقرير انه في الوقت الذي يتواصل فيه النمو في اسواق امريكا الشمالية واوروبا الغربية حيث لاتزال تجارة التجزئة بالاتصال المباشر في مرحلة نمو مكثف الا ان حجم التجارة بين المؤسسات والمستهلكين لايزال ادنى كثيرا في اوروبا على الرغم من بدء تداول اليورو النقدي وبالشكل الذي شجع على الارجح التجارة الالكترونية داخل اوروبا. واللافت للنظر في تقرير مجلس التجارة والتنمية هو تأكيده على ان ازدهار صناعة تكنولوجيا المعلومات على نطاق العالم من شانه ان يدعم انتعاش هذه الصناعة في الدول النامية والتي يزيد بالفعل معدل نمو صادراتها من منتجات تكنولوجيا المعلومات في السنوات الاخيرة.