بدأ عبدالله صالح ابا الخيل رحلته مع عالم المال والاعمال مثل كثير من رواد العمل الحر اجتذبه ظهور الثروة البترولية وانشاء ميناء الملك عبدالعزيز والتوسع في اعمال التجارة الى المنطقة الشرقية فجاء اليها قادما من الرياض بعد ان عمل فترة في الديوان الملكي لدى جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. بدأ عبدالله ابا الخيل مشروعه التجاري في الخبر مستوردا للسيارات الامريكية الا ان ضعف الطلب على هذا النوع من السيارات في ذلك الوقت المبكر لم يوفر للمشروع النجاح المتوقع وفي مجال المقاولات بدأ عبدالله ابا الخيل مشروعه الثاني بالحصول على مشاريع حكومية ومشاريع من ارامكو اضافة الى بناء وحدات سكنية للقطاع الاهلي ووحدات سكنية كاستثمار خاص بنى عددا كبيرا من البنايات في شارع الظهرانبالدمام لتشكل هذه البنايات العمود الفقري للشارع ولتصبح الاساس في تحويله الى شارع تجاري مهم وشهير ساعدته ريادته وجديته وفكره التجاري المتطور ليصبح واحدا من ابرز التجار في المنطقة وليتم اختياره مع اول رئيس للغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية واكبر تجار المنطقة الشرقية في ذلك الوقت الشيخ حمد القصيبي لانشاء الغرفة ليرتبط اسمه باسم الغرفة منذ ذلك الوقت وليعطيها من عمره وخبراته وتجاربه ستة عشر عاما كاملا عمل فيها بسعادة وحب ورغبة لا تنتهي في الخدمة العامة ووجد سعادته وسط الاوراق والملفات والدفاتر والاجتماعات وعندما كان يجد حلولا للمشكلات التي تعرض على الغرفة ويساعد في حلها على نمو الحركة التجارية بالمنطقة التي احبها واختار ان يعيش فيها. بكل الاعتزاز يتذكر ابا الخيل قصة انشاء الغرفة كانت المنطقة الشرقية قد شهدت لتوها نموا كميا ونوعيا طال مختلف المجالات اعطتها ارامكو ثقلا كبيرا وساعد ظهور البترول وقدوم الموظفين والخبراء والعمال خارج المملكة في انتعاش المنطقة كما ساعدها ماحباها به الله امكانات طبيعية في اجتذاب رؤوس الاموال وان تصبح مركزا مهما للتجارة انتقل مقر امارة المنطقة من الاحساء الى الدمام واستدعى الامير سعود بن جلوي الشيخ حمد القصيبي وتحدث معه بشأن انشاء الغرفة وبشأن الاستعانة ب (عبدالله ابا الخيل) في هذا الامر سافر عبدالله ابا الخيل الى جدةومكة ليدرس نظام وبرامج الغرفتين الموجودتين هناك ولكنه لم يجد انظمة او برامج ولكن وجد نشاطا كبيرا في غرفة مكة واجتمع بمسئولي الغرفتين اجتماعات كثيرة وعاد الى المنطقة الشرقية واثق الخطى ومتفائلا بتحقيق الغرفة لنجاح كبير. كان عبدالله ابا الخيل بوصفه نائبا لرئيس الغرفة يداوم في الغرفة منذ الصباح ويكتب كل القرارات والتعاميم والدعوات والخطابات بخط اليد ويبحث في القضايا التي تحال الى الغرفة من الامارة ويقتلها بحثا وتمحيصا ودراسة ويعرضها على مجلس الادارة ليناقشها في اول اجتماع له واصدار قرار بشأنها في ذلك الوقت البعيد لم يكن بالمنطقة الشرقية فرع لوزارة التجارة ولم تكن هناك وزارة للصناعة وكانت الغرفة هي الجهة التي تحسم الكثير من مشاكل التجار والمستوردين وكانت الامارة تحيل الى الغرفة كل الخلافات التجارية لتفصل فيها الغرفة وتصدر توصية بشأنها ليامر الامير بتنفيذها. في ذلك الوقت البعيد لم يكن للغرفة فروعا في اي من مدن المنطقة الشرقية وكان مجلس الادارة يجتمع مرة في الاسبوع واحيانا يجتمع مرتين او ثلاث وكان يختار بالتعيين في الدورتين الاولى والثانية وكان يتكون من حمد القصيبي رئيسا ومن عبدالله ابا الخيل نائبا للرئيس فيما يشغل العضوية كل من محمد عبدالرحمن السعيد وعبدالرحمن السحيمي وابراهيم العطاس وعبدالهادي القحطاني وعلي المصطفى ومبارك الخاطر وحمد المعجل وعيسى البنعلي وكانت غرفة الشرقية من انشط الغرف واستفاد بالطبع في الطفرة الكبيرة التي شهدتها المنطقة وكان عبدالله ابا الخيل عضوا في اول وفد من الغرفة التجارية الصناعية بالمملكة وسافر الى الهند للتباحث مع تجار الشاي في كلكتا ورأسه معالي وزير التجارة في ذلك الوقت محمد علي رضا وبعد 169 عاما من العمل المتواصل في الغرفة ترك عبدالله ابا الخيل الغرفة ليتيح الفرصة لاجيال جديدة لتدلي بدلوها في هذا الميدان المهم وليلتفت الى اعماله الخاصة التي يتابعها ابناؤه الذين تركوا له مجال العقار والاسهم ومجمعا لورش مختلفة من كهرباء والموازين والتجارة والسباكة والميكانيكية والجراجات ومكتب الاستشارات الهندسية. وعندما يتذكر عبدالله ابا الخيل الفترة الطويلة التي عمل فيها في الغرفة يشعر بالسعادة ولافخر وواجبنا جميعا ان نحاول ان نرد له بعضا مما قدم الينا وهو يسعد لانه نجح في ان يدفع بابنائه الى اعلى مراحل التعليم ليساهموا في العطاء للوطن الغالي الذي قدم تجربة تنموية حازت تقدير العالم وحظيت باحترامه وتعاملت مع الانسان على اعتبار انه الثروة الحقيقية والاستثمار الأهم.