لم يكن إعلان رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن بن راشد الراشد عن زيادة عدد المنتسبين بنسبة 60% خلال 3سنوات ليصل عددهم الى 35ألف منتسب هو الخبر السار الوحيد خلال لقاء التواصل الذي عقد مساء أمس الأول إذ برز الحضور اللافت لأعضاء مجالس ادارات الغرفة وعلى رأسهم أحد مؤسسي الغرفة الشيخ عبدالله الصالح أبا الخيل الذي ألقى كلمة مؤثرة تطرق فيها لذكريات التأسيس مع رفيق دربه المرحوم حمد القصيبي. ولم يكتف الراشد الذي كان يتحدث خلال اللقاء بالإعلان الإيجابي عن القفزة في عدد المنتسبين بل أسهب في ذكر نية الغرفة لإطلاق مبادرات جديدة أهمها إنشاء لجنة لشباب الأعمال ولجنة أخرى تعنى بالمستثمرين في القطاع السمكي فضلاً عن افتتاح فروع جديدة في محافظات المنطقة. وأوضح الراشد خلال لقاء التواصل الثاني الذي اقيم مساء أمس الأول والذي حضره عدد كبير من أعضاء مجالس ادارات الغرفة السابقة بأن عدد المنتسبين كان في حدود ( 32128منتسبا) خلال عام 2007، و( 22400منتسب) عام 2006و 21ألفا عام 2005وجاء هذا نتيجة الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة وتحديدا المنطقة الشرقية. وتحدث الراشد عن أوضاع الغرفة المالية وقال إن الإيرادات غير المدققة للعام الماضي بلغت 72مليون ريال، والأرصدة النقدية الخاصة بالغرفة 75مليونا، وصافي النقد 20مليون ريال، وصافي العمليات 15مليون ريال، كما أنه تم إقفال الخسائر المتراكمة وإعادة أموال الغرفة بالكامل، والتحدي القادم أمام الغرفة هو كيفية استثمار هذه الأموال لصالح المنتسبين، إذ نسعى لأن تتحول الغرفة إلى مركز دراسات للقطاع الخاص. وذكر الراشد أن الأحلام لم تتحول إلى حقيقة في مجال زيادة عدد المنتسبين فقط، بل أيضاً على مستويات عديدة في مجالات العمل في خدمة المنتسبين، وتبرز بشكل لافت في مجال تطوير خدمات الغرفة لمنتسبيها من انشاء مراكز الخدمات الخاصة الى انشاء فروع جديدة تهتم بتقديم الخدمة للمنتسبين في معظم محافظات المنطقة ومدنها الرئيسية، فلدى الغرفة في الوقت الحاضر 11فرعاً ومركزاً في المنطقة الشرقية، وسيتم قريباً افتتاح مركز خدمات جديد في بقيق، وهناك مشروع مبنى الغرفة بحفر الباطن، حيث تم شراء الأرض، وكذلك مشروع الجبيل الاستثماري حيث استلمت الغرفة منحة من الهيئة الملكية للجبيل على مساحة 12ألف متر مربع، وقد تم رصد 30مليونا لإنشاء هذا المشروع يتضمن فرعاً للغرفة ومشروعاً استثمارياً يساهم في دعم إيرادات الغرفة، وكذلك هناك مشروع في الخفجي وآخر في شرق الدمام.. مشيراً إلى أن عدد موظفي الغرفة قد بلغ 157موظفا، بينها 127سعودياً. ووصف الراشد لقاء التواصل بأنه امتداد للقاء التواصل الذي عقد منذ نحو ثلاثة أعوام، وأعتقد أنه يمكن أن يشكل انطلاقة قوية لمبادرات جديدة تعزز النجاحات المستمرة التي تشهدها الغرفة في الأعوام الأخيرة، والتي كانت لها أصداء واسعة، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على الأصعدة العالمية والإقليمية أيضاً. وأشار الى برنامج زيارات التواصل التي قام بها الجهاز التنفيذي للغرفة خلال الأسابيع الماضية حيث تمت زيارة عدد من الشخصيات المهمة في تاريخ الغرفة، والهدف من ذلك هو إعادة وصل العلاقة بين الغرفة وجميع أعضاء مجالس الإدارة السابقة، بحيث يعود الجميع الى دائرة الفعل والانجاز، ويشاركوننا في بناء مستقبل الغرفة.. وتطرق إلى برنامج "شركاء في التنمية" الذي يتضمن زيارات للأجهزة الحكومية حيث يوجد الكثير من مصالح المنتسبين، إذ تعتبر الأجهزة الحكومية المجال الأوسع والأكبر، الذي نلتمس فيه ومن خلاله تحقيق الكثير من مطالب الغرفة ورعاية مصالح القطاع الخاص. وقال الراشد إن برنامج دعم ورعاية شباب رجال الأعمال، يعد محوراً جديداً من محاور استمرارية التواصل بين الأجيال، ومؤشراً لحرص مجلس الإدارة في دورته الخامسة عشرة، على تبني رجال الأعمال الشباب، حيث نشعر بمسؤولية كبيرة ازاء عملية التواصل كضرورة لنقل الخبرات والتجارب من هذا الجيل إلى ما يليه من أجيال.. مشيراً إلى أن اللجنة التنفيذية في اجتماعها يوم الاثنين قد أوصت بتشكيل لجنة شباب الأعمال، وسترفع هذه التوصية لمجلس ادارة الغرفة لإقرارها، حيث سيتم التعامل مع اللجنة بصورة مختلفة عن اللجان الأخرى، وسيتم دعوة عدد كبير من رجال الأعمال الشباب للالتحاق بهذه اللجنة. وقال الراشد إن سجلات الغرفة حافلة بالإنجازات منذ إنشائها، وقد استطاعت خلال الستة أعوام الأخيرة أن تضيف إلى هذا السجل انجازات كمية ونوعية كبيرة، وتحولت الكثير من الأحلام إلى حقائق، كما استطاع مجلس ادارة الغرفة أن يخطو خطوات واسعة نحو انجازات طموحة ومتميزة، حظيت باعتراف عالمي وإقليمي واسع، وفي مقدمة هذه الإنجازات على سبيل المثال لا الحصر، المنتديات الدولية التي نظمتها في السنوات الأربع الأخيرة، ومنها منتدى الطاقة والغاز، ومنتدى المشروعات العملاقة، ومنتدى الطاقة الثاني، ومنتدى الاستثمار السعودي 2007.ونوه الراشد الى دعم الغرفة لنشاط المرأة السعودية من خلال مركز سيدات الأعمال.. معرباً عن اعتزازه بأن تكون الغرفة هي أول غرفة قامت بتأسيس لجنة لسيدات الأعمال، وأعقبها تأسيس مركز متخصص للسيدات، وهناك برامج عديدة لخدمة سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية.وفي تعليق له على ملاحظة أبداها بعض الحضور حول مشكلة التأشيرات واستقدام العمالة وما يعانيه رجال الأعمال على هذا الصعيد أوضح الراشد أن هناك تقريراً رفعته الغرفة إلى وزارة العمل حول التأشيرات، تتضمن رؤية رجال الأعمال ومدى رضاهم حول هذا الموضوع. ورحب الراشد بمقترح تقدم به بعض المشاركين بجعل اللقاء دورياً يقام مرة كل سنة، يتم من خلاله التواصل مع أعضاء مجلس الإدارة وقال: "إننا نعتز بما قدمه كل منكم للغرفة، ولا نستطيع أن ننسى جهود مجالس إدارة منذ تأسست الغرفة، على يد المغفور له بإذن الله سمو الأمير سعود بن جلوي، كما نذكر بكل التقدير والشكر الدعم الذي يقدمه للغرفة بشكل مستمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية وهو ما يدفعنا إلى مزيد من العمل ومزيد من النجاح.. كما رحب بتأسيس لجنة للصيادين بالمنطقة الشرقية بحكم أن وزارة التجارة والصناعة قد أصدرت قراراً يلزم كل صياد باستخراج سجل تجاري، فالصياد - بموجب ذلك - بات منتسباً للغرفة، وله الحق في الالتحاق بلجنة تعنى به وتسعى لتطوير أدائه. وقد أثار الحضور العديد من المشاكل التي يأملون في أن تتبنى الغرفة مسؤوليتها لحل من قبيل تعقيدات بعض الدوائر الحكومية، ومشكلة المساهمات العقارية التي تقدر بالمليارات، ومشكلة توظيف الأموال، وظاهرة غلاء الأسعار وازاء ذلك أوضح الراشد بأن الغرفة بصدد إعداد دراسة استراتيجية عن المنطقة الشرقية بشكل عام، نأمل بعد الانتهاء منها أن تحل الكثير من الاشكالات التي يواجهها القطاع الخاص.. وبالنسبة لظاهرة غلاء الأسعار فإن رؤيتنا ورؤية القطاع الخاص قد تم رفعها بشكل رسمي إلى الجهات المعنية، ملخصها أن الجوانب النقدية والمالية هي مسؤولية الدولة. وأشار إلى أن نظام الغرف الجديد قد تم رفعه إلى مجلس الوزراء لإقراره، والذي يتضمن أن تشمل انتخاب كافة الأعضاء، فلن يكون هناك معينين في مجالس إدارات الغرف.وقد تحدث خلال اللقاء عضو مجلس إدارة الغرفة السابق عبدالله صالح أبا الخيل وقال: "إن وجوهكم الطيبة تذكرني بتلك الوجوه الخيّرة التي أحببت فيها الكثير، صحيح أن الزمان غير الزمان، والمكان غير المكان تقريباً ولكن ملامح الخير تكاد تكون هي نفسها التي عرفتها في حمد القصيبي وحمد المعجل وعبدالرحمن السحيمي وعيسى بن ناصر الدوسري، ومبارك الخاطر وإبراهيم المهنا ومحمد السعيد وحمد الزامل وعبدالله الحداد وبادغيش وآخرين انتقلوا إلى رحمة الله أولئك أسسوا هذا الكيان الاقتصادي المرموق وأنتم تواصلون المسيرة استمراراً لأجيال تناولت المهمة". وقال أبا الخيل: تأسس هذا الكيان على عدد من الأشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ولكنكم اليوم تجاوز عددكم اثنان وثلاثان ألف عضو بارك الله فيكم جميعاً.. وإنني أعود إلى الذاكرة وإلى التاريخ، وأشعر بالفخر حين أتذكر ذلك الجهد الفردي الذي حفزه المغفور له الأمير سعود بن جلوي أمير المنطقة الشرقية الأسبق حيث اختار له الشيخ حمد القصيبي رحمه الله، واختارني إلى جانبه وكلفني بتأسيس غرفة تجارية للمنطقة حسب النظام الرسمي أسوة بالغرف التجارية السابقة، حينذاك لم يكن في البلاد إلا غرفتان تجاريتان فقط، احداهما في مكةالمكرمة والأخرى في مدينة جدة، وقد بدأنا العمل في شقة مستأجرة عادية في إحدى حارات الدمام القريبة من السوق التجاري، وقمنا - أنا والشيخ حمد القصيبي - بتأثيثها وتعيين محاسب، ووضعنا قائمة من تجار المنطقة، وحرصنا أن يمثل التجار جميع مناطق المملكة وليس فقط منطقة دون أخرى، وشملت القائمة تجاراً من الدماموالخبر والقطيف والأحساء والجبيل ومنهم الأسماء التي أشرت إليها قبل قليل، وحين اكتملت القائمة عرضناها على سمو الأمير سعود بن جلوي الذي باركها وحثنا على العمل خدمة للاقتصاد الوطني من خلال منطقة عملنا، كما وجهنا للاستفادة من تجربة غرفتي مكةالمكرمةوجدة، وعليه تم اختياري لزيارة مقري الغرفتين للاطلاع على التجربتين، بصفتي نائب رئيس الغرفة، وحين عرضت الأمر على سمو الأمير زودني بخطاب توصية، أحدهما لجلالة الملك فيصل رحمه الله، والآخر لقائمقام جدة حينذاك. وتابع أبا الخيل حديثه قائلاً: "وحين ذهبت إلى هناك وجدت التسهيلات الطبية والتعاون الفعال، ووجدت ذلك النشاط الباهر الذي تتمتع به إدارة غرفة جدة، نظراً للخبرات المتراكمة لدى تجارها بفضل وقوع المدينة في منطقة تنوع سكاني وتعدد تعاملاتها التجارية مع الجنسيات المختلفة من الحجاج والمعتمرين والتجار القادمين من كل البلاد الإسلامية.. وبعد عودتي، اطلعت المجلس على ما شاهدته في ذلك الجزء الغالي من الوطن، ووضعنا أفكارنا الأولية لبناء العمل في الغرفة، وخدمة قطاع التجار ورجال الأعمال في المنطقة، وبجهود ذاتية ومتواضعة قدمنا ما أمكننا تقدميه، وبذلنا ما في وسعنا. وأضاف: "الذاكرة مليئة بالقصص ومحتشدة بانطباعات التأسيس، وصعوبات العمل، وتحديث الأمل الجميل، الذي أرى ثماره اليوم فكيف أيها الطيبون باعتباركم الامتداد الطبيعي لهذا الكيان الاقتصادي المتطور.. ولكن المجال لا يتسع لسرد كل شيء، والوقت لا يسمح إلا بالقليل، إنني أتذكر تلك المشاركات التي مثلت فيها الغرفة في مؤتمرات تجارية واقتصادية خارج البلاد، وعلى سبيل المثال المؤتمر الآسيوي الافريقي الذي استضافته القاهرة، ومؤتمر آخر في الهند، ومؤتمر ثالث في تونس، وفي المؤتمر الأخير أتذكر الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة استضاف الوفود التجارية المشاركة وحين عرف أنني من البلاد السعودية سألني عن دستور المملكة فقلت: القرآن الكريم.