النجاح طريق السعادة ومفترق الطموح النجاحات متعددة والتميز والتفرد يعتبر نجاح وقصة كل ناجح نموذج وعبره لمعرفة التعامل مع العوائق وتحولها لنجاحات و المميزون فقط هم من تجاوزها وجعلوها قصص نجاح كبيرة افادو فيها كل من حولهم وإبطال قصصنا كثر في بلادنا عندما تدخل محافظة الطائف، تبهرك المتنزهات التي تحتوي على مطاعم فاخرة، وعربات تجرها الخيول، يعلوها اسم السواط الذي أصبح علامة سعودية بارزة في مجالي السياحة والصناعة. وتضم مجموعة السواط التي تعد من أكبر المجموعة السياحية خمسة مشاريع ترفيهية ضخمة وهي منتجع الحدبان السياحي والسكني، ومنتجع الجبل الأخضر، ومنتجع الشلال، وحديقة الملك فيصل، وحديقة الحيوانات. كم تطلعت إلى أن أعرف كيف عبرت المملكة من الصحراء لتدخل أزهى عصور الصناعة والسياحة، ومن هذا الرجل الذي فتح الباب، ودخل منه المستثمرون من أهل البلاد فيما بعد؟ كنت أتابع جيدًا صوره بالصحف، ونشاطاته الاقتصادية المختلفة، ومعاركه الانتخابية التي أدارها محبوه باقتدار فأصبح نائب رئيس الغرفة التجارية بالطائف منذ عشرين عامًا. تجوّلت كثيرًا في منتجعاته ما بين الحدبان السياحي والجبل الأخضر، وفي ذاكرتي ذلك الرجل الذي جاء من البادية، وعمل حدادًا ذات يوم بورشة رجل فلسطيني، ولم تكن الحدادة ترضي غروره، فمضى لتحقيق حلمه خطوات وخطوات. كان حلمي أن أقابل رجلاً في هيبته ومكانته، وقررت أن أحقق الحلم، ذهبت إليه بعد اتصالات لم تطل، وفجأة وجدتني بين عمّاله، تحدثوا عن حرصه على الوجود الدائم بينهم، وتناول الإفطار معهم، عن حرصه على متابعة أعماله بنفسه، ليس عن فقدان ثقة فيمن يعملون معه، بل تشجيعًا وتحميسًا لهم. سألت شبابًا سعوديين، حرص السواط على الدفع بهم بين عمّاله، فأجابوني أنه كان يسمح لهم بالدراسة، ولا يكل إليهم أعمالاً فترة دراستهم. رأيته وهو يحتضن أبناءه ويقول: كل واحد من هؤلاء سواط صغير، وأنا أتعلم منهم كما يتعلمون مني. غرست أصابعي في الرمل، أنا العاشق للصحراء بامتداداتها، لا أدري لماذا فعلت ذلك، وأنا أحاور رجل الأعمال السعودي الشيخ عيد السواط الذي فاجأتني تعبيراته البسيطة، البكر؟ كنت أريد أن أستنطقها لتبوح لي، مثلما أردت أن أستنطقه، كنت أريد أن أذهب عميقًا، عميقًا، كأنني كنت أحتاج إلى دليل يعرف الرمل أكثر مني. المسألة لم تكن صعبة، أعترف، فالرجل مازال يتحدث تلك اللهجة البدوية بمفرداتها الحميمة، وما زال الماضي بجماله وعراقته يفرض سطوته عليه، وعلى كل شيء بالمكان. كنت قد أتطلّع إلى معرفة المملكة في الماضي، كيف كان التعليم، والتجارة، والصناعة، كيف بدأت المشروعات السياحية الأولى، وكنت أعرف أن السواط رجل الصناعة الأشهر يحمل في يديه بعضًا من المفاتيح، وكثيرًا من الإجابات. صرنا شيئًا من لا شيء: قلت له كيف عبرت الصحراء لتصل إلى هناك، حيث المال والأعمال والشهرة والنجاح المستمر؟ فقال: أنا ربيت جنوبالطائف، كانت عيشتنا في البادية، بدوًا رحلاً، ينزلون تهامة حتى إذا حل الصيف يعودون إلى ديارهم، كنا في البداية أصحاب غنم ومواشٍ وإبل، كان لا بد أن تتجمع القبيلة في الأعياد، كنا في البداية نعيش في خدور، وعندما بلغت ست أو سبع سنوات أخذني والدي إلى رجل اسمه المطوع من جماعتنا يحفظ القرآن، ويجمع أطفال أهل البلاد والمزارع المحيطة بنا لديه لتحفيظ القرآن، ندرس ونحفظ السورة في اللوح، عندي إخوة شباب وبنات، صرنا شيئًا من لا شيء. المطوع حفظنا القرآن: لم يكن المشهد الذي يحكيه السواط غريبًا عني، فكم مرة شاهدت صورًا واطّلعت على وثائق، وهويت أفلامًا تتحدث عن المملكة في الماضي، أو صورًا حيّة لمناطق مازالت تعيش فيها تلك الروح. تابع السواط قائلاً: ذهبت أنا وأخي الأكبر إلى المطوع مدة شهر، وحفظنا القرآن ما شاء الله، كنا في الصباح ندرس القرآن وفي المساء نحرس له الغنم، ثم دخلنا مدرسة تبعد عنا بحوالى أربعة عشر أو خمسة عشر كيلومترًا، وسجلنا فيها أنا وأخي وولد خالي، ووضعوني في الصف الأول وأخي في الصف الثاني وولد خالي الكبير في الصف الثالث، رغم أني كنت عند المطوع أدرّس بعض الدروس، كان يدرّس لنا مجموعة من الفلسطينيين اللغة العربية، والجغرافيا، والأناشيد، وكنا نقطع المسافة ذهابًا وإيابًا مشيًا على الأقدام، وحصلنا على الابتدائية في المدرسة وانتقلنا إلى الطائف كمغتربين، هكذا كانوا يطلقون علينا وتمنحنا وزارة التعليم رواتب من مئة إلى مئة وعشرين ريالاً. محفورون في الذاكرة: استوقفته عند هؤلاء الذين مازالوا محفورين في ذاكرته لم يغادروها فقال: أبرز زملائي الذين شاركوني سنوات الدراسة الأولى عقيد متقاعد عبدالله بن عبادالله، عبدالرحمن الهر مقاول، محمد بن عبدالرحمن الأسوري كان تاجرًا ومدرسًا، وعنده محطات، وغيرهم كثير. تركت الدراسة، وعملت في ورشة حدادة: ثم انتقلت إلى مدرسة أبي محجن الثقفي المتوسطة، كان 90 بالمئة من المدرسين أجانب، وكان يدرس لنا اللغة الإنجليزية شاب يدعى مستر براون، أمريكي الجنسية، لا يعرف حرفًا واحدًا باللغة العربية، وفهمنا منه المفردات واستخدمناها في التجارة، ولم يكن لدينا مصدر دخل، فعملت في ورشة حدادة يملكها فلسطيني وعمري سبعة عشر عامًا بجانب الدراسة، كنت أدرس بمدرسة المثنى بن حارثة بعد المغرب، وأعمل بالصباح، كانت الورشة بشارع حسان بن ثابت، سألني الفلسطيني: ممكن تتعلم صنعة؟ قلت له: نعم، وعملت معه، وبعد أربعة أيام التقيت بصاحب ورشة حدادة اسمه إبراهيم سليمان، سألني: أنت وين تشتغل؟ قلت له عند توفيق، سألني: ما رأيك في أن تعمل عندي؟ عندي معلم سعودي من المدينةالمنورة يعمل بمئتين وخمسين ريالاً، وأريدك أن تعمل معه كعامل، وتتعلم صنعة، وكان ابراهيم لديه ورشة حدادة وورشة سمكرة بنفس الشارع، وذهبت إلى توفيق وقلت له إن الراتب لا يصلح، فقال لي تريد العمل ولاّ مع ألف سلامة، فقلت له مع السلامة، وعملت مع إبراهيم شهرين، وفي الشهر الثالث عملت مدة عشرين يومًا، وذهبت إليه: كم حسبت لي راتبًا؟ فقال: مائتان وخمسون ريالاً، فقلت له لقطت الصنعة الآن، وأريد أن أفتح ورشة، فقال: لا، إمّا أن تفتحها معي، وإلاّ منعتك من شيخ الصنعة، وأخذته بالسياسة، وفتحت ورشة ودفعت ألف ريال كمقدم للورشة بشارع حسان بن ثابت، واشتريت ماكينة لحام بالتقسيط بأربعمائة ريال، واستأجرت المحل بألفين وخمسمائة بالتقسيط على مدار سنة، كانت الورشة كبيرة، وكان أخي يعمل بالسمكرة عند واحد من أهل الطائف يسمّى الحربي، ويتقاضى مائتين وخمسين ريالاً، وعرضت عليه أن نعمل معًا بالورشة فقال ينقصنا راعي بوية، واتفقنا مع راعي بوية على راتب شهري ثلاثمئة ريال، وفي السنة التالية 1399 أو 1400 هجرية دخلنا في عالم الطفرة، وكانت تلك السنة التي توفي فيها الملك فيصل -رحمه الله- وتولى بعده الملك خالد -رحمه الله- أنا صنعتي في شد السيارات، كنت أشتغل من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، ثم أستريح قليلاً للغداء، ثم أعود إلى العمل، تركت المدرسة بإغراء المال، جمعت مالاً كثيرًا أنا وأخي، وكنا نعطيه للوالد في نهاية كل شهر، وكبرت الشغلة، واستعنا بأخينا الثالث الذي ترك المدرسة لمعاونتنا، كنت أشتغل بشكل متواصل أحيانًا من الصباح حتى الظهر، ومن الظهر حتى المغرب، وأستريح قليلاً، ثم من المغرب حتى الفجر. سافرت السودان لاستقدام عمالة: ويمضي السواط بشريط الذكريات للمرة الأولى خارج المملكة حيث كان سفره إلى السودان لاستقدام عمالة من خارج المملكة فيقول : في عام 1406 سافرت الخرطوم لاستقدام عمال وكانت هذه أول سفرية بالنسبة لي خارج المملكة ، وظللت 29 يوما بالسودان تحت أشعة الشمس ورجعت شديد السواد . عرفت ركوب الطائرات: صارت لي ورش، واتجهت لإنشاء مصنع توانك وقاطرات واشتريت المعدات، واستعنت بحدادين سوادنة وقمت بتدريبهم على طبيعة العمل ، وعرفت ركوب الطائرات ، وتوجهت هذه المرة إلى دمشق واشتريت بعض المعدات التي تأتي إلى دمشق عن طريق لبنان ، وتراوح دخلي ما بين مائة وخمسين ومائتي ألف ريال يوميا، البلد فيه شغل ، لكن الأجانب يستغلونها، ودخلت في الملايين. زوجتي وقفت بجانبي: لم يكن الزواج محطة كبيرة توقف عندها السواط، وتخيّلت للوهلة الأولى أنه نسي نفسه وشغله عمله، وعندما سألته عن الزواج رد ببساطة الطيبين من البشر: تزوجت في عام 1404 واختار الوالد والوالدة العروس من جماعتنا، كان زواجا تقليديا وأكرمنا الله بالذرية الصالحة ، كان تفكيري بالعمل والزوجة الصالحة، زوجتي وقفت بجانبي في تربية الأولاد وتحملت عبئهم. أنشأت أول منطقة صناعية بمكةالمكرمة: ومن الزواج إلى العمل مرة أخرى يأخذنا السواط ، حيث يكشف عن الجذور الأولى للمنطقة الصناعية بمكة، كيف تكونت، وكبف أسهم في إنشائها، يقول: في عام 1410 ه خف شغل التوانك، فاتجهت إلى مجال حفر الآبار الذي كان حكرا على الأجانب ، وبحثت عن المعدات والبكرات والتروس في الدمام والرياض والعراق ومصر وإيطاليا. سافرت إلى إيطاليا بصحبة مترجم: وفي يوم من الأيام كنت أبحث عن البكرات المطلوبة في مكة، وكانت أصلا قطع غيار لسيارات جيب شيروكي القديمة ، وسألت العاملين في قطع الغيار الشيروكي عن البكرات، وسألني الحربي: كم تريد منها، قلت له عشرا، فقال لي إنه سيستقدمها من الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وقررت السفر إلى إيطاليا مع مترجم اسمه يوسف حبشي ، وجهزت الكراتين وتحوي نموذجا للبكرات والتروس التي أحتاجها، فضلا عن أني حملت صورا لهذه البكرات والمعدات، وجهزت الأوراق وطرنا إلى روما ثم ميلانو ، كل عابر صار يتأملني كغريب يلبس غطرة وعقالا، وفي الأخيرة صادفنا معرضا لقطع غيار السيارات، وعرفت أن هناك شركة في بولونيا تبيع هذه البكرات ، فركبت القطار إلى هناك، كان القطار بطيئا جدا، وفي اليوم التالي توجهت إلى الشركة بالسيارة وحملت الكراتين من الفندق معي وقلت لهم أريد بكرات كهذه، وفرطت الكراتين وركبت البكرات أمامهم، قالوا لابد من طلبية شديدة لكي نلبيها لك، قلت أريد كونتينة (مائة بكرة) ، قالوا: ما في مشكلة، أمهلنا يومين ، وصاروا يحرسونني، لكي يضمنوا إتمام الصفقة، ما كانوا يصدقون أني جاد، واستضافوني إفطارا وغداء وعشاء، وبعد يومين تسلمت البكرات والمعدات، هذه صورة الدكتور وليد يدرس في إحدى جامعات الأردن، وموجود معنا إلى الآن، وتعرفت عليه في سفري الثاني وهو يغسل الصحون لينفق على تعليمه في إيطاليا، وأتحت له الفرصة. المهم أتوا بالأغراض، وطلبوا التحويل على البنك وقمت بهذه المغامرة ، كنت أتوقع بنسبة ثمانية وتسعين بالمائة أنهم لن يرسلوا إلي أي شيء، لكن وصلت من إيطاليا أول شحنة، وبدأنا العمل على مستوى المملكة ، وتوسعت، وصرت أنا الموكل باستيراد قطع الغيار في هذه الشغلة، وظللنا هكذا مدة عشر سنوات. جهزت قصور الأفراح: ثم بدأت شغلة جديدة وهي عملية قصور الأفراح والمستودعات الكبيرة، وفتحتنا ورشة لتصنيع الهناجر وديكورات الأفراح حتى صرت أصنع ثمانين بالمائة من قصور الأفراح بالطائف وقتها، ومستودعات الحديد الكبيرة بالطائف أنا الذي أنشأتها، وأنشأنا منطقة صناعية في مكة ، وتغيّرت الحياة، وصار يعمل معي حوالى ثلاثمائة عامل . دخلت عالم السياحة: ثم دخلنا في عالم السياحة، في عام 1411 جاءني أحد العاملين بالقاعدة الجوية ، وطلب سيارات للقوات الصديقة ، وذهبت إليهم ومعي مترجم وقلت لهم ماذا تبغون، قالوا نريد استئجار سيارات والدفع نقدا، ووفرت لهم السيارات ، ووفرت لهم أربعمائة قطعة ما بين حافلات وسيارات صغيرة وناقلات، قمت باستئجارها لحسابهم، وكانت طفرة أفادتني . وفي عام 1990 بدأت أفكر في المجتمع وعضوية اللجان والغرفة التجارية والانتخابات والشهرة التي أخذتها من أعمالي . لكن السؤال الذي ظل بذاكرتي وأنا أنظر إلى عائلة السواط الذي أصبح علامة سعودية، هو: من في أفراد العائلة يعتبر سواطا جديدا، ويجيب رجل الأعمال الشهير مضمنًا حكمة الحياة وخبرته العميقة إجابته: أنا عندي ثلاثة أولاد وخمس بنات ، كلهم ما شاء الله ، الخواجات الإيطاليون الذين تعاملت معهم كنت أنجز أعمالي معهم بالهاتف لثقتهم بي ، تعلمت الصدق من البادية، والقيم التي تربينا عليها ، وأهمها مخافة الله. وأنا نائب رئيس الغرفة التجارية بمنطقة الطائف مدة عشرين عاما ومازلت ، بعدما فكرنا في المشاريع السياحية منذ أحد عشر عاما، أدخلت التليفريك، وأقمت أول مشروع سياحي بالطائف: أنشأنا أول مشروع سياحي بالطائف اسمه مشروع المنتزه وأنشأنا وحدات سكنية به تليفريك يربط بين شرق وغرب المنتزه وبحيرة ومهرجانات ، وامتدت الأمور وأخذنا بعده مشاريع ، كنت أقتبس الأفكار من رجال الأعمال وأزيد عليها من ابتكاري ، استفدت من السفر كثيرا في متابعة ما يحدث بالعالم الغربي وطبقت ما رأيته بشكل يناسب المكان . ويقول السواط : لم أندم أني تركت التعليم سوى أنني كنت أتمنى أن أتعلم الإنجليزية، ولو خسرت مليوني ريال لتعلمها لفعلت. ويضيف : الطائف هي الشريان الذي يمد قلبي بالحياة، وشغلي كله ومشاريعي بها، التجار يحولون لي بدون سند أو إذن نظرا لسمعتي الطيبة التي اكتسبتها بين الناس. ويعتز السواط كونه أكبر رجل أعمال سعودي يوظف الشباب في الصيف بمشاريعه السياحية إذ تستوعب المشاريع أربعمائة موظف من طلاب المدارس وغيرهم. أقول للشباب مخافة الله فوق كل شيء والصلاة عماد الرزق والدين وطاعة الوالدين . محافظ الطائف قال لي :عندك قوة عزم ومغامرة وهي السبب وراء نجاحك، ما أحد يغامر أن يأخذ عشر متنزهات في وقت واحد، هذا يحتاج إلى تفكير واسع وعمالة كبيرة. وعن برنامجه اليومي لتحقيق النجاح يقول أبدأ بصلاة الصبح، فإذا صليت الصبح بدأت الفطور الأول في البيت، ثم أتناول الفطور الثاني مع العمال، فأنا أذهب إلى عملي في السابعة صباحا، في أسفاري المختلفة أحمل الجوال ، وألتقط الصور وأستفيد منها في أعمالي : البنايات ، الأشكال، الميادين ، المجسمات. تعودت أن أجرب بنفسي الأشياء وأختبرها، قبل أن أبدأ فيها بعمل شيء، كل الأشياء التي اشتريتها ذهبت لمعاينتها وشرائها بنفسي، أدرس خطورتها واستمتاع الناس بها، التليفريك هذا أنا الذي سويته في المنتزه وعاينته قبل شرائه ، سافرنا وأخذنا مع الخواجات وما اتفقنا، ثم صارت بيننا وبينهم تليفونات واتصالات بشأن التليفريك واتفقنا، كان السفر عشية رمضان وأنا أكره السفر خارج المملكة في رمضان ، وسوينا الموضوع، كنت أشتري نقدا، كاش، كنت أحمل الأموال معي وأخبئها في ملابسي، لم أكن أشتري بالتقسيط، كنت أتفق على بضاعة بمليون دولار ثم أدفع سبعمائة وخمسين ألف دولار على أساس أنني سأدفع نقدا، كل هذا كان يضمن لي مكسبا أكبر. وفي يوم من الأيام فشلت هذه الطريقة ، سافرت أنا وصديق لي كان يحمل الجراك معه، واستدعت السلطات الإيطالية الخبراء لتحليل ما عثروا عليه، وقلنا لهم هذا تومباك لكنهم أصروا، واضطررت للتفتيش، واكتشفوا أن معي أموالا نقدية طلبوا مني إثباتها على الباسبور ، وبعد نصف يوم من التفتيش تركونا، لم يكن المبلغ يتجاوز المائة والعشرين ألف ريال ، وكان مطلوبا مني فواتير لتوضيح كيف أنفقت الأموال وكان هذا يقتضي أن أطلب من التجار فاتورة بناء على اشتريته منهم، فطلبوا مني أن أدفع الضريبة ونسبتها ثمانية عشرة بالمائة من الثمن الأصلي ودفعتها، وخسرت هذه النسبة التي لم تكن محسوبة. الشباب السعودي بالشوارع والأجانب يعملون: ويصمت السواط الذي يقارن تجربته بوضع الشباب السعودي الحالي ، ثم يصيح قائلا: ما يحزنني حقا أن أبناء وشباب الوطن يتسكعون بالشوارع والأجانب هم الذين يسيطرون على العمل بواسطة التستر، ما نشر عن دراسة مجلس الشورى إعطاء العاطلين عن العمل رواتب هذا من الخراب، فبدلا من أن أشجع الشاب وأجعله يعمل أعطيه مالا لكي لا يعمل ، هل هذا يصح؟ لكن السواط الذي حقق كل هذا ما زال يحمل الكثير في جعبته، من بينها مشاريع يهدف من خلالها لخدمة المجتمع ، يقول : أفكر في أعمال خيرية ، أضعها في صندوق الآخرة بعدما وضعت في صندوق الدنيا الكثير. ويختتم حواره بالصفات التي جعلته قريبا من الناس ومحبوبا في الوقت الذي لم يحقق شهرته كثير من رجال الأعمال يقول عن ذلك: عملي الميداني هو الذي حبب الناس بي، كل صغيرة وكبيرة في عملي أديرها بنفسي ، اجتماعي مع الناس، أخلاقي طيبة ووفاء مع الآخرين.