لمن لا يعرف عن خلفية المؤتمرات الهندسية السعودية (على الاقل للمهندسين حديثي التخرج) ولجمهور القراء من غير المهندسين، فهي سلسلة من المؤتمرات التي تتولاها كليات الهندسة والعمارة بجامعات المملكة وركزنا هنا على كلمة المؤتمرات السعودية لتميزها عن المؤتمرات او الملتقيات الهندسية الخليجية حيث تعقد الاخيرة بشكل سنوي وفي احدى دول مجلس التعاون ولقد تم انعقاد 6 ملتقيات هندسية الى وقتنا الحاضر.. والسابع بمشيئة الله في مارس 2003 في دولة الكويت. وكمقدمة بسيطة، وارجو ان لا تكون مملة للبعض، فبداية هذه المؤتمرات الهندسية السعودية كانت في مدينة جدة وقبل حوالي 20 عاما (تحديدا في الفترة من 2-7 شعبان 1403ه) حيث نظمت كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز وبالتعاون مع امانة مدينة جدة المؤتمر الاول ومن ثم المؤتمرات الاخرى في كل من الظهران والرياض وجدة ومكة على الترتيب ليبلغ عددها 5 ويطل علينا المؤتمر السادس في شهر شوال القادم بمشيئة الله في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. والسؤال هنا: ماذا قدمت هذه المؤتمرات للمهندسين وللمهنة والمجتمع بشكل عام؟ وهل فعلا ادت الدور المطلوب الذي من اجله اقيمت؟ ام اصبحت عبئا على المنظمين والشركات الراعية! وما البدائل؟ والاهم من هذا هو شعور المهندسين الممارسين انفسهم بعد كل لقاء.ربما احتاج الموضوع الى وفقات طويلة، لا يتسع المجال لذكرها هنا، وقد تم نشر بعض منها في مجلة (البناء) مؤخرا ولكن قد نوجز بعض الملاحظات على سبيل التذكير حيث نبدأها بالايجابيات، كما هي العادة، ومنها التعرف على آخر الابحاث الهندسية (الاكاديمية) بين اعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة والعمارة بالجامعات.. والتي عادة ما تكون هدفا رئيسيا للترقيات الوظيفية لاحقا، ونشر العلوم المعرفية الهندسية بين اوساط المهندسين والتعريف بامكانات الباحثين والكليات على السواء، واخيرا التقاء المهندسين ببعضهم البعض وتواصلهم مهنيا واجتماعيا على مستوى المملكة (من قدامى المحاربين/ عفوا الممارسين). اما السلبيات، من الجهة الاخرى، فهناك بعض المآخذ على هذه المؤتمرات ومن اهمها التوصيات والتي تهمنا جميعا، فكم هي التوصيات التي تتلى علينا بعد نهاية كل مؤتمر ومسؤولية من تفعيلها؟ ما الذي تغير في المناهج التعليمية في كليات الهندسة والمهندس الخريج لا يقدر على التعامل من العملاء بشكل مقنع واين هي المهارات الادارية المصاحبة للتعرف على الفرص في سوق العمل وبالذات في القطاع الخاص، واين التنسيق البحثي والمنح الدراسية بين كليات الهندسة والعمارة والقطاع الخاص واين واين..!! (ارجعوا الى التوصيات من خمس سنوات او عشر سنوات او حتى عشرين سنة)، لا يهم! فهي في النهاية توصيات!! والله الموفق. @@ د.م. عماد وليد شبلاق الجمعية السعودية للإدارة