يلبس وسطنا الرياضي هذه الايام أجمل حلله ويسير مختالا بعودة رونقه وجماله وعودة روح المنافسة الشريفة الحقيقية بين المتبارين، ما ارتقى بروح الجماهير فوق المدرجات. لكن .. وبينما نحن نعيش هذه الاحتفاليات التنافسية الرائعة ضمن المستطيل الأخضر أو عبر وسائل الاتصال نفاجأ بصوت نشاز يخرج علينا في برنامج رياضي متخصص يديره إعلاميون بارزون, صوت يستغل المساحة الممنوحة له ليلقي التهم جزافاً هنا وهناك، مستغلا الروح التنافسية الراقية بين ناديي النصر والهلال. إنه يرمي حجراً كبيراً في بحيرة صافية نقية يستمتع من حولها بعذوبة مائها وجمال منظرها ليعكر برميته صفو ماء عملنا - نحن الرياضيين السعوديين - كثيرا لنصل به الى مستوى عال من النضج، بل نحن مازلنا نبني لبناته الأولى. حرية الرأي تقف عند حد حقوق الآخرين، حرية الرأي تعد سفهاً وإسفافاً اذا أسيء استخدامها وسلاحاً يؤذي من لا يجيد التعامل معها، الكلمة أمانة فان لم تقل أو تكتب بالحق فان وزرها على قايلها وعليه تحمل نتيجة ما يقول أو ما يكتب ويتفنن المتصيدون في الماء العكر بكيل التهم جزافاً الى ان يخرج علينا صاحبنا ليعتذر متذرعاًً بأن ما قاله كان من باب التندر والمزاح ...!! يا له من عذر أقبح من ذنب. يا الله ما أهون القاء التهم والطعن في ذمم الناس وشرف مهنتهم وأخلاقهم عند هذه الثلة التي لا تعي ما تقول وتصدح بما لا تفقه. هل وصل بنا ان نسمح لكل من هب ودب بأن يشوه صورة الرياضة السعودية ؟! هل وصل بنا الحال ان تكون ذممنا عرضة للانتهاك من القاصي والداني.. دون عقاب ولا حساب؟ كيف نسمح لمثل هؤلاء ان يفلتوا من عقاب يكون رادعاً لهم وعبرةً لغيرهم عقاباً ينقذ الرياضة السعودية ورياضييها من سموم هؤلاء وعبثهم؟ ولم يقتصر الأمر على هذا الصوت فقط، بل خرج علينا آخر وسبقه آخر والسلسلة لن تنتهي ولن تقف عند هذا الحد، بل ستستمر الى ما لا نهاية، أو ان تردع بقرار صارم يوقف كل من تسول له نفسه البحث عن الأضواء بتشويه سمعة وأمانة الآخرين. يا سادة وسطنا الرياضي أحد مكونات مجتمعنا السعودي المسلم الذي يتسم بسمو الأخلاق ورقيها وحفظ حقوق الآخرين وعلاقاتنا يغلفها الاحترام والتقدير، وهذه الأقوال والأفعال غريبة عنا ولا تمت لأخلاقنا ولا لتعاليم ديننا بصلة، وكذلك بذريعة حرية الرأي. حرية الرأي تقف عند حد حقوق الآخرين، حرية الرأي تعد سفهاً وإسفافاً اذا أسيء استخدامها وسلاحاً يؤذي من لا يجيد التعامل معها، الكلمة أمانة فان لم تقل أو تكتب بالحق فان وزرها على قايلها وعليه تحمل نتيجة ما يقول أو ما يكتب. الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قال مخاطبا معاذ بن جبل : « ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلاّ حصائد ألسنتهم».