كم هو مؤلم أن نسمع من بلاد ما تسمى ببلاد التحضر والحضارة ، ما يسيء لنا كمسلمين ، ويمس أخص ما يخصنا ، وأعز ما يعزُّ علينا "من خلق الله " نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. إن الذين يتغنون بالغرب لا أدري كيف أصبح انطباعهم الحالي هل تغير أم لا ؟ لعلهم أدركوا الآن من تلقاء أنفسهم أن تلك " الحرية المزعومة " مطاطية ومرنة ويمكن التحكم بها بسهولة ، كما يمكن التحكم بعقول العالم بحججهم الواهية وأعذارهم المختلقة .. لقد أدركت وبعد فوات الأوان أنه يحق لهم استباحة ما هو مقدس لدى" الآخر" بكل سهولة وليسوا مجبرين على تقديم أي مبرِّرات ، "فالغطرسة الغربية " يباح لها مالا يباح لغيرها !! إن تعامل الغرب مع حرية الإعلام تكيل بسبعين مكيالاً ، تضيق إن مست رموزهم وتتسع إن مست رموزنا .. طالعت قبل فترة أن أحد شباب الشعب الامريكي تطاول على "اوباما بيك" ولم يلتمس له العذر فيما فعل من إهانة "لسعادته" فقد أجريت له محاكمة وتقريع وإهانة فأدرك بعدها أنه لا حرية لديهم كما يزعمون !! وقبل فترة سمعت في قناة العربية تلك القضية التي هزت بريطانيا العظمى عندما تم توقيف رئيس من أكبر رؤساء الصحف الفرنسية بسبب سماحه بنشر صور فاضحة للأميرة كيت عقيلة ولي عهد بريطانيا فقامت الدنيا ولم تقعد فكيف لو لم تسمح هي بتصوير تلك المقاطع .. وحاشى وكلا وجود أدنى تشابه بين رمزنا الذي تألم العالم الإسلامي لما ناله من تطاول وهذه النماذج التي أوردتها هنا ولا تستحق أن نقرأها أو ننوه عنها .. بأبي وأمي أنت يا رسول الله .. رموك زوراً وبهتاناً ، وكالوا لك التهم جزافا ، فما عرفوا قدرك عند الله ، ومكانتك في قلوبنا ، فأنت ملء سمعنا وبصرنا ، وأغلى وأعز من أنفسنا وكرامتنا وشرفنا .. الذي أمله أن يجد الغرب تبريراً منطقياً للمسلمين الذين ردوا بنفس الحرية التي أباحت للغرب النيل من رسولنا الكريم .. والذي لا أمله أن لا ننجر وراء تلك الاستفزازات التي تطالنا بين الفينة والأخرى فنخرج عن تعاليم ديننا ونستبيح دماء من دخل أرضنا بعهدنا وأماننا .. لن نسكت عن الإساءة لرسولنا الكريم ولكن بالطرق الشرعية التي بينها علمائنا الإجلاء لكي يعلم العالم بتحضرنا الذي تعلمناه من رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام .. اللهم بلغ صلاتنا وسلامنا لحبيبنا وشفيعنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام .. بقلمي .. أ. جبران بن علي المالكي . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)