بعد الانتهاء من المهلة التصحيحية لمخالفي العمل والإقامة والتي أقل ما يقال عنها إنها من أنجح المبادرات التي مرت على الاقتصاد المحلي منذ سنوات عديدة كونها المبادرة الاقوى والاشجع لمعالجة تشوهات اقتصادية ضبابية أدمن عليها اقتصادنا المحلي لسنوات عديدة، إلا أني مُصر على أن هناك وجودا لفجوة كبيرة بين اعداد من تم ترحيلهم او تعديل اوضاعهم من جهة، وإعداد الكوادر المحلية المؤهلة لشغر أماكن من تم ترحيلهم او تعديل اوضاعهم من جهة أخرى. الفترة البسيطة التي شهدتها مرحلة انتهاء المهلة اثبتت للعديد أن هناك كما هائلا من مخالفات صريحة يتحمل مسؤوليتها العديد من اطراف سوق العمل، فالهدوء الذي طغى على الشوارع ومواقع العمل والأسواق وحتى بعض الجهات التعليمية دليل على تخبط كبير كنا نعيش فيه ويجب ان يحاسب عليه أيا من كان، والمرحلة الحالية مرحلة مهمة وأساسية لبناء أساس قوي لسوق العمل للسنوات القادمة ومن خلالها ستتضح الصورة بشكل أفضل بعد التغييرات التي سيشهدها سوق العمل بعد تقليص اعداد العمالة الاجنبية وخاصة غير النظاميين منهم حتى نصل لمرحلة فك ارتباط توظيف الايدي العاملة المحلية باستقدام العمالة الاجنبية والتي لا يمكن ان نستغنى عن وجودهم بشكل كامل بما ان تركيبة سوق العمل لدينا (مدمنة) على الايدي العاملة الاجنبية في العديد من الوظائف. بعد انتهاء المرحلة التصحيحية ما زالت هناك اعداد كثيرة من المخالفين لنظام العمل والاقامة لم يتم تصحيح أوضاعهم، وهذه الفئة تشكل خطرا اقتصاديا وأمنياً اذا لم يتم التعامل معها وفقاً للأنظمة، وهنا يكمن دور المواطن في التعاون مع الجهات الرسمية بالإبلاغ عن اي مشتبه فيه لتفادي تكرار ما حدث في احد الاحياء في العاصمة من تكتلات والإبلاغ عن اي متستر او جهة تخالف النظام الحالي. من وجهة نظر شخصية كنت اتوقع ان يتم نقل كفالة من لم يتم تعديل اوضاعه او يستغل فترة التصحيح السابقة الى شركات الاستقدام الاهلية التي تم اعتمادها وذلك استناداً الى اسباب عديدة منها أن بعض العمالة التي لم يتم تصحيح اوضاعها تضررت من كفيلها الحالي وإهماله في انهاء الاجراءات، وايضاً لضمان الحقوق بين الاطراف التعاقدية لتحسين سمعة تعاقدات العمل في سوق العمل السعودي للسنوات السابقة. تنظيم سوق العمل مطلب وأساس لمعالجة تشوهات عديدة عانى منها سوق العمل السعودي لسنوات عديدة، ومرحلة التغيير التي يشهدها سوق العمل في الوقت الحالي مرحلة تجمع ما بين السلبيات والايجابيات، وأنا أدرك أن التكيف معها ليس بالسهل خاصة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تعتبر الاكثر تضرراً مقارنة مع غيرها. هيكلة سوق العمل تحتاج لداعم اساسي للتغيير والانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى بغض النظر عن كل السلبيات التي قد يشهدها السوق في الوقت الحالي او على المدى القصير، وتعاون الجميع مطلب في نجاح اي مرحلة يمر بها سوق العمل. Twitter: @Khaled_Bn_Moh