يأتي التحذير الذي اطلقته مؤسسة النقد للمواطنين والمقيمين بشأن عدم التورط في ايداع اموالهم لدى شركات ومؤسسات توظيف الاموال ليؤكد ان جهات الاستثمار تنحصر في المرخص لها بذلك وقد سبق لوزير التجارة ان عمم على الغرف التجارية التي بدورها نبهت التجار بهذا الامر. وقد نوهنا قبل ذلك واستعرضنا المخاطر في مقالينا (قبل ان يطيح الفاس في الرأس)، و(استثمار بلا ضمان)، ومن ثم فان من يقع في الفخ وتلحق به خسارة لايسند سبب خسارته الا على نفسه. وكنا نتساءل في مقالينا عن دور مؤسسة النقد وهل هي تنتظر الى ان تحصل الكارثة خاصة وانه يتداول في السوق بان المبالغ المودعة تقترب من الملياري ريال وهو مبلغ ضخم بلا شك قد اثر في تعاملات السوق في قطاعات متعددة، واذا كانت مؤسسة النقد الجهة التي اناط بها النظام ترخيص الاعمال المصرفية وطالما ان الاستثمار يدخل ضمن العمل المصرفي فان المؤسسة بوصفها صاحبة اختصاص توقف كل من يخالف احكام النظام عن العمل وتلاحقه كي لا يتضرر الناس، والى متى يتم الانتظار خاصة فيما يتداول في السوق وما اوضحته المؤسسة بان العائد يصل الى 60% من رأس المال مما يعني جذب اكثر سيولة واندفاع المودعين في جلب اموالهم الى تلك المؤسسات والشركات وقد لا يعلم الكثير من المودعين بانه وان حصل على الربح في فترة لا يستطيع استرداد رأس ماله او ما تبقى منه وبالتالي ينطبق عليهم المثل القائل (خذ من كيسها وعيدها). واعتقد ان التحذير الذي اطلقته مؤسسة النقد في الصحافة المحلية في هذا الاسبوع ستتبعه اجراءات من شأنها الحفاظ على حقوق الناس وقيام المؤسسة بدور من شأنه ان يرفع مستوى الوعي الاستثماري خاصة في ظل تدني العائد من قبل البنوك وهواحد الاسباب الرئيسة التي افرزت نشاط توظيف الاموال بهذا الشكل الضخم واستمراره في التزايد ويمكن لها الاستمرار في ايضاح القنوات الاستثمارية التي تضمن للمستثمرين رؤوس اموالهم دون الانجراف في المجهول وكفانا ماحصل لنا من خسائر في الاسهم الدولية والمضاربة بالبورصات، خاصة ان الشركات الاجنبية التي اوفدت لها سماسرة ووسطاء استطاعوا ان يقنعوا الكثير ومن ثم الحصول على اموالهم وتوقيعهم على عقود لا يعرفون آثار احكامها. وان كنا قد استبشرنا بتحرك مؤسسة النقد الا ان هذا التحذير قد يكون في نظر البعض لا يؤثر في الكثير ممن قاموا بايداع اموالهم لكونهم يستلمون عوائد والتي هي في الاصل اموال مودعين آخرين اي انها كما يقال تلبيس قبعات فهذا يلبس قبعة الآخر وهكذا. ويمكن ايضاح الآثار التي ترتبت عن الانجراف في مثل ذلك لدينا وفي بعض الدول والتي بسببها لايزال المودعون يعانون الخسارة ورغم ذلك فان البعض لايقتنع ويضرب بعرض الحائط كل ما يقال وينبه عنه غير انه سيستشعر مر الخسارة اذا لحقت به.