صدر مؤخرا التقرير السنوي الثالث والعشرون لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مبرزا جهود المدينة في سعيها نحو توطيد التقنية وبناء قاعدة علمية ترتكز عليها خطط التنمية في المملكة. وفي مستهل التقرير تحدث الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل رئيس المدينة عن ابرز ما تضمنه التقرير حيث قال: واصلت المدينة دعم البحوث بتقديم المنح لمشروعات البحوث المقدمة من القطاعين العام والخاص وذلك من خلال ستة برامج. ففي مجال المنح الوطنية دعمت المدينة مشروع (اعداد اختبارات تحصيلية مقننة في المواد الدراسية للصف السادس الابتدائي) بتكلفة قدرها 1.440.485 ريالا. وضمن برنامج منح البحوث السنوية قبلت المدينة مبدئيا 34 مقترحا بحثيا من أصل 81 بحثا مقدما. ومن خلال برنامج المنح الصغيرة قبلت المدينة مبدئيا 34 مقترحا بحثبا من اصل 48 مقترحا بحتيا مقدما ومن أجل تنشيط ودعم حركة البحث العلمي والدراسات العليا بالجامعات السعودية وتوجيهها الى خدمة التنمية بالبلاد دعمت المدينة 52 مقترحا بحثيا ضمن برنامج منح الدراسات العليا الثامن و46 مقترحا بحثيا ضمن برنامجح منح الدراسات العليا التاسع. وسعيا منها الى مساعدة القطاعات الانتاجية في المملكة وتطوير أساليب الانتاج تقلت المدينة ثلاثة مقترحات بحثية خلال عام التقرير ضمن برنامج منح القطاعات الانتاجية. كذلك تم تقديم 13 مقترحا بحثيا ضمن برنامج منح البحوث الإنسانية دعمت ثلاثة مقترحات منها بميزانية قدرها 789.700 ريال. ومن أجل الايفاء بالمتطلبات البحثية اللازمة لحل المعوقات التي تواجه خطط التنمية بالبلاد تقوم معاهد المدينة وإداراتها باجراء البحوث في مختلف المجالات. ففي مجال الطاقة تجرى البحوث الهادفة الى المحافظة على موارد الطاقة التقليدية وتطوير مصادرها الأخرى, وذلك في مجالات التطبيقات الحرارية للطاقة وتخزين الطاقة وضخ وتحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية وترشيد الطاقة وإدارة الأحمال الكهربائية ومسح مصادر الإشعاع الشمسي وطاقة الرياح وتحسين نوعية الطاقة لشبكات الكهرباء. ومن أجل توطين واستغلال العلوم والتقنيات النووية أجرى عدد من البحوث خلال عام التقرير في مجال حماية الإنسان والبيئة من أخطار الإشعاع المؤين, كما استكمل تأسيس مختبر النيوترونات ومعجل الأيونات. واهتماما من المدينة بقضايا البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية تم تنفيذ عدد من المشاريع البحثية في ميادين متنوعة منها الموارد الغذائية والسمكية وتقنيات المياه وعلوم الأرض والهندسة الوراثية والأراضي الجافة وشبه الجافة وتلوث البيئة. ولما للبترول والصناعات البتروكيميائية من دور في تحقيق النهضة التنموية التي تشهدها البلاد شهد عام التقرير تنفيذ العديد من البرامج البحثية الهادفة الى توطين واستغلال تقنيات الصناعات البترولية والبتروكيميائية وحماية البيئة من المخلفات البترولية والبتروكيميائية. ونظرا لما للنظم والتجهيزات الإلكترونية والحواسيب من أهمية في المجال الصناعي والخدمي أولت المدينة خلال عام التقرير اهتماما خاصا لصناعة الإلكترونيات وصناعة البرامج الحاسوبية. وامتدادا لبحوثها في مجال الفلك والجيوفيزياء واصلت المدينة جهودها في هذين المجالين, حيث شهد عام التقرير وضع الرسوم الهندسية لانشاء المزولة الشمسية للأغراض العلمية والإعلامية وتشغيل أربع محطات جديدة لرصد الزلازل في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة, كما تجرى الدراسات الآن لانشاء القبة الفلكية والمرصد البصري. وتسعى المدينة الى تكوين قدرات علمية وتقنية في مجال الفضاء والطيران, وفي هذاالإطار شهد عام التقرير تشغيل المحطة الأرضية للأقمار الصناعية والاستمرار في تجهيز مركز الليزر ومعمل انتاج الأقمار الصناعية, واستمرار تطوير مركز الاستشعار عن بعد ومعمل الهوائيات. ودعما للبحث العلمي تباشر المدينة تقديم الخدمات العلمية المتنوعة, سواء لمنسوبيها او منسوبي الجامعات ومراكز البحوث او عامة المواطنين. وذلك من خلال قواعد المعلومات التي تمتلكها او عبر مكتبة المدينة. وتشمل المعلومات المقدمة المعلومات الخاصة بالانتاج العلمي السعودي والمصطلحات الخاصة بمختلف الحقول العلمية وغير ذلك من المعلومات. وتابعت المدينة خلال عام التقرير تنفيذ الخطط والبرامج الخاصة بالتوعية العلمية بهدف إتاحة المعرفة العلمية لأفراد المجتمع كافة حيث استمر صدور مجلة العلوم والتقنية ونشرة أخبار المدينة, ونشرت العديد من الكتب في مختلف المجالات, وساهمت المدينة في عدد من المعارض العلمية المحلية والخارجية. وحيث ان الحفاظ على حقوق المخترعين والمبتكرين من أهم عناصر تطوير القاعدة التقنية, شهدت الإدارة العامة لبراءات الاختراع, وهي الجهة المنوطة بمنح وتسجيل وإصدار براءات الاختراع والرسوم او النماذج الصناعية, تطورا ملموسا في بلورة مهامها لتتلاءم مع التطورات العالمية في مجال الملكية الفكرية. وتنبع أهمية هذه التطورات من ارتباطها بالشروط العالمية لانضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية, حيث تلتزم المدينة, بموجب خطة قدمتها الى فريق العمل المعني بدراسة انضمام المملكة الى المنظمة, بالقيام بالاستعدادات اللازمة لحماية حقوق الملكية الفكرية في مجالات براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية والتصاميم التخطيطية للدوائر المتكاملة والأصناف النباتية الجديدة. ولتطوير طرق القياس وتقنيات الأجهزة العلمية لتصميم وتصنيع وصيانة الأجهزة والمعدات المطلوبة للبحوث القائمة في معاهد المدينة المختلفة, خطت المدينة خطوات جيدة خلال عام التقرير في مجال تغذية البنية التحتية للأجهزة العلمية وتحديث قواعد المعلومات الخاصة بها واعداد ورش التصنيع.