كم كنت أحلم بأن يكون هذا الزمن امتدادا لما كانت عليه أزمنتنا المجيدة وعصورنا الخالدة.. كم كنت أمني نفسي أن يجد هذا الزمن حظه مما وجدته القرون الزاهية لهذه الامة.. كم وكم وكم غص ريقي بها.. حتى رحت أتساءل: لم يكون هذا العصر هو انتكاسة لما عليه أزمنة مضت على هذه الامة؟ لم يكون التعلق بالغرب وحضارته هي منتهى أحلامنا؟ أنعجز أن نعيد امجادنا من جديد؟ لا لن نعجز.. لكن كيف؟ كيف.. ونحن نتناحر تناحر الجهلاء في القرون السوداء؟ كيف.. والنموذج الأوحد الذي يجب ان تسعد به الاجيال الصاعدة, ومن اجله تقام الحفلات وتعقد الندوات وتدار حوله الاطروحات والحوارات وفي معظم القنوات هو المغني فلان والنجمة الصاعدة فلانة, واللاعب ذو القدم الذهبية فلان, والفنان القدير الذي يسخر من عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا فلان بن فلان؟ كيف.. والمجرم المحترف في الاجرام والمرتشي والخائن والكذاب والمحتال هو قدوتك ومثالك أيها الشاب لتصبح علما مشهورا يشار اليه بالبنان؟ كيف.. والتلاعب والتهاون والخداع والاحتيال هو الطريق نحو السعادة والنجاح كما زعموا؟ وصاحبه هو الممجد على ألسنة الناس والمتصدر لمجالسهم.. كيف.. والمربي القدوة لتلاميذه هو آخر من يسعى لاصلاحهم او تعليمهم.. متعسف في تصرفاته, متهاون في واجباته, ابعد ما يكون عن التربية والتعليم, كريه الطباع سيئ الاخلاق, انى لمثل هذا ان يربي؟ اما المتمسك بدينه المقيم لشرع ربه في سلوكه ومعاملاته فهو رجعي اصولي متخلف غير عصري.. يجب عزله عن مجتمعه وتجاهله والقضاء على أفكاره ومحاربة طموحاته. وأجمل من هذا كله ما عبر به الشاعر ابو العلاء المعري حيث قال: ==1== اذا وصف الطائي بالبخل مادر==0== ==0==وعير قسا بالفهاهة باقل وقال السها للشمس أنت خفية==0== ==0==وقال الدجى يا صبح لونك حائل وطاولت الارض السماء سفاهة==0== ==0==وفاخرت الشهب الحصى والجنادل فيا موت زر ان الحياة ذميمة==0== ==0==ويا نفس جدي ان دهرك هازل ==2== أبهذا نستطيع ان نعيد مجدنا من جديد؟ خالد بن محمد الجريان