يواصل مركز التنمية الأسرية في الدمام، التابع لجمعية البر في المنطقة الشرقية، جهوده لإصلاح ذات البين، عبر حزمة من المستشارين الذين أدركوا كيف يعالجون مشكلات الأسر والأفراد، بأساليب تربوية وعلمية، تؤكد أنهم سائرون على الطريق الصحيح، خاصة بعد إنشاء وحدة متكاملة للاستشارات الأسرية، تقوم باستقبال طالبي المشورة، والاستماع لهم، والسعي لإيجاد أفضل الحلول لمشكلاتهم، وتترجم الرسائل التي يسجلها المستفيدون من المركز، في حق مستشاريه، ملامح النجاح والخبرة التي اكتسبها.. مساعدة على مدار الساعة ( اليوم ) حلول سريعة يذكر المواطن الغامدي أن «هناك الكثير من الناس ممن يعانون من تأثير المشكلات التي تواجههم بشتى أنواعها، والتي تنعكس على حياتهم الخاصة أو العامة، فجزء منهم يستطيع التعامل معها، وآخر ترهقه أمواج المشكلات المحيطة به، فلا يقوى على تحملها، ويبحث عن حلول سريعة، لكنها غير فعالة، ولها تأثيرات سلبية لأسباب من أهمها، قلة الخبرة أو ضعف الإدراك بالبيئة المحيطة أو قصور في التعامل مع الآخرين وغيرها من الأسباب»، مضيفاً «من هنا برزت الحاجة لوجود قنوات تواصل آمنة، تتميز بالمعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية وتملك فن التواصل مع الآخرين يستطيع عبرها كل من لديه مشكلة أن يقوم بطرحها على المختصين، ليشاركوه في المشكلة، ويساهموا في طرح حلول مختلفة، قد لا تطرأ على صاحب المشكلة نفسه، من هذا المنطلق جاء دور مركز التنمية الأسرية بالدمام، التابع لجمعية البر بالمنطقة الشرقية». تحقيق السعادة ويشير خالد بن إبراهيم العرفج المشرف العام على مركز التنمية الأسرية في الدمام، التابع لجمعية البر في المنطقة الشرقية إلى أن «المركز منذ أن جاءت فكرة تطويره في منتصف العام 1426ه بتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وهو يسعى لتقديم الخدمات الإنسانية والأسرية لكافة أفراد المجتمع، لتحقيق استقرار الأسرة وسعادتها»، مضيفاً «من أجل هذا الهدف، أنشأت مجموعة من الأقسام تهدف لتحقيق السعادة الأسرية، والسكن النفسي بين الزوجين أولاً، ثم بين الأبناء وأفراد الأسرة بشكل عام والتربية القويمة للأجيال وتوثيق صلة الرحم وبر الوالدين تحت شعار المركز وهو «معا لحياة أسعد». ومن تلك الأقسام قسم الاستشارات الأسرية، والذي يستقبل الاستشارات عبر وحدة الهاتف الاستشاري الموحد 920 000 900 ويستقبل الاستشارات الهاتفية من جميع أنحاء المملكة، كما يستقبل الاستشارات عبر وحدة الاستشارات الحضورية، حيث تتم بالحضور الشخصي لمبنى المركز، وتشتمل الاستشارات المجالات الأسرية والنفسية والزوجية والتربوية . الاستشارات الأسرية أما عن آلية عمل وحدة الهاتف الاستشاري أوضح أحمد بن خليفة الفريدان المدير التنفيذي لمركز التنمية الأسرية بالدمام أن «المركز أعد لتقديم هذه الخدمة التجهيزات الكاملة، بداية من نظام اتصال موحد لاستقبال الاتصالات وتحويلها داخليا، وبرنامجا حاسوبيا مختصا في الاستشارات وكادرا أكاديميا متخصصا من مستشارين ومستشارات مؤهلين في هذا المجال، لكل مستشار غرفة مخصصة لاستقبال الاستشارات الهاتفية أو الحضورية في جو من الأمان والخصوصية، حيث يقوم منسق القسم باستقبال الاتصالات من الساعة الخامسة مساءً وحتى التاسعة ليلاً، طيلة أيام الأسبوع، عدا يومي الخميس والجمعة، وبعد التعرف على نوع الاستشارة المطلوبة وتسجيل البيانات في البرنامج الحاسوبي، يتم تحويلها إلى المستشار، مع العلم أن المركز لا يطلب البيانات الشخصية بالمتصل، بل يكتفي بإعطاء المتصل رقما خاصا به ورقم المستشار الذي سيرد على استشارته حتى يستطيع متابعة حالته عبر رقمه الشخصي». حلول للمشكلة ويتمحور دور المستشار حول الاستماع لطالب المشورة والانصات لمشكلته والإلمام بجوانبها، ثم السعي لإيجاد حلول للمشكلة أو توجيه طالب الاستشارة إلى الجهات المختصة للقيام بالخطوات الصحيحة لحل مشاكله، حيث ساهم الهاتف الاستشاري إلى حل بعض القضايا عبر تحويلها إلى قسم إصلاح ذات البين في المركز أو إلى الجهات الأمنية ذات العلاقة أو وزارة الشئون الاجتماعية».وتدور أغلب الاستشارات حول المشاكل الزوجية والعنف الأسري ومشاكل التعامل مع الوالدين أو التعامل مع الأبناء، كما تصل للمركز حالات عن التحرش والابتزاز وكيفية التعامل مع تلك المواقف كذلك المشاكل التربوية ومشاكل التحصيل العلمي للأبناء. ونوه الفريدان إلى أن جميع المستشارين العاملين في المركز هم من الاكاديميين الحاصلين على دبلوم مختص في برامج الإرشاد الأسري، وذلك بهدف الرقي بخدمات الاستشارات وضمان جودتها وتحقيقها لرضا وتطلعات طالبي المشورة . منجزات الاستشارات وبين وليد الحمود رئيس قسم الهاتف الاستشاري في المركز أن «الإحصائية الأخيرة لمنجزات المركز أوضحت أنه استقبل منذ إنشائه أكثر من 5466 استشارة هاتفية، منها 1426 استشارة في العام 1431ه و956 استشارة جديدة و470 متابعة، ومن خلال التفصيل الشهري لتلك الاستشارات، تبين انخفاض نسبة الاتصالات في شهري شعبان ورمضان، وذلك لأنها فترة العطلة الصيفية، وموسم الصيام وزيادة النسبة في موسم الأعياد والعودة للمدارس».كما توضح الإحصاءات أن نسبة الاتصالات من الإناث تصل إلى 89 بالمائة من مجموع الاتصالات مقابل 11 بالمائة من الرجال، أما في فئة الاستشارات، فقد استحوذت الاستشارات الزوجية على النصيب الأكبر، بنسبة تصل إلى 69.5 بالمائة، مقابل 16 بالمائة للتربوية 8.5 بالمائة للنفسية. كما وصل عدد المستشارين والمستشارات الذي عملوا بالمركز إلى 21، منهم 15 مستشارا و6 مستشارات.
الدوسري: رسائل المستفيدين تشير إلى جهود المستشارين بين وليد الدوسري رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في المركز أن الأخير حريص على رصد ردود الفعل ومدى الاستفادة التي يحققها المستفيدون من خدمات المركز، فقد وضع المركز عدة قنوات للتواصل، يستطيع عبرها المستفيد إبداء ملاحظاته وآرائه عن الخدمة المقدمة لديه، إما مباشرة أو كتابية أو إلكترونية أو عبر تسجيل رسالة صوتية بالهاتف، وقد سجل المركز رسائل عدة من المستفيدين من خدمات الهاتف الاستشاري، منها رسالة مؤثرة من متصلة وجهتها للمستشار الذي أجاب عن استشاراتها، وساهم في حل مشكلتها، حيث قالت «أسأل الله أن يجعلك من أوليائه أيها المبارك ، يستحيل أن أنسى كلماتك وتوجيهاتك، فو الله لقد أحييت الأمل في داخلي بل زرعته، وما كان ليطيب الثمر إلا بطيب الغرس وإخلاص الغارس ، لك بعد ربي ينسب الفضل يا أستاذي».وأخرى بعد أن استمعت لنصح المستشار قالت : «كل الشكر والتقدير لجهود المركز .. وممتنة جدا لمستشاري الفضل للدعم وتقديم العون، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا».وأخرى عانت من ظلم وقهر بعد أن طرحت مشكلتها، واستمعت للمشورة وذكرت «بعد أن كادت زهرة الأمل تذبل، وحبل الأمنية ينفصل، إذا بي وعبر أسلاك الأثير ( الهاتف الاستشاري) أسمع بشيرا يقول «ليل السعد قد أقمر وشجر الأمل قد أثمر»».وقال أحد المستفيدين من الذكور «بعد الاستماع لمشورة المستشار، أنا أعلم أن شهادتي مجروحة فيه، لكنني سأقول ما سرني لقد أخرجني الله بالمستشار رقم «...»، بنصائحه البناءة إلى رياض السعادة، فله كل التقدير ولكم لجهودكم الصادقة التي تثبت أن الحياة مليئة بأناس كلهم تفان وتضحية فبارك الله فيكم».