يؤسس الاتحاد الأوروبي علاقاته مع إسرائيل على فتح المجال أمام هذه الدولة بالعيش بسلام في حدود معترف بها دولياً، وغير معرضة للتهديد الارهابي. الاتحاد الأوروبي ندد ويندد بالإرهاب بصورة مطلقة. اننا نصر على أن تتخذ السلطة الفلسطينية جميع الاجراءات المتوافرة لديها من أجل وقف الهجمات البشعة ضد إسرائيليين أبرياء، ومحاكمة الجناة. تعتبر مهمة تحقيق السلام مهمة ملحة، لكن لا يمكن تحقيق السلام عن طريق ضرب الفلسطينيين، إهانتهم وإخضاعهم. بل على العكس، ستحظى إسرائيل بالسلام الثابت والاعتراف التام من قبل العالم العربي بأسره، فقط في حال شعر الفلسطينيون بأنهم يجدون الاحترام اللائق بهم وأن باستطاعتهم تسيير أمور حياتهم في دولة ديموقراطية وثابتة ذات حدود معترف بها دولياً. الخلافات في وجهات النظر بيننا حول سبل بناء السلام لا تخفي ما يربطنا معا، وأولاً وقبل كل شيء التاريخ. لن ننسى أبداً مأساة الكارثة. اننا نعترف بالمساهمة العظيمة التي قدمتها الثقافة اليهودية لمجتمعنا، ونرى بإسرائيل ديموقراطية ناضجة، الوحيدة من نوعها في المنطقة. وتنعكس القوة الأساسية لعلاقات الطرفين من خلال الاتفاقية سارية المفعول منذ سنتين، التي تكمن فيها القدرة على بلوغ التعاون بيننا مستوى لا مثيل له في حوض البحر الأبيض المتوسط. لقد زاد حجم التجارة، التي تعتبر عنصراً هاماً في النمو الاقتصادي لإسرائيل، بثلاث مرات منذ مطلع العقد السابق، حيث تصل ثلث الصادرات الإسرائيلية الى أسواق الاتحاد الأوروبي (ومصدر 40% من الواردات الى إسرائيل من دول الاتحاد الأوروبي). ومع استكمال عملية ضم عشر دول اضافية الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004، فستتعزز فرص ازدياد حجم الصادرات الإسرائيلية أكثر وأكثر. روح المبادرة الأسطورية الذي يتميز به رجال الأعمال الإسرائيليون، وقوة عملها (إسرائيل) المهني والمستوى الذي بلغته في قطاع التكنولوجية المتقدمة يجعلها دولة متقدمة ومنافسة. قرار إسرائيل بتبني معايير ونظم صناعية يستخدمها الاتحاد الأوروبي، وادخال الاصلاحات على سياستها المالية ومشاركتها في الشبكة المزدهرة لأوساط الأبحاث وفي الجامعات وفي شركات تلعب دوراً في مشاريع أبحاث أوروبية، تعزز قدرة الاندماج الرائع في برامجنا الاقتصادية. اننا ملتزمون بانشاء منطقة تجارة حرة مع جميع دول الشرق الأوسط حتى العام 2010. وأصررنا، حتى في أحلك الفترات، على حق إسرائيل في المشاركة المطلقة في هذا الاجراء. تأييدنا لدولة فلسطينية لا يعني تراجعا في تأييدنا لإسرائيل. بل على العكس، اذ أنه في جوهره يعترف بأن التطوير الاقليمي ضروري ليس لخدمة ازدهار إسرائيل وحسب، بل لوضعها الأمني أيضاً، اذ لا يمكن لأية دولة أن تزدهر وهي محاطة بجيران يكنون لها العداء وبمستوى تطور منخفض. الضائقات التي يعاني منها الفلسطينيون تخدم أولئك الذين يريدون المساس بإسرائيليين أبرياء. وعليه، فان مساعدة الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين تحول دون تعميق الفوضى وتساهم في تحسين الوضع الأمني لإسرائيل. إن الأموال التي نحولها لحسابات السلطة الفلسطينية هي أيضاً بمثابة وسيلة نستخدمها لتسريع الاصلاحات الضرورية فيها. وكما نندد دون أي تحفظ بالإرهاب الممارس ضد إسرائيل، فنحن نندد أيضاً باستخدام إسرائيل المفرط أحياناً لقوتها. فعمليات القتل دون إجراء المحاكمة وفرض عقابات جماعية لا تليق بالديموقراطية الإسرائيلية. لقد نادينا بوقف المستوطنات في الضفة الغربية وطالبنا جميع أطراف النزاع باحترام حقوق الانسان بعد أن تعلمنا من المرحلة المظلمة في تاريخنا، مدى مركزية حرية الفرد واحترامه في البحث عن السلام. ليس هذا رأينا نحن فقط. ففي إطار لجنة الوساطة الرباعية المشتركة لنا وللولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا، فنحن نرسم خارطة طرق متفق عليها للخطوات التي يتوجب على إسرائيل والفلسطينيين اتخاذها حتى العام 2005. فبعد سنتين من العنف القاسي، ربما يكون بمقدور عوامل خارجية بالذات تقديم العون للخروج من الطريق المسدود. تعتبر أوروبا إسرائيل صديقة وشريكة هامة. نرغب أن يكون هذا ما تشعر به إسرائيل تجاه أوروبا أيضاً. سنواصل العمل على الوصول بإسرائيل الى مستقبل آمن ومزدهر، بالسلام والتعاون مع جاراتها. الدمج الأوروبي يثبت أن التسوية والمصالحة واردة، حتى بعد أجيال تشبثت بآراء مسبقة، وبعد حروب ومعاناة.