أعلن الزعيم الكردي العراقي جلال طالباني أمس في طهران ان الولاياتالمتحدة ستهاجم بالتأكيد العراق بعد شهر رمضان الذي ينتهي في الخامس من ديسمبر. وصرح زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني للصحفيين "اعتقد ان الهجوم الامريكي اكيد لكنه سيبدأ بعد انتهاء شهر رمضان". ويزور طالباني طهران منذ الاثنين لاجراء محادثات مع قوى اخرى في المعارضة العراقية. ويتقاسم الاتحاد الوطني الكردستاني مع الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني السيطرة على المناطق الكردية شمال العراق منذ انتهاء حرب الخليج في1991م. وقال الزعيم الكردي "اننا نعارض غزو القوات الاميركية للعراق. الا ان قوات المعارضة غير قادرة على اطاحة نظام صدام حسين دون مساعدة خارجية". ومضى يقول ان "الدول الاجنبية والولاياتالمتحدة ولم لا الدول العربية او الاوروبية يمكنها مساعدتنا للتخلص من نظام صدام حسين بتقديم دعم عسكري". وقد التقى طالباني محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ومقرها ايران للتحضير لمؤتمر المعارضة العراقية الذي يعقد في بروكسل من 15 الى 22 نوفمبر. ويتوقع ان يصل طالباني مساء اليوم الى دمشق لاجراء محادثات حول الوضع في العراق بحسب مصادر في الاتحاد الوطني الكردستاني في العاصمة السورية. استمرار الضغط ورغم التقدم الذي تحقق في الاممالمتحدة حول العراق تواصل الولاياتالمتحدة ضغطها على بغداد عبر التأكيد على ضرورة القيام بعمليات "تفتيش فعالة" لازالة اسلحة الدمار الشامل وعبر قرارها نشر قاذفات "بي 2" في قواعد قريبة من العراق. وقد دعا الرئيس الامريكي جورج بوش الى تبني موقف حازم خلال استقباله كبير مفتشي الاسلحة هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر بعد اللقاء ان "رسالة واشنطن هي انه من المهم ان يكون عمل المفتشين فعالا وان ينفذوا ارادة الاسرة الدولية كما يعبر عنها مجلس الامن الدولي في اجراء عمليات التفتيش".وصرح مسؤول امريكي ان الولاياتالمتحدة تستعد لنشر قاذفات "بي 2" في قاعدة دييجو جارسيا البريطانية في المحيط الهندي وفي انجلترا لزيادة الضغط على العراق. وقال الكولونيل دوغ رابيرغ قائد السرية 509 للقاذفات ان طواقم هذه الطائرات الخفية بدأت الثلاثاء التدرب على الانتشار في قاعدتي دييجو جارسيا وفيرفورد الموجودتين في موقعين اقرب الى العراق من الولاياتالمتحدة. واضاف الضابط الاميركي الذي كان يتحدث في قاعدة وايتمان في ولاية ميسوري (وسط الولاياتالمتحدة) "سننتشر في مواقع متقدمة لنتمكن من استخدام هذه الطائرات في اسرع وقت ممكن". وتابع "نريد ان نقدم ما هو ضروري لقيادتنا الحربية واعطائها قوة النار التي تحتاج اليها والمرونة التي لا بد منها لتنجز ما تريد القيام به". ويسمح تمركز الطائرات في موقع قريب من مسرح العمليات في العراق للقوات الامريكية بالقيام بعدد من المهام اكبر ب12 مرة مما لو كانت متمركزة في قاعدة وايتمان في ميسوري. مشاورات دولية ويأتي الاعلان عن نشر الطائرات رغم التقدم في المشاورات الجارية في الاممالمتحدة حول قرار جديد يحدد نظام عمليات التفتيش. وفي تصريح للاذاعة الامريكية العامة قال وزير الخارجية الامريكي كولن باول "نقوم حاليا بتقليص الهوة واعتقد اننا نقترب" من اتفاق، معتبرا انه من الممكن التوصل الى تسوية في الاممالمتحدة "حوالي نهاية الاسبوع المقبل". لكن باول التزم اقصى حدود الحذر. ورأى ان "الامر يمكن ان ينتهي باحد شكلين اما بالتوصل الى اتفاق او في حال عدم التوصل الى اتفاق تعرض مختلف الاطراف مشاريع قراراتها لنرى ايا منها يفوز في التصويت". وتواصل الولاياتالمتحدة وشريكاتها في مجلس الامن الدولي العمل في الكواليس لازالة الخلافات حول مشروع القرار الامريكي الذي ينص على تعزيز نظام التفتيش في العراق ويلوح بتهديد ضمني بتدخل عسكري في حال رفض بغداد التعاون بشكل كامل مع خبراء الاممالمتحدة. وتأتي اكبر التحفظات من فرنسا وروسيا اللتين ترفضان اطلاق يد الرئيس الامريكي جورج بوش في مهاجمة العراق. واكد باول مجددا ان واشنطن لا تعارض العودة الى مجلس الامن الدولي اذا عرقل العراق عمل المفتشين لكنها تريد الاحتفاظ بحرية التحرك ضد بغداد اذا لم تتحرك الاممالمتحدة. ** مطلب جديد من جهة اخرى اكد فلايشر ضرورة محاسبة القادة العراقيين امام القضاء على "الفظاعات التي ارتكبوها". وقال ان "نظام بغداد وقادته ارتكبوا بشكل عام فظاعات يجب محاسبتهم عليها امام الشعب العراقي والمجتمع الدولي". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان اثنين من الحقوقيين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) سيكلفان جمع العناصر القانونية التي تسمح بمحاكمة القادة العراقيين.