أعلن وزير الصحة الروسي يوري شيفتشنكو أن الغاز الذي استخدم فجر السبت في احد مسارح موسكو لوضع حد لعملية احتجاز الرهائن مشتق من الفنتانيل وهو منوم يستخدم كمسكن. واعتبر الوزير في تصريح لوسائل الاعلام الروسية أنه لم يتم استخدام اي مادة كيميائية حظرتها الاتفاقيات الدولية اثناء عملية تحرير الرهائن. وقالت وكالة (ايتار تاس) للأنباء أن هذا الغاز مخدر يستخدم في الطب ولا يمكنه ان يتسبب نظريا في الموت، بالرغم من أن سبب وفاة 119 من الرهائن هو استخدام هذا الغاز. وقالت انترفاكس نقلا عن وزير الصحة ان الحالة الصحية للرهائن تراجعت بسبب فقدان الماء والغذاء والاوكسجين وعدم الحركة. وقال الوزير ان هذه العوامل هي التي ادت الى وفاة عدد كبير من الرهائن. وفي ميونيخ، اعلن البروفسور في علم السموم لودفيغ فون ماير انه تم كشف آثار مادة مخدرة يطلق عليها اسم (هالوتان) لدى المريضين الالمانيين اللذين يعالجان في ميونيخ (جنوبألمانيا) بعد عملية احتجاز الرهائن في موسكو. واوضح البروفسور لودفيغ فون ماير اثناء مؤتمر صحفي انه تم كشف آثار من هذه المادة المستخدمة بكثرة في الطب، في عينات البول والخلايا الدموية ومصل الدم لدى هذين المريضين. وبحسب تقديرات البروفسور ايبرهارد كوكس، رئيس قسم التخدير في العيادة التي عولج فيها الرهينان السابقان في ميونيخ، فان مادة هالوتان ليست المادة الوحيدة المستخدمة اثناء تدخل القوات الروسية للافراج عن الرهائن في مسرح موسكو حيث كان فريق كوماندوس شيشاني يحتجز حوالي 800 شخص كرهائن. وقال ان هذه المادة ليست مخصصة لتخدير هذا العدد من الناس في قاعة كبيرة الى هذا الحد. وهكذا ينطلق توماس زيلكر، الاختصاصي الالماني هو الاخر في شؤون السموم والذي تابع حالة الناجيين الالمانيين، من المبدأ القائل انه تم استخدام غاز لنشر المخدر بشكل سريع داخل القاعة. واستخدم المخدر، من جهة اخرى، بكمية هائلة كما قال. ويتمثل المفعول الرئيسي لمادة هالوتان في منع عمل الجهاز العصبي انطلاقا من قشرة الدماغ ونزولا حتى النخاع الشوكي. ويتسبب ايضا في ضغط على المراكز التنفسية ويخفض ضغط الدم. وقد غادر الرهينان الالمانيان السابقان، وهما شابة في الثامنة عشرة وتاجر في الثالثة والاربعين، مستشفى ميونيخ مساء الاثنين بصحة جيدة ولم يحتاجا لمعالجات خاصة. وتوفي رهينان سابقان ليل الثلاثاء الاربعاء ليرتفع بذلك الى 119 عدد القتلى اثر الهجوم الذي وضع حدا السبت لعملية احتجاز الرهائن ال800 في موسكو، بحسب رئيس قسم الاطباء في موسكو اندريه سلتسوفسكي. وقد اتهم المبعوث الروسي لعملية السلام في الشرق الاوسط اندريه فدوفين أمس من بيروت جهات لم يسمها ب (دق اسافين بين روسيا والعالم العربي والاسلامي) في عملية احتجاز الرهائن في احد مسارح موسكو على يد مجموعة من الانفصاليين الشيشان. واعتبر فدوفين للصحفيين اثر اجتماعه بوزير الخارجية اللبناني محمود حمود: هناك من يريد دق اسافين بين روسيا والعالم العربي والاسلامي بالذات لان الارهابيين استغلوا شعارات تدعي انها اسلامية مكتوبة باللغة العربية. واضاف هناك من لا يريد لروسيا ان تكون قوية وان تحمي وحدة اراضيها واصفا الانتقادات التي يتعرض لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستخدامه الغاز لانهاء ازمة الرهائن بأنها حملة من جهات لم يسمها. يذكر ان الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر كان قد اعلن امس الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة طلبت رسميا معرفة نوع الغاز الذي استخدمته قوى الامن الروسية. وطلبت روسيا رسميا من تركيا اغلاق الممثلية الشيشانية في اسطنبول اثر عملية احتجاز الرهائن في موسكو. وقال مصدر دبلوماسي روسي أن روسيا تعتبر ان الممثلية الشيشانية التي اقيمت منذ عدة اعوام في اسطنبول على علاقة وثيقة مع اولئك الذين ارتكبوا العمل الارهابي في موسكو. ووجهت روسيا طلبات مماثلة الى العديد من الدول الاخرى بحسب المصدر.