روى شهود العيان كيف وقع حادث اغتيال الديبلوماسى الأميركى فى عمان لورانس فولي صباح أمس الأول حيث وصفوا بدقة وقائع الحادث الأول من نوعه في الاردن وسط ظروف بالغة الدقة مؤكدين أن عملية الاغتيال تمت من سيارة كانت تقف بالقرب من منزل الديبلوماسى فى شارع مكة خلف مجمع جبر بعمان الغربية .. وقالوا انه ما أن خرج الديبلوماسى من مدخل منزله الى حديقة المنزل حتى عاجلته عدة رصاصات لقى على اثرها مصرعه على الفور ولاذت السيارة بالفرار . وقال شهود العيان ان زوجة الديبلوماسى هرعت على الفور الى حديقة المنزل حيث وجدت زوجها جثة هامدة فطلبت الشرطة التى وصلت على الفور الى مكان الحادث وفرضت طوقا أمنيا حول المنطقة بحثا عن الجناة .. مشيدين بسرعة تصرف الشرطة الأردنية والتى بدأت على الفور تحقيقاتها فى ظل أجواء متوترة خاصة بعد حالة اغماء وصدمة أصابت زوجة الديبلوماسى الأميركى . وقد أبدى عدد من جيران القتيل استياءهم البالغ ازاء ما وصفوه بالجريمة البشعة التى راح ضحيتها أحد المدنيين الأبرياء وأشادوا بحسن علاقة المغدور مع الجميع هو وأسرته . ومن جانبه قال محمد العدوان وزير الاعلام الاردني أن منفذ عملية اغتيال الدبلوماسي الاميركي لورانس فولي هو شخص واحد اصابه عدة اصابات متفرقة لقى على اثرها حتفه على الفور. وقال ان السلطات الاردنية تتخذ بصفة عامة اجراءات احترازية لحماية الموظفين في البعثات الدبلوماسية الاجنبية مشيرا إلى أن بلاده تشعر بالاسف لمصرع الدبلوماسي مؤكدا انه سيتم تعقب الجاني وتقديمه للعدالة. واضاف أنه من الواضح أنه لم يكن ثمة حراسة حول الدبلوماسي لحظة وقوع حادث الاغتيال, مشيرا الى أن الحراسة الدورية التي تفرضها الاردن عموما مشددة للغاية حول معظم المنشآت والمكاتب الدبلوماسية الاميركية في البلاد وخاصة مقر اقامة السفير الاميركي. وأشار الى أن فولي كان يعد واحدا من كبار المسئولين في مقر مكتب المساعدات الاميركية في عمان , مشيرا الى ان هذه الجهة تمد يد العون الى العديد من الدول في مجال برامج التنمية والمشروعات المختلفة. وأضاف أن زوجة الدبلوماسي شهدت الحادث وأنها في حالة صدمة ولم تتمكن السلطات من الحديث إليها حتى الآن. وقد استنكر عدد من قادة الفكر والرأى بالأردن الحادث ووصفوه بأنه حادث ارهابي يهدف الى الاساءة الى الاستقرار والأمن الذى تشهده البلاد . وقال وزير الاعلام الأسبق صالح القلاب ان استهداف الديبلوماسى الأميركى هو استهداف للأردن ومحاولة للمس باستقرار البلاد . وأكد صالح القلاب أن الأجهزة الأمنية الأردنية المشهود بكفاءتها ستلقى القبض على المنفذين ومن وراءهم عاجلا . وقال ان الأردن مستهدف من عدة تنظيمات إرهابية مشيرا الى أن محاولات جرت من قبل وأحبطتها الأجهزة الأردنية وألقى القبض على منفذيها الذين نالوا جزاءهم العادل . وأعلن السفير الأميركي في عمان إدوارد غنيم ان الولاياتالمتحدة لن ترتاح الا ان يتم العثور على القاتل.. وقال في مؤتمر صحفي في مقر السفارة الأميركية لن يهدأ لنا بال الى ان يتم العثور على الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن هذه الجريمة.. وأضاف نعمل بصورة وثيقة مع السلطات الأردنية لهذا الغرض. وندد السفير بالعمل الإجرامي الجبان الذي اودى بحياة لاري مشددا على ان الولاياتالمتحدة لن تقبل بان تنتهي حياة رجل عظيم ومسالم (لورانس فولي) بمثل هذا العمل الشرير. وأشار غنيم من جهة أخرى انه تلقى اتصالات هاتفية من الملك عبد الله الثاني ومن رئيس الوزراء علي ابو الراغب ومن وزير الخارجية مروان المعشر ومن مسؤولين أردنيين اخرين عبروا فيها عن تضامنهم وتعاونهم الكامل في البحث عن مرتكبي هذا العمل الفظيع. وأضاف السفير أننا نشعر بالإهانة لهذا العمل غير المفهوم لانه لا يوجد تفسير ممكن لعمل بهذه البشاعة. ولم تعلن بعد أي جهة مسئوليتها عن حادث الاغتيال . ويعد الحادث أول اعتداء من نوعه في الأردن يستهدف دبلوماسيا أميركيا، الذي شهد في الماضي اعتداءات ضد دبلوماسيين إسرائيليين منذ فتح السفارة الإسرائيلية في عمان في 1994 اثر توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية. ويأتي الاعتداء الذي يشكل أول حادث اغتيال لدبلوماسي أميركي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بينما يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط وتتزايد مشاعر العداء للولايات المتحدة بسبب تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية أميركية الى العراق. من جهتها ، أصدرت مجموعة شرفاء الأردن بيانا أعلنت فيه مسئوليتها عن عملية اغتيال الدبلوماسي الأميركي في عمان. وقالت بعد ما زاد غيّهم في أفغانستان، وبعد ما تمادوا في دعم العدوان الصهيوني في فلسطين، وبعد قرار الكونغرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة أبدية لدولة العدو الصهيوني، قررت مجموعة من شرفاء الأردن أن تضربهم في الرأس حيث ظنوا أن الأمر استتب لهم ولأعوانهم . وقالت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن أنها تلقت بيان المجموعة عبر الفاكس، وجاء في البيان استنادا للصحيفة، ان هذه العملية جاءت ردا علي موقف الإدارة الأمريكية الداعم للعدوان الصهيوني، وسفك الدم في العراق وافغانستان . يشار الى ان هذه المجموعة كانت تحملت مسؤولية اغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي إسحاق سنير في عمان في الثامن من أغسطس عام 2001. في غضون ذلك، كثفت الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية من إجراءاتها الأمنية في العاصمة عمان وشوهدت دوريات أمنية وعسكرية مكثفة تجوب الشوارع فيما توزعت دوريات أخرى على مفارق الطرق الرئيسية، كما بدأت بمساعدة فريق أمنى أميركي بتحقيقات مكثفة للقبض على قاتل الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي. وكان مجهول اطلق امس سبعة عيارات نارية من مسدس يرجح ان يكون كاتما للصوت على الدبلوماسي الاميركي لورانس فولي (65 عاما) الذي يعمل مديرا تنفيذيا في الوكالة الاميركية للتنمية.