يعد المطربون من أعلى الفئات الفنية دخولاً، وأقلهم خوفاً من المستقبل حيث يظل المطرب مطلوباً للغناء طوال عمره بعكس الراقصة التي تخرج على المعاش بمجرد ظهور التجاعيد على وجهها أو الممثل الذي يقل سعره بانصراف الجماهير عن أفلامه. اما المطرب، فإنه عادة يجد من يتعلق بصوته طفلاً ثم شاباً ثم جداً، فيظل في الواجهة ومثال ذلك محمد رشدي ومحرم فؤاد الذي منعه المرض ثم الوفاة من مواصلة مشواره الغنائي وكذلك فيروز ووردة اللتان لا تزالان تشدوان حتى الآن. لذللاك لا نجد أن الدافع وراء دخول المصريين في مجال الاستثمارات هو دافع الخوف من المستقبل بل دوافع أخرى تكشف لنا تجربة المطرب هشام عباس الاستثمارية من جانب منها. فقد اتجه هشام عباس إلى استثمار مربح للغاية، ولا تزال آفاقه غير محدودة وهو الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر والإنترنت رغم أنه ولم يكن في طفولته وشبابه محتاجاً إلى المال، كما كفاه الغناء أية حاجة للمال في رجولته، وهو لا يزال مطلوباً وإلى مدى بعيد فيما يبدو. @ لماذا- اذن- اتجه هشام عباس إلى البزنس؟ الإجابة يرددها هشام عباس دائماً: هي الهواية والدراسة فقد درس هشام في كلية الهندسة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، قبل أن يدخل في إنشاء شركة أينيكيوب بمشاركة زميلي الدراسة المهندس أيمن عياد والمهندس مصطفى أبو حمزة. وهشام عباس لديه ثقة مفرطة في حيوية هذا المجال واتساع آفاقه رغم حالة الركود التي اصابت الجميع في مقتل بعد أحداث سبتمبر، وقبلها كان الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات قد أصيب في مقتل بإعلان شركات الدوت كوم الأمريكية انهيار أسهمها في البورصة نتيجة عدم تحقيق الأرباح. وتعمل شركة هشام عباس وشريكيه في إنشاء المواقع على الإنترنت وتزويد الأفراد والشركات المختلفة بخدمة الإنترنت فيما يسمي بشركات ISP. وهشام عباس ليس له دخل بالإدارة في الشركة حيث يتركها لشريكيه بينما يتفرغ هو بشكل كامل للغناء. ويدلل المقربون من هشام على كونه يستثمر حباً في هذا المجال لا جرياً وراء الربح خاصة أن المجال نفسه لا يحقق أرباحاً تذكر هذه الأيام. إلا أن الخبثاء يقولون ان الاستثمار في هذا المجال رغم أنه يحمل درجة عالية من المخاطرة إلا أن مكاسبه- في حالة المكسب- تكون بشكل لا يصدقه عقل!!