قالت الشرطة وحكام ولايات آلباما وماريلاند وفيرجينيا إنهم سيسعون لانزال عقوبة الاعدام بثنائي القنص اللذين قتلا 11 شخصا في موجة من القتل العشوائي في منطقة العاصمة الامريكيةوالولايات الجنوبية. وكان قد تم فجر الخميس إلقاء القبض على جون آلان محمد /41 عاما/، وكان من قدامي حرب الخليج الثانية، ورفيقه جون لي مالفو /17 عاما/، وهو مهاجر بصورة غير قانونية للولايات المتحدة من جاميكا بينما كانا يغطان في نوم عميق داخل سيارتهما في استراحة بأحد الطرق السريعة. وعثرت الشرطة في حوزتهما على بندقية هجومية تضاهي تلك التي استخدمت في ما يبدو في 11 هجوما بواشنطن فقط. وأزاح اعتقال هذين الرجلين عبئا ثقيلا كان يطبق على نفس منطقة العاصمة، حيث ملا الخوف قلوب السكان لدرجة أنهم أحجموا عن مغادرة منازلهم والاستمتاع بالتنزه مع كلابهم الاليفة والركض في المتنزهات العامة والسماح لاطفالهم بالذهاب إلى المدرسة، وذلك خشية السقوط ضحايا ما وصفوه بقناص الطريق الدائري نسبة إلى الطريق الدائري الذي يطوق مدينة واشنطن. من جانبها، تقول برباره ميكولسكي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند في مؤتمر صحفي شعرت وكأن حربا قد وضعت أوزارها للتو. وتضيف ميكولسكي أن الناس بدأت تخرج من ديارها للتسوق مرة أخرى وتخطط للاحتفال بعشية ذكرى "الهالوين" الامريكي الشهير في 31 الشهر الحالي أي بعد ثلاثة أسابيع من الخوف وهي مناسبة سنوية يحرص أطفال أمريكا على الاحتفاء بها قبل الكبار. ويبحث ممثلو الادعاء في الولايات والادعاء الفدرالي من خمس سلطات قضائية على الاقل، منها الحكومة الفدرالية أولا في مسألة توجيه اتهامات للرجلين ومكان محاكمتهما. وكان ست من ضحايا القناص القاتل قد سقطوا في ماريلاند وثلاث في فيرجينيا وواحدة في واشنطن دي.سي، بينما قتلت امرأة في أيلول /سبتمبر/ الماضي في ولاية آلباما تتهم السلطات محمد ومالفو بالضلوع في قتلها. وتسمح ولايتا ماريلاند وفيرجينيا بعقوبة الاعدام. إلا أنه بينما تطبق ماريلاند هذه العقوبة منذ عشر سنوات فقط وأعلنت تعليق تنفيذ النظام حتى تقوم بمراجعته، فإن فيرجينيا تنزل عقوبة الاعدام بالمتهمين بدرجة أكبر بكثير من أي ولاية أمريكية أخرى باستثناء تكساس. ولا تستثني فيرجينيا أي متهم عاقبته محكمة بها بالاعدام، حتى ولو كان عمره يقل عن 18 سنة. ويؤكد مارك وارنر حاكم فيرجينيا عن الحزب الجمهوري إنه يعتقد أن عقوبة الاعدام تناسب الجرم الذي اقترفه الرجلان، بينما يوضح باريس جلندنينج حاكم ماريلاند عن الحزب الديمقراطي أن "تعليق العمل بعقوبة الاعدام في ولايته لن يكون له أدنى تأثير على القضية. وقال جلندنينج في مؤتمر صحفي عندما يكون لديك شيء ما مريع ورهيب، فإنه يبدو بالنسبة لي أنه لا يوجد أي مشكلة في ماهية العقوبة التي تتفق مع هذا الجرم، أنه طراز من الجرائم تم من أجله سن عقوبة الاعدام. وكانت السلطات المختصة قد ألقت القبض على المشتبه فيهما بعد أن تباه أحدهما في ما يبدو بالاتصال هاتفيا بالشرطة وأحد القساوسة حيث اعترف لهما بجريمة قتل نفذاها في أيلول /سبتمبر/ الماضي في مونتجمري بولاية آلباما. ثم ضاهت الشرطة بصمة إصبع من مسرح الجريمة بواحدة كانت سلطات الهجرة ومكتب التحقيقات الفدرالي قد سجلتها لمالفو، وهي خطوة قادت المحققين في نهاية المطاف إلى اعتقال الاثنين. ومن جانبه، يؤكد جون ويلسون قائد شرطة المنطقة الجنوبية بالمدينة بأن الرجلين يواجهان اتهامات بقتل عاملة بأحد المتاجر هناك في 21 من الشهر الماضي وأنه سيتم محاكمة مالفو كرجل بالغ سن الرشد. يقول ويلسون نعتزم الضغط بكل قوة من أجل صدور حكم بالاعدام في القضية، مضيفا أن محمدا حددت هويته بأنه هو الشخص الذي كان يراقب جثة كلودين لي باركر عقب قتلها برصاصة. ويضيف في مؤتمر صحفي عقده بعاصمة ولاية آلاباما نحن على قناعة تامة بأن لدينا قضية قوية للغاية مؤكدا أن الدليل يشتمل على شهادات مطابقة من جانب العديد من شهود العيان. وقد جرى احتجاز محمد بتهمة انتهاك تراخيص حيازة السلاح في سجن يخضع لحراسة أمنية قصوى في بالتيمور بولاية ماريلاند. وكان قد صرح أثناء مثوله أمام القاضي يوم الخميس بقوله أدرك أين أكون. أعلم سبب وجودي هنا. كما مثل مالفو، المحتجز بصفته "شاهد إثبات" في التحقيق في قضية القناص، في محكمة أخرى هي محكمة بالتيمور الفدرالية حيث عقدت جلسة استماع مغلقة بدون حضور الجمهور نظرا لانه تحت سن 18 عاما. وتحقق الشرطة أيضا في ماهية جرائم أخرى ربما يكون الثنائي قد ارتكباها أثناء طوافهما في أنحاء الولاياتالامريكية خلال الشهور الماضية انطلاقا من ولايات بأقصى الجنوب إلى ولاية واشنطن بالشمال الغربي وعبر منطقة واشنطن بالساحل الشرقي. وكان شارلز موس قائد شرطة مقاطعة مونتجمري بولاية ماريلاند ورئيس قوة المهام الخاصة بالتعامل مع القناص قد قال في ساعة متأخرة من ليل الخميس/الجمعة "إذا كنتم تظنون إلى حد ما أن الليلة تعني أن كافة عناصر القوة ستحزم حقائبها وتعود أدراجها، فأنتم مخطئون لاننا مازلنا نعمل". ويؤكد جلندنينج أيضا إن حوالي 70 ألف مكالمة هاتفية تتعلق بالقناص وصلت إلى قوة المهام الخاصة برئاسة موس من جانب آلاف من المواطنين الامريكيين. وكانت الشرطة قد اعتقلت الثنائي محمد ومالفو في استراحة بأحد الطرق البرية السريعة تبعد 80 كيلومترا عن شمال غرب واشنطن بعد أن وصلتها إخبارية سرية من سائق شاحنة كان قد سمع تحذيرا عبر الاذاعة عن ضرورة الابلاغ عند رؤية سيارة شيفورليه كابريس موديل 1990 سوداء اللون. وعثرت الشرطة على بندقية طراز 223 بوشماستر، وهي نسخة مدنية من البندقية الهجومية العسكرية طراز إم-16 في سيارتهما التي تردد أنهما كانا قد أدخلا عليها تعديلات حتى تسمح لهما بإطلاق النار دون أن يرصدهما أو يسمعهما أحد. وكانت الشرطة، طيلة فترة المطاردة، تشعر بغضب عارم بسبب القدرة الخارقة للثنائي في إطلاق النار وسط مناطق عامة وكثيفة السكان والهروب دون أن يعرفهما أحد من المارة وسرعة تفادي نقاط التفتيش والحواجز الامنية التي وضعتها الشرطة على نطاق واسع. ويتم إطلاق النيران باستخدام المقعد الخلفي لقنص الضحايا. وكانت الشرطة تظن لفترة طويلة أنها تبحث عن سيارة فان أو شاحنة بيضاء اللون. وقال شهود ومسئولون إن محمدا كان خبيرا في السلاح بينما كان يخدم في الجيش حتى عام 1994. وكان قد مزح في حضور صديق عما يمكن أن يلحقه من "أضرار فادحة" لدى استخدامه بندقية هجومية من طراز إم-16 وكاتم للصوت. على الجانب الآر، قال الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش يوم /الجمعة/ في رسالة مواساة للشعب واهل الضحايا إن الامة تشعر بالامتنان لكافة مسئولي تنفيذ القانون بالولايات والمحليين منهم والفدراليين الذين عملوا في ظل هذا الظرف الطارئ للغاية حيث لم يكلوا أبدا إلا أن توصلوا إلى فك شفرة قضية القناص. ويضيف بوش "هذه الجهود تمخض عنها اعتقال هذين الرجلين المشتبه فيهما في قضية القناص .. نحن ممتنون أيضا للمواطنين الذين ظلت أعينهم ساهرة وقدموا معلومات للشرطة. "لن ننسى أبدا الضحايا وعائلاتهم وأصدقاءهم، لاننا سنتذكرهم في خلجاتنا وصلواتنا. كانت مطاردة قاتل عديم الرحمة مهمة عصيبة وأمريكا تشعر بتقدير بالغ لكافة الصالحين من الرجال والنساء الذي يكافحون الجريمة ويعضدون العدالة في أنحاء هذا البلد العظيم".