بدأت الشرطة عملية مطاردة على نطاق واسع في أنحاء ضواحي واشنطن بحثا عن مسلح "ماهر" قنص بالرصاص خمسة أشخاص على الاقل على نحو عشوائي، وذلك خلال نوبة إطلاق نار استمرت يومين استخدمها فيها بندقية شديدة الدقة. وقالت السلطات إن القاتل استخدم بندقية هجومية عسكرية دقيقة التصويب أطلق منها 223 طلقة من مسافة مائة متر على الارجح. وأشارت إلى أن كلا من الضحايا الخمسة قتل بعيار ناري واحد فقط، مما يرجح أن يكون القاتل قد تدرب على عمليات القناصة أو أنه صاحب خبرة عسكرية. وقال تشارلز موس قائد شرطة مقاطعة مونتجومري "نحن نواجه شخصا حريص ودقيق للغاية في ما يحاول أن يفعله وانه من المرجح أن يكون هذا الشخص قناص ماهر". وتحقق الشرطة في حادث إطلاق النار الذي وقع يوم الخميس داخل حدود مدينة واشنطن لتحديد ما إذا كان القاتل قد استهدف ضحية سادسة من عدمه. وكان عجوزا 72 عاما قد قتل بطلق ناري أصيب به في صدره أثناء انتظاره في زاوية شارع يبعد حوالي ستة كيلومترات عن آخر ثلاث ضحايا كانوا قد قتلوا صباح الخميس . وبدا أنه لا يوجد أي صلة تربط بين الضحايا الذين تراوحت أعمارهم بين 25 عاما وتدعى ناني من أصل أسباني وسائق تاكسي هندي "54 عاما" إلى رسام مناظر طبيعية "39 عاما". والضحايا الخمسة، وكانوا ثلاثة رجال وسيدتين قد تلقوا رصاصة واحدة قاتلة لكل منهم في وضح النهار أثناء توجه كل منهم إلى حال سبيله من شراء بقالة وتنظيف سيارة إلى تشذيب حديقة. وأضاف موس "لم يتيسر لنا أي معلومات تقودنا إلى الاعتقاد أن ضحايانا أعضاء في منظمات مشبوهة.. كما لايبدو أن لاي منهم أعداء .. كانوا مجرد أهداف عشوائية فحسب". وكان الجاني قد بدأ نوبة إطلاق النار مساء الاربعاء في موقف للسيارات تابع لمتجر بقالة وواصل سلسلة القتل في مقاطعة مونتجمري حتى صباح الخميس. وتقع مونتجمري التي يبلغ تعداد سكانها 800 ألف نسمة شمال غرب واشنطن. وهي منطقة غنية نسبيا حيث يقل فيها معدل الجريمة ولاتزيد جرائم القتل فيها عن 20 حادث في المتوسط سنويا. وأثار مسلسل القتل ذعر منطقة واشنطن بأسرها حيث صدم السكان من الطبيعة الوحشية لقناص ماهر لا يزال مطلق السراح حتى الآن. وظلت أبواب المدارس مغلقة، إلا انه يجري تعزيز إجراءات الامن لضمان عدم خروج الطلاب من منازلهم وإمكانية منع أي غرباء من دخول المنطقة. وأكد موس "الناس يعيشون على جمر من النار .. نحن بشر وكلنا خائفون". وكانت الشرطة تبحث في بادئ الامر عن سيارة رياضية بيضاء اللون. وقال شهود عيان إن شخصين شوهدا يستقلان المركبة وانطلقا بها بعيدا عن مسرح الجرائم. ورغم الانتشار الكثيف لرجال الامن، فإن الشرطة ليس لديها أدلة للاشتباه في أحد، ولذلك عرضت مكافأة مالية قيمتها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد في القبض على المسئول عن ارتكاب هذه الجرائم.