أسفرت التحقيقات في جرائم القتل التي وقعت في منطقة واشنطن خلال الأسبوعين الماضيين عن اعتقال شخصين قدمتهما وسائل الاعلام أمس على انهما مشتبه فيهما في هذه القضية التي تثير رعب السكان منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. وقد تجنبت الشرطة قبل ظهر امس الخميس وصف الشخصين المعتقلين ب (المشتبه فيهما) في حين ان وسائل الاعلام الامريكية واستنادا الى مصادر رسمية تؤكد صراحة الاشتباه في ان الشخصين هما القناصان اللذان اطلقا النار على 13 شخصا مما اسفر عن مقتل عشرة وجرح ثلاثة بينهم طفل منذ الثاني من تشرين الاول/اكتوبر. وقال المتحدث باسم وزارة العدل مارك كورولا ان الرجلين قيد الاعتقال. ويخضعان حاليا لاستجواب. وفي حال اعتبرا مشتبه فيهما سيتم توجيه التهمة اليهما. ولكنه اعتبر انه لا يزال من المبكر جدا القول ما اذا كان الرجلان على علاقة مباشرة بسلسلة حوادث القتل التي زرعت الرعب في منطقة واشنطن خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. ويبدو اعتقال هذين الرجلين في الساعة 3.19 عصر أمس في محطة استراحة على الطريق السريع آي 80 كم الى شمال واشنطن، وكأنه اكبر تحول في مجريات هذه القضية. وكان سائق متوقف في هذه المحطة الواقعة بالقرب ميدليتون (ولاية ميريلاند، شرق الولاياتالمتحدة) لاحظ وجود سيارة في المكان من نوع شيفروليه كابريس ينام فيها رجلان تنطبق مواصفاتها على تلك التي اعلنت عنها السلطات يوم الاربعاء. وقد ابلغ الشرطة في الساعة 1.30 ووصلت بعد حوالي الساعتين وأيقظت الرجلين من نومهما. وذكرت شبكة التلفزيون الامريكية (سي ان ان) ان الرجلين هما آلان محمد المعروف ايضا باسم جون الان وليامس (42 عاما) وكان قد شارك في حرب الخليج واشهر اسلامه بالاضافة الى ابن زوجته جون لي مالفو (17 عاما). وذكرت شبكة الاخبار (ام اس ان بي سي) من ناحيتها ان الشرطة عثرت على بندقية في صندوق السيارة. وجاء في الشهادات الاولية ان محمد، وهو عسكري امريكي سابق، كان خبيرا في الفنون القتالية وسريع الغضب خصوصا تجاه المقربين منه. وكان جنديا في وحدة الهندسة من 1985 الى 1995 حسب ما اعلن مسؤول في البنتاغون فضل عدم الكشف عن هويته. واوضح ان وليامس لم يشارك في اي تدريب خاص للقناصة المحترفين ولم يخدم ايضا في اي وحدة عسكرية امريكية متخصصة. وقال قائد الشرطة في مدينة مونتغومري في ولاية الباما (جنوب) ان الرجلين قد يكونان ضالعين في عملية نهب محل تجاري في 21 ايلول/سبتمبر انتهت بمقتل امرأة. وقال الكابتن جون ويلسون خلال مؤتمر صحفي هناك الكثير من الشبه بين الرسم التقريبي للمشتبه فيه في عملية النهب هذه وبين الشاب الذي اعتقل اليوم الخميس. واشارت وسائل الاعلام من جهة اخرى، الى انه تم رفع بصمات مالفو عن مجلة متخصصة في الاسلحة النارية داخل المحل الذي تعرض للنهب الامر الذي ادى الى الوصول الى منزل زوج امه في تاكوما في ولاية واشنطن. وقد فتش المحققون في هذه المنطقة منزلا له حديقة حيث اكتشفوا في بعض جذوع الاشجار اثار رصاص بندقية من عيار 56.5 ملم من نوع السلاح الذي استعملها قناص واشنطن. وذكرت الشرطة المحلية في ولاية واشنطن ان هذين الشخصين لا ينتميان الى اي مجموعة او منظمة.