امام المتغيرات العالمية المستجدة، ممثلة في عالم القطب الواحد الامريكي المهيمن وفي ظاهرة العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية وفي النتائج الفرعية المتعددة لأحداث 11 سبتمبر المتمركزة حالياً في قضية الارهاب وتحالف اليمين الامريكي - الصهيوني المتطرف وانتقاء الاسلام كطرف يصارع الحضارة العالمية برمتها، تبدو الحاجة ملحة إلى أن تراجع الجامعات العربية برامجها ومنهجيتها لإحداث تغيير نوعي في شخصيات خريجيها. ففي منطقتنا يوجد شبه اجماع على ان مهمة الجامعات الاساسية تكمن في تخريج عاملين متخصصين للقيام بالوظائف العليا الاساسية التي يحتاج إليها المجتمع. هذا توجه صحيح لكنه ناقص. فإذا كان الهم الأكبر للغالبية الساحقة من الطلبة المتخرجين هو الاستقرار في وظيفة او عمل تحل مشاكلهم الحياتية الشخصية ومشاكل عائلاتهم، فإن المجتمعات وخصوصا في فترات مواجهتها التحديات الكبيرة، تحتاج الى مثقفين واختصاصيين ملتزمين بقضايا مجتمعهم ومهمومين بمساعدته على حماية نفسه ونهوضه وتقدمه @ جريدة عمان @