مفاهيم خاطئة يتناولها الناس بينهم بين بخصوص احتكاك مفصل الركبة، فالبعض منهم يتجه لأطباء الاعشاب والبعض الآخر يتجه للمستشفيات للعلاج بأسرع الطرق والخلاص من الآلام المصاحبة لها، ومن تلك المفاهيم المنتشرة تناول كبسولات الأعشاب والتي تباع في محلات ما يسمى بالمكملات الغذائية والتي لم تثبت فائدتها ولا ينصح بها جراحو العظام، بالاضافة الى الأدوية المسكنة التي يتناولها البعض دون استشارة الطبيب من أجل التخفيف من ألم مفصل الركبة والتي قد تؤدي للقرحة وتؤثر على وظائف الكلى، بينما هناك مسكنات غيرها ليس لها هذه الأعراض الجانبية. من جهته قال رئيس قسم جراحة العظام بالمستشفى الجامعي بالخبر والحاصل على زمالة الكلية الملكية الكندية لجراحة العظام "تبديل المفاصل" الدكتور عبدالله بن سليمان العمران أن تعاطي إبرة الكورتيزون يؤدي في البداية لتحسن سريع لموضع الألم ولكن سرعان ما يعود الألم مرة أخرى في حال أعطيت هذه المادة للمصاب بكميات خاطئة, والسبب يعود إلى أنها تؤدي إلى تسارع تآكل الغضروف بسبب قلة التروية الدموية فيه، وقال العمران: كذلك ان استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة مضرة جدًا للصابونة ويمكن الاستعاضة عنها بالمشي السريع. وأكد أن إبر الزيت والمواد الهلامية التي يستخدمها البعض لم تثبت فائدتها صحياً، موضحاً أن الإبرتين الوحيدتين المرخصتين من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والتي يستفيد المريض من أخذها متوفرتان لدى المستشفى الجامعي بالخبر. وأشار العمران الى أن أسباب احتكاك الركبة أو ما يعرف بالخشونة هو ناتج عن نقص في سماكة الطبقة الغضروفية التي تغطي عظام المفصل والتي تمتص الصدمات وتؤمن حركة سلسلة لمفصل الركبة، وليس هناك ما يسمى بقلة المادة السائلة "نشفان" في الركبة. وبين الدكتور عبدالله أن العوامل التي تؤدي الى حدوث الاحتكاكات هي ناتجة عن الوراثة أو زيادة الوزن بالإضافة الى انحراف في الساق أو الفخذ، كذلك الإصابات المتعددة أو الكسور حول الركبة، ايضاً الجلوس الخاطئ أو ما يعرف "بالتربيعة" لفترات طويلة، حتى ممارسة الرياضة مع وجود إصابة في الرباط الصليبي والغضروف الهلالي بدون علاجهم قد يؤدى الى حدوث الاحتكاك. وأضاف العمران أن الاهمال والتأخير في طلب العلاج لدى الشخص المصاب سواء كانت الاصابة بسيطة أو صعبة قد يؤخر في الشفاء لأن في تلك اللحظة عندما يراجع المصاب الطبيب همه إيقاف الألم الذي يشعر به، بينما الطبيب هدفه إيقاف اهتراء وتآكل الغضروف وإرجاعه لوضعه الطبيعي. وأشار رئيس قسم جراحة العظام بالمستشفى الجامعي بالخبر أن هناك مراحل أولية ومتقدمة في الاحتكاك وفي العلاج فالمرحلة الاولى تعرف بالاحتكاك البسيط وعندها يطلب من المريض المحافظة على الوزن المثالي مع العلاج الطبيعي وكذلك تناول بعض الأدوية التي تكون مهمتها تخفيف الألم ولكنها لا تغير مسار تقدم الاحتكاك, بالإضافة الى إعطائه بعض الكبسولات التي تساعد على نمو الغضروف المصاب، وقد يحتاج المريض إبرة تحقن في الركبة بمادة تساعد على توقف تآكل الغضروف، وهي متوفرة للمرضى لدينا في المستشفى الجامعي. كذلك يستحسن تجنب الجلوس الخاطئ كالتربيعة لمدة طويلة. في المراحل متوسطة الشدة حيث يكون تآكل الغضروف وصل أكثر من نصف السماكة في مناطق الضغط في الركبة فيعمل عملية منظار للركبة بالذات إذا كان معها إصابة في الغضروف الهلالي, وكذلك تعطى إبرة (غير التي تستخدم في الاحتكاك البسيط) تحقن في الركبة فيها مادة تساعد على توقف تآكل الغضروف. وفي حالات الاهتراء الكامل لغضروف الركبة يتم اجراء عملية جراحية لتبديل مفصل الركبة أو نصف المفصل من أجل أن تتحسن وظيفة الحركة وزوال الآلام بصفة نهائية، ولكن يجب الانتباه بأن نجاح العملية يعتمد بشكل كبير على التزام المريض بالعلاج الطبيعي بالذات في الاشهر الاولى من اجراء العملية ويفضل أن تكون لدى جراحين لهم خبرة كبيرة في هذه المجال، مشيرًا الى أن آخر التطورات العلمية لعلاج تآكل الغضروف هي تقنية ال"موزايك" وتعني الفسيفساء وهي نقل قطع غضروفية من جانبي الركبة المصابة للمنطقة المصابة بالاهتراء، ولكن لا تزال كلتا العمليتين تنتظر موافقة هيئة الغذاء والدواء الامريكية من أجل اعتمادها دولياً. ونوه العمران في حديثه بأن لدينا توجيهات من مدير الجامعة بتوفير جميع الأجهزة والأدوية لقسم جراحة العظام, وكذلك التسهيل على المواطنين في تلقى العلاج بأسرع وقت، وحتى لا نزيد عليهم معاناة إجراءات التحويل فقد خصصنا خطاً مباشرا لتلقى الاتصالات من المرضى وتحديد المواعيد الخاصة بهذه الحالات في عيادة احتكاك المفاصل, وذلك على الرقم 0543351800 خلال اوقات الدوام الرسمي الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً.