أثمرت بحوث أجراها استشاريو جراحة العظام في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، عن التوصل إلى علاج جديد لمرض احتكاك الركبة، الذي يعاني منه الكثير من السعوديين. وقال استشاري جراحة العظام في المستشفى الجامعي، التابع لجامعة الدمام الدكتور عبدالله سليمان العمران: «إن العلاج يقوم على تطعيم وزراعة الغضروف في الركبة»، موضحاً أنه «أفضل من العلاج التقليدي، المتمثل في إعطاء المريض أدوية تسكن الآلام، ولا تعالج أو تمنع تقدم المرض، والذي غالباً ما ينتهي بالحاجة لعملية تبديل المفصل، وهي عملية لا تخلو من مضاعفات وآلام». وأضاف العمران، في تصريح إلى «الحياة»، ان «قسم العظام في المستشفى الجامعي أول من بدأ بحوث الجينات المسببة لاحتكاك الركبة في الشرق الأوسط، وكذلك بحوث الخلايا الجذعية لعلاج الشلل الناتج عن إصابات الظهر»، مضيفاً «نقوم حالياً بهذه البحوث، بالتعاون مع مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، ومراكز بحثية في الولاياتالمتحدة الأميركية». وأبان أن «الركبة كأي مفصل في الجسم تكسوها الغضاريف، وإذا كان هناك انحناء في القدم أو سمنة زائدة، أو إصابة سابقة، أو سوء استخدام، أو عامل وراثي، فكل هذه العوامل تؤدي إلى اهتراء هذه الغضاريف، ما يؤدي إلى الاحتكاك والآلام». وإذا كان العمران يعتبر «الوقاية خيراً من العلاج»، فأنه يرى ان العلاج يكون «بحسب شدة الاحتكاك، فإن كان اهتراءً بسيطاً؛ فينصح المريض بتخفيف الوزن والعلاج الطبيعي والأدوية. وإن كان متوسطاً؛ فنلجأ إلى منظار الركبة والتطعيم الغضروفي، الذي له نتائج ممتازة بدلا من العملية الكبيرة». وأوضح ان اللجوء إلى التطعيم الغضروفي يكون خياراً، مشيراً إذا «كانت مساحة الغضروف المُصاب محددة، فبالإمكان أخذ تطعيم من منطقة مانحة من غضروف الركبة. وهذه المنطقة المانحة عادة لا تكون ضمن المنطقة التي عليها تحميل الجسم، ثم يتم زرعه في المنطقة المصابة من الغضروف». وعن الفرق بين التطعيم وزراعة الغضروف، قال إن الأخير «تطور حديث نسبياً، يؤخذ فيه خلايا غضروفية قليلة من المنطقة السليمة، وتتم معالجة هذا النسيج في مختبر خاص، ليكبر وينمو إلى الحجم المطلوب، ثم يستخدم كرقعة للمنطقة المصابة». وأشار إلى وجود علاجات أخرى لمن يعانون من احتكاك الركبة. وقال: «إن كثيرا من المرضى يكون الاحتكاك لديهم فقط في الجهة الداخلية، فإن كانت الصابونة سليمة؛ فإننا نعمل على تبديل نصف الركبة الداخلي فقط. وهي عملية أسهل على المريض، وأصغر كثيراً». وأضاف «يعتزم قسم جراحة العظام ووحدة تبديل الفاصل، بالتعاون مع الدكتور أحمد طنطاوي، أن يستفيد من هذه العملية أكبر عدد من المرضى المحتاجين إليها، خصوصاً أن الأجهزة توافرت حديثاً، إذ تم توفير كل ما يحتاجه المرضى من الركب الاصطناعية، وبخاصة الركبة كاملة الثني، فكثير من المرضى لا يستطيع ثني الركبة التقليدية للصلاة. كما تم توفير إبرة تساعد على تعافي غضاريف الركبة المهترئة، إذا كانت درجتها بسيطة أو متوسطة».