تعاني معظم المخططات العقارية لمحافظة القطيف نواقص أساسية تضعها في موضع بعيد عن اقبال المواطنين الا اضطرارا. وتأتي هذه النواقص من ان هذه المخططات يتم ترخيصها للبناء السكني والتجاري قبل ان تستكمل خدماتها فالساكن يبني مسكنه وربما يسكن ولسنوات ليست قليلة، بل ربما أعاد ترميم منزله، والمنزل بدون ماء ولا صرف صحي بل ان زفلتة الشوارع هي موضع ملاحظة في جميع المخططات الجديدة هذا فضلا عن ان الهاتف كان الى ما قبل تخصيص قطاع الاتصالات لم يصل الى المخططات وكانت تحل هذه المشكلة عن طريق غير رسمي ولا قانوني وهي التمديدات الهوائية وكانت قبل التخصيص تذكرنا بايام ما قبل شركة الكهرباء، حينما كانت الكهرباء تصل عن طريق التمديد الهوائي لا الأراضي. وفي الآونة الاخيرة قدم القائمون على بعض المخططات خدمات دون اخرى فوصلت خدمة الزفلتة ولم يصل معها الماء ولا الصرف الصحي,بل ان هناك مخططات بدأت العمل قبل خدمة الزفلتة كالمنطقة الصناعية القريبة من حي التركية والتي عملت ورش صيانة السيارات وورش تصنيع ابواب الالمنيوم قبل ان تتم الزفلتة، وعلى شوارع لا يمكن تصورها اثناء هطول الامطار وفي السنوات الأخيرة بدأت اعمال الزفلتة تأخذ وضعا طبيعيا رغم ان الماء لم يصل بعد الى الورش لا الصرف الصحي..فالزفلتة اذا تمت قبل الماء او الكهرباء او الصرف الصحي فانها معرضة لأن تنتهك بعد توافر الخدمة الناقصة بالتالي فان المخطط على موعد مع الحفريات وجملة من الازعاجات لها اول وليس لها تال. واحدثت هذه النواقص الاساسية في اي مخطط عقاري ارباحا طائلة لباعة المخططات، كونها تقلل مصاريف الخدمة، لكنها تسبب خسائر جسيمة للمواطنين فأهالي مخطط (العوينة) بالعوامية او اهالي بعض الاحياء في سيهات، اعادوا بناء بيوتهم بسبب اثار مياه البيارات، التي حلت بديلا عن الصرف الصحي والأمر ذاته جرى في مخططي المجيدية والتركية ويعدان من اكبر المخططات وربما ارقاها من هذه الحالة، فتمت الزفلتة وايصال خدمات الماء والصرف الصحي والهاتف بعد ان سكن المواطنون سنوات عدة تأثرت بيوتهم وجيبوبهم. وما يلفت النظر في مخططات المحافظة - الا ما ندر - ان الاراضي المخصصة للحدائق العامة، او للمساجد او للمدارس تكاد تكون معدومة في هذه المخططات لذلك فإن مخططات مثل المنيرة او الناصرة او المزروع (تاروت) ليست بها حدائق والمدارس والمراكز الصحية مستأجرة، بل حتى المدارس والمستوصفات الأهلية ليست معدة لهذا الغرض فهى غالبا منازل حولت الى مدارس او مستوصفات. هذه الملاحظات تظهر في معظم المخططات الجديدة وتكاد تكون شاملة, اذا استثنينا منها بعض المخططات كالتي تشرف عليها شركة ارامكو السعودية. كل ذلك جعل سوق العقار بالمحافظة مشوها، أداة للارتزاق وليس لها أي دور في تطوير الحياة والذوق الجمالي للمحافظة.