مع خروج الجنين من الرحم يواجه الانسان اولى تجارب الاختناق في حياته ويعوض الوليد هذا الشعور عن طريق الصرخة التي تؤدي الى ادخال الهواء الى الرئتين لاول مرة في حياته وينسى الانسان لحظة الاختناق اثناء الولادة ولكنه لا ينسى الربط بين الاختناق والموت لذلك نلاحظ ان آلام الصدر خاصة اذا كانت مصحوبة بصعوبة التنفس هي مصدر قلق للمريض ويعتبر الربو من اكثر امراض الاطفال المزمنة انتشارا اذ تفيد الاحصائيات بان هذا المرض يصيب حوالي 5% من اطفال العالم وانه السبب الرئيسي لغياب الاطفال عن المدرسة وتوضح الدراسات التي عملت لدينا بالمملكة بان نسبة ربو الاطفال تختلف من منطقة الى اخرى ففي الرياض يتعرض 10% من الاطفال لهذا المرض بينما في جدة 12% وفي الاحساء 14% اما في القصيم فتصل نسبة الاطفال المصابين بالربو الى 16%، وينتشر الربو بين الذكور اكثر من الاناث وذلك بنسبة اثنين الى واحد وتستمر هذه النسبة مرتفعة لدى الذكور حتى سن البلوغ حيث تتساوى بعد ذلك نسبة تعرض الجنسين لهذا المرض وغالبا ما تظهر علامات الربو عند الاطفال بين سن الثانية والثالثة من العمر وعموما فان 80 بالمائة من اصابات الاطفال بالربو تحدث قبل بلوغ الطفل للسن المدرسي - ويبدو ان للعامل الوراثي نصيبا في ذلك حيث تفيد الدراسات ان احتمال اصابة الاطفال بالربو كبيرة جدا في حالة اصابة احد الوالدين بذلك ومع ذلك فان 75 بالمائة من حالات ربو الاطفال هي حالات لها سبب مادي ملموس متمثل بالمادة المسببة للحساسية والمواد المحسسة هي اكثر من ان تحصر واذا اردنا استعراض المواد المحسسة لكونها السبب الرئيسي لاصابة الطفل بالربو فان استعراضها يأتي كما يلي: 1- المحسسات عن طريق التنفس مثل لقاح الزهور والنباتات _ غبار المنزل - مخلفات الحيوانات كالريش - مواد التجميل. 2- المحسسات الغذائية مثل الاطعمة الحيوانية كالسمك والطيور - البيض - الحليب. ومع ذلك فان المحسسات التنفسية تحتل المكان الاول بين باقي انواع المحسسات ومن الممكن ان تبدأ نوبة الربو الاولى بشكل فجائي ولكنها غالبا ما تكون مسبوقة بفترة تمتد لعدة ساعات يتخللها السعال وسيلان الانف وقد يكون السعال المستمر ليلا الاعلان الوحيد عن نوبة الربو القادمة وعندما يستمر المرض فان الصفير التنفسي هو المميز لذلك ثم يأتي ضيق التنفس وموجات السعال المتقطعة الا ان الصفير التنفسي قد يغيب في بعض الاحيان ويبدأ الطفل اثناء النوبة متعطشا للهواء وقد يحصل ازرقاق يبدأ في محيط الفم ومن ثم ينتشر في انحاء الوجه كما نلاحظ سرعة نبض القلب وزيادة التعرق وارتفاع الضغط كما يبدو على الطفل التعب الجسدي ويصعب عليه التركيز وهذا الوضع يمكن ان يؤثر على تحصيل الطفل المدرسي بسبب اضطراره للغياب المتكرر ولحسن الحظ فان 75 بالمائة من حالات الربو عند الاطفال هي حالات خفيفة لدرجة يمكننا معها اهمال التأثيرات النفسية التي تحدثها وفي 20 بالمائة من الحالات تأخذ هذه طابعا اكثر جدية ولكننا نستطيع ان نحصر الاضطراب النفسي والاعاقة التعليمية في 4 بالمائة فقط من حالات الربو عند الاطفال حيث يكون المرض ذا نوبات حادة ومتكررة بشكل مزمن. * استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان