* استميحكم عذرا عن هذا العنوان الذي فرضته مضامين ما سأتناوله في موضوعي هذا , نعرف جميعا أن القصيدة عبارة عن مشاعر انسانية تلامس القلوب وتلهب الاحاسيس ولها وقع معين على نفسية المتلقي خاصة اذا كانت تصب في مواضيع تشغل بال المتلقي وتستحوذ على قدر كبير من اهتماماته . * في الآونة الأخيرة كثر بين الشعراء الشعبيين قصائد الهمز واللمز والتي وان كانت في شكلها الخارجي تندرج تحت باب شعر الهجاء الا أني لا أعتبرها كذلك لعدة أسباب منها أنك عندما تقرأها لا تستوعب الهدف والغاية الا القذف لاجل القذف والشتم لاجل الشتم , من المهجو ؟ الله اعلم , ما الدوافع والاسباب الله أعلم , هناك موقف معين بالطبع دفع الشاعر لكتابة قصيدته على هذا النحو ولكن !! هل كل من تعرض لمضايقة زميل أو وقع على هفوة صديق يحق له أن يصوب نحوه سهام شعره بالفاظ نابية وجمل يزيدها قبحا تفاهة المبررات وغموض الحالة . * هذه القصائد اذا ما قرأناها نجدها على نمط ما يدور في الشوارع بين الصبية وضعاف العقول عندما يغضبون من بعض ويداخلهم الخوف في نفس الوقت من المواجهة بشكل مباشر وينسبون الخطاب في شتائمهم للجملة المعروفة ( بعض الناس ) !! لذلك لا أجد لها مسمى مناسبا الا ( قصائد شوارعية ) لا تضيف لقائلها شيئا على العكس فيها انقاص من مكانته وفيها هدر طاقات لو استغلت في كتابة ما هو أشمل وأنفع لاستفاد منها المتلقي والشاعر . * شعر الهجاء باب من ابواب الشعر ولكنه لم يكن يوما من الأيام بهذا الشكل الغريب , عندما تهجو فئة معينة معلومة بفسادها وضررها على المجتمع كأن تهجو مروجي المخدرات فأنت تكتب قصيدة هجائية لها من القبول ما يجعلها اضافة لرصيدك الشعري , وعندما تهجو شخصا معينا باسمه صراحة ويستحق الهجاء مثل أن تهجو طاغية من طغاة الأرض أجمع الناس على طغيانه وفساده فأنت ايضا محق في ذلك وستجد من يسمع لك ويقرأ لك .. أما قصائد السب الغامضة لزميل أو صديق لا هوية لها ولا معنى فانها لا تعدو كونها حماقة يرتكبها الشاعر بحق نفسه وبحق ذائقتنا ! ارحمونا يرحمكم الله من هذا الغثاء ان كنتم بحق شعراء !!