على ما يبدو أن الاتفاق عاقد العزم هذا الموسم على إعادة علاقته القوية بالألعاب والبطولات والانجازات، لأن المثل يقول (الكتاب يقرأ من عنوانه) والفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق أعطى هذا الموسم مؤشرات ودلائل تنبىء ان اتفاق الثمانينات عائد لا محالة، وأن الفريق المعروف عنه الأداء الجماعي الجميل من بين أندية المملكة عائد لا محالة لمكانته الطبيعية وهي المنافسة على الألقاب. والاتفاق الذي أنذر جميع الفرق بأربعة أهداف نظيفة في مرمى الاتحاد وفي عقر داره في الدور نصف النهائي أثبت انه فريق يجيد التعامل مع المباريات الحاسمة، ويجيد لاعبوه صغار السن لعبة التحدي والطموح وحتى الوصول إلى فئة (نجوم شباك) كون الموهبة والمهارة موجودتين في اللاعبين. والاتفاق بدأ انجازاته المحلية في الستينات من القرن الماضي عندما حقق لقب بطولة كأس ولي العهد عام 65م وكأس الملك عام 68م وكان عميد المدربين السعوديين خليل الزياني قائد الاتفاق في تلك الحقبة. أما انجازات الاتفاق الحديثة المحلية والخارجية فقد بدأت مطلع الثمانينات من القرن الماضي، عندما تسلم المدرب المحلي خليل الزياني قيادة الفريق كمدرب، بعد أن كان قائدا له داخل الملعب، وأول انجاز حققه الاتفاق مع مدربه المحلي خليل الزياني كان عام 82م عندما حقق بطولة الدوري الممتاز، أتبعه بعد ذلك بعدة بطولات وألقاب خارجية أولها عام 83م لقب بطولة أندية الخليج، ثم بطولة الأندية العربية عام 84م وحقق في عام واحد بطولتي الأندية العربية والخليجية (88) وكانت بطولة الأندية العربية بالامارات (88) أقوى البطولات وشارك فيها الرشيد العراقي الذي كان يضم أكثر من عشرة لاعبين من المنتخب العراقي الأول، ومع ذلك نجح الاتفاق في الفوز باللقب. جميع تلك الألقاب تحققت تحت اشراف المدرب خليل الزياني باستثناء بطولة الأندية العربية عام 84م التي أقيمت في الدمام فكانت تحت إشراف المدرب البرازيلي فورميغا. ومع بداية التسعينات من القرن الماضي بدأ الفريق في رحلة الانحدار بعد أن حقق مع المدرب البرازيلي لوري بطولة كأس الاتحاد للأندية الممتازة عام 91م، وشهد الفريق مرحلة من أسوأ مراحله التاريخية طيلة عشر سنوات لكنه نجح في الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد قبل ثلاثة مواسم وخسر النهائي أمام الاتحاد صفر/3. وقدم الاتفاق العديد من النجوم للكرة السعودية أشهرهم أسطورة الوسط السعودي صالح خليفة الذي قاد المنتخب السعودي في أولمبياد لوس انجليس عام 84م وجمال محمد ومفتاح غريب وسعدون حمود وعمر باخشوين مساعد المدرب الحالي ومروان الشيحة وعيسى خليفة وعيسى عبدالله وعبدالحليم عمر وعبدالله صالح والأخير شارك في نهائيات كأس العالم عام 94م وسامي جاسم الذي حقق مع المنتخب السعودي كلاعب كأس آسيا لأول مرة. والاتفاق هو سفير المنطقة الشرقية، ويعد من الأندية السعودية الكبيرة، ويترأس النادي عبدالعزيز الدوسري ويطلق عليه الرئيس الذهبي كون أن جميع انجازات الفريق المحلية والخارجية تحققت في عهده، وترك منصبه عدة سنوات، وعاد هذا الموسم لمنصبه من جديد وضمت ادارته العديد من الوجوه الرياضية المعروفة ومنهم عميد المدربين السعوديين خليل الزياني الذي تبوأ منصب نائب الرئيس، وحاليا اختير كعضو للجنة الفنية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ويقود الفريق اداريا هلال الطويرقي وهو حارس دولي سابق ورياضي معروف في الوسط الخليجي. وتعاقد النادي حاليا مع لاعب أجنبي واحد هو السنغالي مأمون ديوب الذي سبق أن احترف في الرياض، وتنوي الادارة الاتفاقية التعاقد مع لاعب افريقي آخر هو السنغالي الشيخ سارا الذي لعب في المواسم السابقة لأحد الأندية القطرية. ونجح مسؤولو نادي الاتفاق هذا الموسم في ضم العديد من مواهب الدرجة الثانية من فرق المنطقة الشرقية ومنهم يسري الباشا الذي سجل هدفين في مرمى الاتحاد في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وبلغت قيمة صفقة انتقاله من نادي العدالة (درجة ثانية) للاتفاق (90) ألف دولار فقط. وكذلك اللاعب فاضل ابو الرحى الذي شارك في الدقائق الأخيرة من مباراة الاتحاد. ويعد هداف الفريق صالح بشير مشروع نجم اتفاقي قادم، ويعول عليه الاتفاقيون الكثير من الآمال خلال المرحلة القادمة، وكان بشير قد سجل الهدف الأول في مرمى الاتحاد، ويصفه النقاد بأنه نجم سعودي جديد في لغة التهديف. وكان الاتفاق قد فرط في العديد من نجومه في السنوات الخمس الماضية وفي فترة ركوده للأندية الكبيرة، فانتقل من صفوفه للأهلي الحارس تيسير آل نتيف، وأحمد خليل وحسين العلي للهلال، ومحمد المولد للاتحاد، وسعد الشهري للنصر. ولكن هذا الموسم اختلف الوضع، حيث فضل جميع نجوم الفريق تجديد عقودهم الاحترافية مع الاتفاق نظرا للاهتمام الاداري الكبير الذي يلقونه. مما تجدر الاشارة إليه أن الشخصية الرياضية الكبيرة عبدالله الدبل الذي تبوأ العديد من المناصب في الاتحادين الدولي والقاري، كان أحد رؤساء نادي الاتفاق في حقبة السبعينات. ويعد خليل الزياني نائب الرئيس الحالي لمجلس الادارة أول مدرب يحقق انجازا قاريا للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم عندما حقق معه كمدرب كأس آسيا عام 84م وأيضا الوصول إلى أولمبياد لوس انجليس في نفس العام، ومن هنا أطلق عليه عميد المدربين السعوديين.