"الاحساء في عيون الشعراء" كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور بسيم عبدالعظيم عبدالقادر استاذ الادب الاندلسي والنقد المساعد كلية التربية للبنات بالاحساء بأثنينية النعيم وجاءت المحاضرة كقراءة نقدية للدكتور غازي القصيبي "ام النخيل الى امي الهفوف" ومعارضاتها حيث نوه المحاضر بأن سمات الحنين وحب الوطن راسخة في الكيان الانساني، وهذا ماحدث مع القصيبي الذي ولد في الاحساء عام 1359ه، فأمضي فيها طفولته المبكرة ثم رحل الى البحرين وحصل على الابتدائية والثانوية ثم حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم على ماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا والدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة لندن، وعاد الى وطنه يرقب ميعادا مع القمر حاملا هدية هي رعشتا شوق حملها ما عاناه من سفر وذلك في قصيدته (أغنية للخليج" ومنها تقلد عدداً من المناصب حتى تم تعيينه وزيرا للمياه وقد كتب قصيدة تحية "لامه الهفوف ام النخيل" بعد ان دعت جامعة الملك فيصل في شهر ذي القعدة عام 1421ه الى عمل امسية شعرية ولكن ظروفا حالت بينه وبين حضور الامسية. المحاضر اكد ان قصيدة القصيبي اثارت شهية شعراء الاحساء لمعارضتها، وقد كانوا على موعد معها، وقد جاءت اولى المعارضات من رفيق صبا غازي الشيخ حمد ابن الشيخ عبدالله المبارك، بعنوان الاحساء "درة الخليج" الى غازي القصيبي واضاف الدكتور بسيم ما لبث بشاعر صلاح بن هندي ان تجاوب هو الآخر مع قصيدة غازي بعنوان "انت اخترت النوى" وعدد ابياتها 16 بيتا كسابقتها، ولعل ذلك من باب المحاكاة لقصيدة الشيخ محمد المبارك اول المعارضين، وقد ساق صلاح قصيدته على لسان هفوف الاحساء، في حين قال المحاضر ان صلاح يعد من الشعراء المتميزين في الاحساء، اما قصيدة عبدالله الهاشم معارضته لقصيدة الشيخ محمد المبارك بعنوان "الاحساء ارض الشعر والنخيل" فقال عنها المحاضر إنها ضعيفة فنيا ولا ترقى الى مستوى المعارضات ولم يسلم له فيها عروضا الا 15 بيتا، واخيرا قصيدة الاحساء لعبدالله العويد ومطلع هذه المعارضة التي صدحت على لسان الاحساء على حد تعبير ابن عويد وهذه اطول القصائد التي عارضت غازي ولعلها اجودها فقد بلغت ابياتها 42 بيتا، اي انها زادت على قصيدة غازي نفسه بسبعة أبيات. واخيرا أظهر المحاضر خلال قراءته النقدية لقصائد غازي القصيبي ومعارضاتها ان حب الاحساء متغلغل في نفوس ابنائها وان شعراء الاحساء تأثروا كثيرا سواء في الحنين او الوصف في حين لعبت السياسة دورا في قصيدة غازي القصيبي فلم ينس قضية امته الاسلامية في مواجهتها مع الصهيونية وقد صب غازي القصيبي قصيدته في قالب بحر البسيط أما القافية في قصيدة غازي ومعارضاتها فهي اللام المفتوحة المطلقة. وشارك في الندوة كل من د. سعد الدريبي واحمد الديولي، الذي أشار الى ان المحاضر قدم محاضرته كنقر الطيور ثم الشيخ النعيم الذي أثرت محاضرته جوا من الحب في الاحساء والذكريات واخيرا القى سمير فراج ثلاث قصائد لقيت اعجاب الحضور.