من المعروف للجميع أن ضعيف البصر يستخدم نظارة نظر تساعده على رؤية الأشياء البعيدة، والتي لا يستطيع رؤيتها بعينيه، كما أنها تعينه على القراءة وغيرها من الأنشطة التي تحتاج إلى مجهود من العين المصابة بالضعف. هذه هي نظارة النظر، ولكن هل سمعتم يومًا بنظارة العمى؟! عندما ترتدي هذه النظارة، فإنك سترى أن الهلال خرج محظوظًا بالتعادل أمام النصر، الذي كان يسيطر على مجريات المباراة بالكامل، وسوف ترى من خلال هذه النظارة أن النصر كان الأفضل، وكان الأقرب للنقاط الثلاث، ولكنك سرعان ما ستكتشف الحقيقة بمجرد أن تنزع النظارة. عندما ترتدي هذه النظارة فسوف تقتنع تمامًا بأن الأهلي يسير في الطريق الصحيح، وأن مستواه المتصاعد من مباراة لأخرى كافٍ لتفادي الكارثة، وربما تشاهد من خلال النظارة أن الأهلي يحتاج إلى مهاجم أجنبي آخر، وربما تجعلك هذه النظارة تصدّق أن الأهلي أفضل فرق الدوري لولا التحكيم وقلة الخبرة! ولكن جرّب خلع النظارة.. حتمًا ستشاهد واقعًا مختلفًا تمامًا. عندما ترتدي هذه النظارة فلا بأس أن تصدّق بأن بوسيرو مدرب عالمي قادر على قيادة المنتخب الوطني إلى عالم المجد والإنجازات، وقد يصل بك الأمر أن تقنع نفسك بأن تشكيلة المنتخب جاءت وفق معايير فنية، ومَن يدري فقد تأخذك نظارتنا إلى أحلام بأن يكون المنتخب السعودي بطلاً لكأس العالم 2014. ولكن استيقظ واخلع النظارة، فالحقيقة مُرّة؛ لكننا لا نريد مشاهدتها. أخيرًا وبما أننا نتحدث عن النظارات، فعلى البرتغالي جوزيه أن يغيّر نظارته قبل أن يستمر مسلسل ضياع النقاط بالنسبة للاتحاد، ويضيع الدوري كما ضاع في الموسم الماضي مبكرًا، ولكن يبدو أن مشكلة الاتحاد الحقيقية لا تكمن في نظارة جوزيه، ولكنها تتمثل في أولئك الذين لبسوا نظارة العمى، فأصبحوا يرون أن نور هو نقطة ضعف العميد، وسبب إخفاقاته! [email protected]