استضافت خميسية علامة الجزيرة الشيخ المؤرخ حمد الجاسر- رحمه الله- بالرياض الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك، وشهدت الأضحوية الخميسية توافد لفيف من أدباء ومفكري نجد المجد، وعلى رأسهم معالي الشيخ أحمد زكي يماني والدكتور عبد العزيز الهلابي، والدكتور عائض الردادي، والدكتور محمد خير البقاعي، والدكتور فائز الحربي، وجاسر الجاسر، والأديب سهم الدعجاني، والدكتور حسن الهويمل الأديب المعروف الذي قدم المحاضر وشكره على تلبيته للدعوة، ثم بين الدكتور الهويمل أن حديث الشيخ أحمد المبارك سيدور حول جانبين اثنين من حياته هما الدبلوماسية مواقف وآراء والآخر الأدب في الأحساء في القرن الرابع عشر الهجري.بعد المقدمة تحدث الضيف الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك عن أول تجاربه العملية مع مديرية المعارف التي انتقل منها لأسباب شخصية إلى وزارة الخارجية، حيث عمل في السلك الدبلوماسي ما يزيد على 30 عاماً، ثم ذكر عدداً من المواقف والذكريات أثناء عمله سفيراً للمملكة في عدد من البلدان الإسلامية والعربية والخليجية وبالأخص المواقف المحرجة، ثم أوضح الشيخ الأديب ومن خلال تجربته الدبلوماسية أن مفهوم الدبلوماسية يختلف عما تصالح عليه الناس وهو الكذب، فالدبلوماسية شيء والكذب شيء آخر، لكن حسن التخلص وعدم الإثارة أمر مطلوب في المواقف، وقال أيضاً: أما الدبلوماسي الذي نفسه تنطوي على الكذب والحيل فهذا شأن آخر. ثم أحس الشيخ الأديب أن الوقت بدأ يضيق فأحسن التخلص إلى الجانب الآخر، وهو الشعر في الأحساء في القرن الرابع عشر الهجري، ومعروف عن الشيخ أحمد أن هذا الموضوع كثير ما يستهويه، وقد تحدث الشيخ عن ابرز شعراء ذلك العصر وعلى رأسهم الشاعر الشيخ عبد الله بن علي العبد القادر والشاعر الشيخ عبد العزيز بن حمد المبارك، والشاعر الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف المبارك وغيرهم، وأخذ الشيخ يسترسل بقصائدهم ومراسلاتهم الشعرية، ويطوف بالمستمعين من موضوع الغزل إلى موضوع الفخر إلى موضوع الزهد بما اعجب الحاضرين وأراح خواطرهم. بعد ذلك تحدث معالي الشيخ الدكتور أحمد زكي يماني عن صاحب المجلس الشيخ المؤرخ حمد الجاسر حديث العارف العالم بأخبار الناس ومنزلتهم، حديث الابن عن والده وأشار إلى أنه تعلم على يديه الكريمتين الشيء الكثير والكثير، وبين أن العظماء وان رحلوا إلا أن مآثرهم باقية. ثم تطرق إلي جانب من صداقته وذكرياته مع الشيخ أحمد المبارك أثناء دراسته في مصر وأثنى على الشيخ أحمد وعلى حسن استشهاده بالشعر الذي راق له كثيراً. أما عن الجانب الدبلوماسي في حياته فذكر أنه لم يكن يوماً ما دبلوماسياً، وبين أن الدبلوماسية عند الغرب تعني الكذب والتحايل ولذا فهي تختلف عن الدبلوماسية في بلادنا العربية. بعد هذا الحديث أحيل (لاقط الصوت) لعدد من المداخلين المتخصصين والمثقفين الذين تساءلوا عن أهمية كتابة السيرة الذاتية للأجيال القادمة وبالأخص سير الأدباء الكبار، وألحوا على الأديبين الكبيرين بكتابة سيرهم الذاتية وتجاربهم العلمية والعملية. أجاب الشيخ أحمد المبارك أن ما يتعلق بسيرته الذاتية أو رحلته العلمية أنها تنشر في المجلة العربية وبلغ عدد حلقاتها حوالي 35 حلقة ولم يتبق منها إلا النزر اليسير، ووعد القراء الكرام بأن تجمع وتطبع في كتاب عن قريب ان شاء الله. أما أحمد زكي يماني فذكر أنه ما زال يحتفظ بوصية الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- الذي قال له إياك ونشر مذكراتك الشخصية ما دمت حياً أما بعد مماتك فانشر ما شئت. والخميسية هي إحدى المنتديات الثقافية والفكرية والأدبية التي تشهدها العاصمة الرياض وتعد من المنتديات القيمة التي يصحبها عدد من رواد الفكر والثقافة والأدب في المملكة، وقد أنشأها الشيخ حمد الجاسر- يرحمه الله- وكان يستقبل فيها محبيه من أهل العلم والفضل وتلاميذه صباح كل يوم خميس بمجلسه ويدور النقاش فيها حول عدد من القضايا الفكرية المهمة. في ختام الجلسة شكر معن الجاسر ابن الشيخ حمد الضيفين الكبيرين، وأشاد بمواقف الشيخ أحمد زكي يماني الجليلة مع والده خاصة في أيامه الأخيرة. كما نوه الجاسر عن الإعداد لإنشاء مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي، الذي يحظى بدعم وتأييد من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض والرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية تخليداً لذكرى علامة الجزيرة وتقديراً لمآثره العلمية التي أثرت الساحة الثقافية والفكرية.. كما تشارك مؤسسة الشيخ حمد الجاسر- يرحمه الله0 هذا العام بجناح خاص في معرض الكتاب الدولي التاسع الذي تقيمه جامعة الملك سعود بالرياض..