الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات الرياض ثم أحداث 7/7 لم تكن إلا مدخلاً عملياً لمشروع عالمي للعلاج بالقوتين ( القوة الخشنة ) والأخرى (الناعمة ) ولهذا وجدت أعمالاً مميزة وجادة في محاربة الأفكار المتطرفة عقائديا من كثير من الدول الإسلامية مع الإشارة لتميز مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة, إلا أن كثيراً من هذه الأعمال مازالت تحارب الأثر المترتب على الانحراف الفكري بينما الحاجة ماسة لوجود مشروع عربي / إسلامي استباقي جاد لتحقيق الأمن الفكري. إن من أسباب نشأة التطرف في المجتمعات الإسلامية يعزى لوجود فراغ في السلطة الدينية بالعالم الإسلامي لذلك يقول العالم المشهور ريتشارد بوليت إن الفراغ في السلطة الدينية الإسلامية يزداد, ومع الانفجار التكنولوجي يبدو للمتخصص وضوح انهيار للهياكل الدينية كالمدارس المذهبية المتنوعة ويمكن ضرب المثال بضعف دور الأزهر في قيادة المجتمع الإسلامي ولذا يقول حسام تمام -رحمه الله- المتخصص في الشؤون الإسلامية في معرض حديثه عن الانتخابات لمشيخة الأزهر إن مستوى أدائهم العلمي ضعيف وهذا يظهر في اطروحات الماجستير والدكتوراة. إن هذا الفراغ تحول ليكون أزمة في السلطة الدينية ولقد ساهم ذلك في صعود الفكر المتطرف وهذا يُفسر للمتخصص ظهور بعض رموز الإرهاب من العالم الإسلامي وازدياد عمليات الانتحار فهناك 2154 مسلماً فجروا أنفسهم بالعراق فقط من غير العراقيين, ولا يُستبعد أن يكون أتباع الديانة الإسلامية أكثر انشقاقاً إذا ما استمر الوضع الراهن دون سد لهذه الفجوة في السلطة الدينية, في ضوء هذا فإن الحاجة داعية لتأسيس مركز ديني مستقل يعالج القضايا المصيرية التي يمرُ بها العالم الإسلامي لتتوحد الوجهة بإدارة ذاتية تضم كبار مشيخة العالم الإسلامي, ولقد تقدمت بهذا كمقترح للملتقى العلمي (نحو استراتيجية للأمن الفكري والثقافي في العالم العربي والإسلامي) الذي نظمته جامعة نايف مؤخرا, وأرجو أن يتحقق مستقبلا.