تمر معظم شركات التكنولوجيا بحالة من التعثر امتدت من شرق الكرة الأرضية إلى غربها. وعلى الرغم من توقعات المحللين أواخر العام الماضي بأن الاقتصاد العالمي سيشهد تحسنا مع مضي الأيام، مر عام كامل ملئ بالخسائر والسقوط والتراجع بل وفي بعض الأحيان بالفضائح. وقبل إصدار التقارير النهائية لأرباح الشركات ومبيعاتها في الربع الثالث المنقضي من العام الحالي الذي يبدأ من شهر يوليو وحتى شهر سبتمبر، حذرت عدة الشركات من أن تقارير أرباحها ومبيعاتها ستكون مخيبة للآمال. ففي الولاياتالمتحدة التي تضم كبار اللاعبين في ملعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، صرحت شركة "إنتل" لإنتاج الرقائق الإلكترونية ومعالجات البيانات بأن مبيعاتها في الربع الثالث من العام الحالي ستأتي منخفضة قليلا عن التوقعات السابقة. وتتوقع إنتل أن تحقق مبيعاتها في الربع الحالي 6.3 مليار دولار لتتراجع قليلا عن الرقم الذي توقعه المحللون والشركة وهو 6.9 مليار دولار. وأوضحت الشركة أن ذلك الانخفاض يأتي نظرا لهبوط معدل مبيعات معالجات البيانات عن المعدل الطبيعي في هذا الوقت من العام. كما قالت إنتل إن الطلب على معدات الاتصال قد تراجع كثيرا. ومن جانبهم، أرجع المحللون تراجع مبيعات إنتل إلى أن الطلب على معالجات (إيتانيوم 2) التي طرحتها الشركة مؤخرا كان محدودا نظرا لحالة الهبوط التي تشهدها سوق الحاسبات الشخصية، هذا علاوة على قيام الشركة بتخفيض الأسعار لمواجهة منافستها الشرسة شركة (إيه إم دي). ويذكر أن إنتل قامت منذ أسابيع بتخفيض أسعار بعض الرقائق الإلكترونية التي تنتجها إلى النصف. وفي اليابان، أعلنت عملاقة الإلكترونيات هيتاشي أن أرباحها ستأتي أقل من التوقعات. وأوضحت (هيتاشي) أن سوق الإلكترونيات شهدت تدهورا بالغا خلال الربع الثالث من العام الحالي. كما توقعت أن يستمر الوضع المتدهور في الفترة المقبلة. ووصفت شركة هيتاشي الربع الثالث من العام الحالي بأنه كان صعبا للغاية. وأشار المسئولون بالشركة إلى أنه من المحتمل أن يأتي إجمالي أرباح الشركة في العام الحالي أقل من المخطط له. وعلى الرغم من قيام الشركة بتحقيق أرباح بلغت 249.31 مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي بعد بيعها بعض أسهمها وتوفيرها لأكثر من 250 مليون دولار جراء تخفيض التكلفة، إلا أنها لم تستطع التغلب على الخسائر المتعلقة بتقلب العملة والانتكاسات الأخرى التي أصابت الشركة. وجدير بالذكر أن تقلبات العملة قطعت من أرباح الشركة في النصف الأول من العام الحالي حوالي 373.88 مليون دولار. ومن المتوقع أن تسجل هيتاشي هذا العام خسائر تقدر بحوالي 4.2 مليار دولار. واستمرارا لمسلسل التراجع والخسارة، فقد ذكرت شركة إنتاج معدات الاتصالات العالمية لوسنت تكنولوجيز أنها لن تحقق الدخل الذي توقعته في الربع الحالي من السنة. وتوقعت لوسنت أن ينخفض دخلها بنسبة تتراوح ما بين 20بالمائة و25بالمائة عما توقعتها من قبل لدخلها عن الربع الحالي. فقد توقعت الشركة أن تحقق دخلا قدره 2.95 مليار دولار. وطبقا لتلك التصريحات، من المتوقع أن يتراوح دخل الشركة ما بين 2.2 و2.35 مليار دولار عن هذا الربع من العام. وكان محللو سوق المال الأمريكية يتوقعون أن تحقق لوسنت دخلا يصل إلى 2.86 مليار دولار خلال الربع الحالي من العام. وتجدر الإشارة إلى أن لوسنت لم تحقق أية مكاسب على مدار العامين الماضيين الأمر الذي يهدد موقفها بشدة في السوق العالمية.