من خلال قناة الظهران التلفازية وبالتحديد خلال فترة الاسود والابيض في الثمانينات الهجرية علي وجه التقريب كانت المصارعة الحرة لها تأثيرها ومتابعوها وعشاقها من الصغار والكبار على حد سواء. ليس ثمة مبالغة اذا قلنا ان المصارعة من البرامج المهمة والخطيرة والشيقة التي يصعب الاستغناء عنها في تربية الناشئة على القوة والاحتمال والمواجهة، ومازالت المصارعة تزداد شعبية ومكانة اذا ادركنا ان المصارعة كرياضة يجب ان تكون غاية في ذاتها، بعيدة عن المبالغة والتمثيل والافتعال والترويج لعادات سيئة وتقاليع مرفوضة وتصرفات مشبوهة يرفضها العقل والدين. المصارعة سابقا كانت رياضة في حقيقتها وفنا في نهجها ناجحة في اهدافها ومضامينها مانتذكره اكثر القدرة الخارقة التي يتمتع بها بعض المعلقين عليها، وتأثيرهم القوي على المتلقين، ولا يمكن نسيان المعلق القدير عيسى الجودر يرحمه الله باسلوبه وطريقته الشعبية المميزة التي يصف بها المصارعين، وما يجري بينهم من عراك ومنافسة جادة. كانت الفاظه العامية وكلماته الخفيفة الطريفة لها وقعها في نفوس الجمهور، والكل كان ينتظر برنامج المصارعة حتى يستمع الى عيسى الجودر وما يقدمه من تعليق ناجح وشيق ضاعف من الاقبال علي مشاهدة المصارعة ولا يمكن نسيان المعلق الناجح ابراهيم الراشد ايضا كان من خيرة المعلقين الباقين في نفوسنا ومازلنا نحبهم ونتذكرهم. ورغم ان التعليق قضية صغيرة الا انها مهمة وكبيرة في حسبان هؤلاء الرجال الافذاذ. رحم الله الجودر واطال الله عمر الراشد.