فقدت حلقات المصارعة الحرة التي كان يعرضها التلفزيون السعودي بصوت المعلق الراحل ابراهيم الراشد (يرحمه الله).. فقدت جانباً مهماً من عوامل جذب جمهور المصارعة الى الاستمتاع بمتابعة هذه الرياضة الشيقة التي كانت تشد المشاهدين بصوت معلقها ابراهيم الراشد وقدرته الفائقة على التفاعل مع احداثها وإثارتها التي كان يعيشها بكل جوانحه لدرجة ان بعض المشاهدين كان ينسى نفسه في غمرة المتابعة ويتفاعل معها بتحريك يديه او رجليه بصورة لا ارادية في ذرورة اندماجه مع تعليق الراشد على حركة ما. وفي عقد التسعينيات الهجرية ظل ابراهيم الراشد المعلق الاول للمصارعة الحرة على مستوى الخليج واستطاع بأسلوبه الفريد جذب الكثير من المشاهدين في دول الخليج الى متابعة حلقات المصارعة الحرة التي كان يصفها ويعلق عليها يرحمه الله. وفي المجلد الرابع من موسوعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية للدكتور أمين ساعاتي تحدث المؤرخ الرياضي الكبير عن حياة هذا المعلق فقال: ينفرد ابراهيم الراشد بلون مميز في تعليقه على المصارعة الحرة بالتلفزيون ونجح في لونه حتى تقدمت اليه بعض الاذاعات الاجنبية والخليجية تطلب منه وبمبالغ مغرية التعاون معها بيد انه اعتذر عن ذلك وركز تعاونه مع التلفزيون السعودي في عدد من البرامج اهمها المصارعة الحرة - الملاكمة. بجانب عدد من البرامج العلمية والوثائقية. واضاف: ابراهيم الراشد لايحب الاضواء.. يعتذر عن المقابلات الصحفية يجيد اربع لغات: الانجليزية - الفرنسية - الايطالية - الالمانية. وتحدث عن ظروف التحاقه بالتلفزيون كمعلق للمصارعة الحرة قائلاً: اعلن التلفزيون عن رغبته في شباب تتوفر فيهم الموهبة والقدرة الاذاعية وفعلاً تقدم الراشد ونجح وبدأ تعاونه مع التلفزيون منذ عام 1970م. وكان ينال عن الحلقة الواحدة (150) ريالاً وعلى كل نصف ساعة (60) ريالاً وانتهت مكافأته قبل وفاته ب (750) ريالاً للساعة الواحدة. وقد ولد في الرياض عام 1951م وله ولد وبنت وكان يرحمه الله يعمل مدرباً في المعهد الملكي الفني ويدرس مادة الهندسة الميكانيكية (تطبيقية) وعندما سئل إبراهيم الراشد عن اهم مقومات التعليق الرياضي الناجح اجاب: الخلفية الثقافية والصوت الاذاعي والصدق في التعبير والابتعاد عن السخرية حتى لايثير اعصاب المشاهدين فضلاً عن اجادة فن شد المشاهد بجانب الاخلاص في العمل واعطائه كامل الاهمية. ويضيف المعلق الذي اضفى على المصارعة في التلفزيون السعودي نكهة حماسية فريدة قائلاً: انني انقل جميع مباريات المصارعة مباشرة على الهواء حتى اعيش المبارة ولا اشعر بشيء ما يكبلني. وكان (يرحمه الله) يحب كل الاندية السعودية ويميل على المستوى العالمي لناديي مانشستر يونايتد وريال مدريد.