استعان الباحث أسامة السيد عبيد بالكثير من المراجع الدينية والعلمية في كتابه (هداية أولي الألباب إلى التداوي بالأعشاب) ومن أهم هذه المراجع (فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر) وكتاب (زاد المعاد لابن قيم الجوزية) وكتاب (الصحة والعلاج في الطبيعة والأعشاب للدكتور سامي محمود). والهدف الذي دفع المؤلف لكتابة هذا الكتاب هو أن الأدوية الكيماوية المركبة أصبحت تشكل خطرا على صحة الإنسان بما تحدثه من أعراض جانبيه خطيرة سواء على المدى البعيد أو المدى القصير, وما من دواء الا وتجد له محاذير كثيرة. لذلك أصبح التداوي بالأعشاب الطبية والنباتات مع الاهتمام بالغذاء الصحي والبيئة السليمة للحياة عنصرا أساسيا لحفظ صحة الإنسان. ومما يجعل هذا الكتاب هاما في مجال طب الأعشاب أن المؤلف تناول أكثر من خمسين مرضا يصيب الإنسان كأمراض الأذن والأسنان والبرد والصداع وأورام الثديين وادرار اللبن والبرص والبواسير.. وما إلى ذلك من الأمراض المنتشرة في مجتمعنا في الوقت الحالي. وعلى سبيل المثال لا الحصر فيما أورده المؤلف من علاج أورام الثديين وإدرار اللبن أن تدهن المرأة ثدييها بزيت الخروع وتدلكهما به, فإنه يزيل الأورام منهما إن شاء الله, أو أن تشرب ماء البسلة بالعسل وهو ما يعمل على إدرار اللبن إن شاء الله. وفي مرض البرص وهو من الأمراض المستعصية على العلاج علميا قال المؤلف (يخلط عسل النحل بالنشادر ويدهن به المريض, فإنه يزيل البرص والبهاق إن شاء الله, ومما وجدته بخط بعض العلماء لعلاج البرص أن تدق الثوم وتغليه بالخل وتفطر به على الريق, فإنه ينزع البرص إن شاء الله). وهكذا وضع المؤلف الكثير من البدائل في علاج المرض الواحد لكي يستطيع المريض أن يستعمل من بين هذه البدائل ما يصلح له في العلاج وأضاف أيضا بعض الأسانيد من القرآن والسنة النبوية الشريفة. ويبقى لنا تساؤل هو هل يغني العلاج بالأعشاب عن الطب الاكلينكي ولعل أبسط الأمور في هذه المقارنة تتمثل في أن معالج الأعشاب لا يشخص المرض, وأن هناك بعض الأعشاب يجب أن تخضع للتجربة والفحص لتأثيراتها الجانبية أيضا.. أما ما جربه السلف وثبت نفعه فهذا أمر آخر. الكتاب: (هداية أولي الألباب للتداوي بالأعشاب) الناشر: خاص المؤلف: أسامة السيد عبيد.