كثيرا ما نقرأ في الصحف والمجلات عن الدور الذي تقوم به الجهة المسئولة بالمعاقين من اهتمامها بفئة الصم والبكم.. وإشراكها هذه الفئة في كثير من النشاطات والمهرجانات الداخلية والعالمية أيضا. فهذا بالطبع يثلج صدورنا جميعا ومما له من صدى كبير في قلوب تلك الفئة التي ابتلاها الله بهذا البلاء وجعلهم لا يشعرون بالنقص والإعاقة حالهم كحال الأسوياء خاصة أنهم أصبحوا يمثلون فئة كبيرة من مجتمعنا. ولكن تبقى هناك فئة أخرى لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن تجد من الاهتمام ما يجعلهم يشعرون بأنهم عنصر فعال في المجتمع.. انهم فئة المكفوفين!!! ابتلاهم الله بفقد نعمة البصر فأين هؤلاء من الذكر؟ لماذا لا تكون لهم نواد خاصة بهم تعنى بأمورهم وتطور من إبداعاتهم وتبرزها.. فالشخص الكفيف لديه نعمة البصيرة رغم حرمانه من نعمة البصر. فكثيرا ما نسمع أن هناك أناسا كفيفي البصر وأنهم بنعمة البصيرة لديهم يديرون مراكز مرموقة ولم يعيقهم أي شيء. وخير دليل على ما أقوله ما نشر أخيرا في صفحة (اليوم العالمي) في جريدتكم الغراء يوم السبت الموافق 29/ جمادى الآخرة عن الكفيف اليمني الذي حصل على درجة الدكتوراة في الحقوق رغم أنه كفيف وقد حصل على تقدير جيد جدا وقد أضافت الجامعة التي درس بها بأنه كان مجتهدا, كما أشادت بالجهود التي بذلها على الرغم من كونه كفيف البصر إلا أنه فاق الكثير من المبصرين. فنحن لا نعلم جيدا بأن الإعاقة لا تقف أمام إبداع أي شخص وربما يكون الشخص المعاق لديه إبداعات أفضل بكثير من الشخص السوي!!! ولكن لابد أن يكون لدينا قليل من الاهتمام بهم مع إبراز تلك الإبداعات المدفونة لديهم. هند سعود الشبيبي مركز رعاية المعاقات بالدمام