رغم ان حسين عبدالله بو شمة يمتهن علاج بعض أمراض المفاصل شعبياً منذ 18 عاماً، إلا أنه يؤكد على مرضاه زيارة الأطباء المتخصصين قبل بدء مرحلة العلاج معه، خصوصاً إذا كانت الإصابة بالغة. حسين الذي يسكن في حي السياسب بمدينة المبرز لم يلتحق في طفولته بمدرسة، فقد عمل في الفلاحة منذ نعومة أظفاره، غير أنه تعلم "التدهين" من والده (يرحمه الله)، حين كان يجلس في مجلسه وهو يعالج المصابين باللوتة في البطن، القولنج، الظهر، الشاقة، الرضوض، العفتة في الرجل أو اليد، فلقد علمه والده كيفية تحديد موضع الإصابة وأيضاً كيفية التدهين. ولكنه يؤكد أنه لا يعالج الكسور وخلع المفاصل، يقول: علاج هذه الإصابات من اختصاص المستشفيات، فهي تحتاج إلى صور أشعة، للتأكد من موضع الكسر ومقدار الإصابة، غيران هناك في الأحساء من يستطيع علاجها، مثل طالب المؤمن، الرصاصي وعلي القفاص. شباب وكبار ويستخدم بو شمة في الدهان مادة الودج المستخلصة من شحم سنام الجمل، بالإضافة إلى مواد حديثة مثل الفازلين والفكس ودهن الزيت والعصرات الطبية مثل الجزل والرباط واللزقة، التي توضع لمعالجة إصابات الظهر والكتف والعفتة. والزبائن هم عادة من كبار السن المصابين باللوتة، أما الشباب فيأتون إليه حين يصابون بالرضوض والعفتات أثناء ممارسة الرياضة، وكذلك القولنج. وهم ليسوا من الأحساء فقط بل من الدمام والخبر والكويت. وعن طريقة تعرفه على الإصابة يقول بو شمة: عندما يأتي المصاب أتأكد من إصابته باللوتة، من خلال أطراف أصابع الرجلين، كما ان المصاب باللوتة يشعر بألم أسفل السرة ويكون فاقداً لشهية الأكل، ويتقيأ ما يأكله، ولديه شعور دائم بالخمول والكسل. إما إذا كان مصاباً بالشاقة فأنه يشعر بألم في مقدمة الرأس، وسببها عادة يكون التعرض لأشعة الشمس بدون غطاء. أما العفتات فتكون واضحة من خلال الورم الظاهر، وكذلك الرضوض، وعلاجها بالتدهين والتكميد بماء ساخن. الدهان أفضل من الكي ويفضل بو شمة الدهان على الكي بالنار.. يقول: العلاج بالكي يسبب للمصاب إصابة في بعض العروق أو الشرايين، وكذلك يكون موضع الكي مشوهاً.. وقبل ان أشخص حالة المريض أسأله إذا كان راجع المستشفى أم لا؟ فالأطباء أكثر خبرة وأقدر على تشخيص المرض، خصوصاً في الإصابات الشديدة. وعن الأسعار يقول: تتراوح بين 50 ريالاً لمن كانت إصابته في مفصل القدم أو اليد، و100 ريال لمن كانت إصابته في الظهر، أما اللوتة فتحتاج إلى مجهود، فمدة الدهان تكون 3 أيام، وتتراوح بين 300 إلى 400 ريال، حسب الاتفاق بيني وبين المريض، وذلك يعتمد على ضخامة جسم المصاب. ويرجع بو شمة أسباب اللوتة إلى حمل الأشياء الثقيلة في وضع الانحناء إلى أحد الجانبين، بينما الوضع الصحيح ان يكون مستقيماً، وتكثر بين الفلاحين والرياضيين، أما العفتات والكسور والرضوض فعند الاحتكاك الشديد بجسم آخر. ويتسبب حمل الأشياء الثقيلة بحركة سريعة في الإصابة بالقولنج. جمع الصور وإلى جانب خبرته في العلاج بالدهان يهوى حسين بو شمة جمع الصور، والتي نمت لديه قبل 22 عاماً، فقد كان يذهب لبيوت أهل الحي ويطرق عليهم الأبواب طالباً من الآباء تزويده بصور له ولجميع أولاده، ثم يحتفظ بها بالإضافة إلى صور المناسبات والأفراح. ويملك حالياً قرابة 600 صورة من مقاس 4x6، بالإضافة إلى قرابة 800 صورة كبيرة، وكثير من الصور الشخصية توفي أصحابها أو اصبحوا اليوم من كبار السن، بينما تعود صورهم الموجودة لديه إلى أيام الشباب.. يقول: بحثت عن صورة لأحد أهالي الحي المتوفين لأشهر، ولم أجدها لدى أحد ممن أعرفهم، وأخيراً عرفت ان له صورة في الدمام لدى أحد أقاربه، فذهبت إلى هناك وحصلت عليها وأضفتها إلى مجموعتي.