عندما دخل توماس كريسترسون المستشفى قبل عام لم يكن يفصله عن الموت حسب تقدير الاطباء سوى اقل من30 يوما. لكنه الان الوحيد في العالم الذي يعيش بقلب صناعي يعرف باسم أبيوكور. واحتفل كريسترسون (71 عاما) بمرور عام على زرع قلبه الجديد - الآلي- الذي منحه عاما جديدا من الحياة بعدما كان الاطباء يرجحون وفاته خلال شهر على الاكثر. بدا كريسترسون في صحة جيدة ومعنويات عالية وأكل كعكا وايس كريم اثناء الحفل الذي شارك فيه اطباء وممرضات في المستشفى في لويزفيل بولاية كنتكي الامريكية. وأمضى كريسترسون أشهرا هناك للتعافي . وأنتج القلب الآلي أبيوكور بعد بحوث استمرت20عاما في شركة ابيوميد بدنفر بولاية ماساتشوستس ولا يمنح أبيوكور كريسترسون صدرا مليئا بالتيتانيوم والبلاستيك فقط وانما حياة جديدة ومكانا لا شك فيه في التاريخ. ويعمل ابيوكور ببطارية يتعين اعادة شحنها على فترات متقاربة وهو يصدر أزيزا مستمرا ويزن أربعة أمثال القلب الطبيعي. وبالرغم من هذا فقد أبقى على حياة كريسترسون لعام وهو ما يعني ساعات غير معدودة مع أحبائه والفرصة ليحتضن حفيدته الكبرى ايلين توماس. وسئل عما ينصح به من يرغبون في خوض عملية مماثلة فقال كريسترسون افعلوها. وقال كريسترسون في مقابلة كان من الممكن أن أكون ميتا الان. بالتأكيد كان ذلك سيحدث. لست بطلا ولكني أريد أن أعيش. ومنذ بدء تجارب هذه العملية زرع الاطباء سبعة قلوب ابيوكور. توفى ستة مرضى بعد اجراء عملية زرع القلب بعضهم بعد الجراحة بوقت قصير وواحد بعد عشرة أشهر وهي أطول مدة يحياها مريض من هؤلاء الستة. وفي 16 ابريل الماضي اصبح كريسترسون المريض الوحيد الذي يخرج من المستشفى بقلب صناعي ويتوجه الى منزله. وهو يستطيع الان الاستمتاع ببعض النزهات مثل التوجه مع اصدقاء الى مقهى. وقال أستيقظ صباحا وأشرب القهوة ثم أعود وأفعل ما أشاء. وقال الجراح لامان جراي الذي اشترك في جراحة كريسترسون وهو من جامعة لويزفيل أعتقد أن عليكم أن تدركوا أن كل ما نقوم به جديد بالنسبة لنا جميعا ونحن نتعلم. وقال في مؤتمر صحفي من المدهش انمريضا تعافى لدرجة انه استطاع الخروج من المستشفى والشروع في ممارسة حياته بشكل طبيعي.. وانا حقيقة اظن ان التجربة تقدم الكثير بشان افاق اجهزة القلب الصناعي في المستقبل. وكان لاحداث العام الماضي تأثير خاص على كريسترسون وعائلته ومدينة سنترال سيتي بكنتكي. ففي ابريل الماضي اصطف الناس في الشوارع لتحية كريسترسون الذي وصل الى المدينة في سيارة اطفاء تطلق انذاراتها. وقالت باتي بريور ابنة كريسترسون ان الفرصة الثانية في الحياة كانت ايقاظا لنا جميعا. لقد منحتنا جميعا الفرصة لنجتمع ونتمتع بلحظات جميلة. لكن الامر لم يكن خاليا من المتاعب ففي العام الماضي كان لكريسترسون نصيبه الكبير من المصاعب بما فيها حمى وصلت درجة حرارته فيها الى 7ر41 درجة مئوية هددت بأن تسبب فشلا في أعضائه الاخرى الا أنه نجا من الازمة تلو الازمة. وقد منحت وزارة الصحة الامريكية تصريحا لشركة ابيوميد بزرع 15 قلبا كجزء من المرحلة المبدئية لزرع قلب صناعي للانسان الا ان من الصعب العثور على مرضى مناسبين. فالقلب ابيوكور كبير على اجساد الكثير من الرجال ومعظم النساء. الا ان من المنتظر انتاج قلب اصغر في عام 2004 . ويشترط في المرحلة التجريبية أن يكون المرضى في مرحلة متأخرة من فشل القلب واستنفدوا جميع خيارات العلاج الاخرى وان يكون من المؤكد تقريبا أنهم سيموتون في غضون30 يوما اذا لم تجر لهم الجراحة. ويزيد هذا بدوره من صعوبة تحمل المريض للعقاقيرالضرورية وحتى للجراحة نفسها. وبالرغم من أن أبيوكور ليس معتمدا ليحل محل زراعة قلب طبيعي في المدى البعيد فان الشركة تهدف لجعل هذا خيارا متاحا. ويمكن ان يستفيد50 ألف امريكي من عمليات زرع القلب. لكن ألفين فقط يتبرعون بقلوبهم كل عام. وهناك ما بين 3 الاف و5 الاف على قوائم الانتظار. وبالاضافة الى هذا فهناك ما يقدر بخمسة ملايين امريكي في مرحلة ما من مراحل فشل القلب.