أكد المشاركون في ندوة (المسلمون في أوروبا) التي نظمتها رابطة الجامعات الإسلامية أن الإسلام يرفض فكرة صدام الحضارات ويتبنى فكرة الحوار وأنه لابد من تفعيل الحوار مع الغرب باعتباره أفضل طريقة لتصحيح صورة الإسلام لإزالة آثار أحداث سبتمبر وما تلاها وأوضحوا أن الإسلام دين سلام وتسامح بين مختلف الناس ويدعو المسلمين إلى التعارف مع غيرهم والبر بهم والتعاون معهم بصرف النظر عن الاختلاف في اللغة أو الدين أو الجنسية. وقد طالب الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر المسلمين في أوروبا بأن يقدموا للآخرين صورة مشرفة عن الإسلام وذلك بتقديم النموذج الإسلامي الحي المجسد لتعاليم الإسلام عملا لا قولا وجوهرا لا شكلا فقط. كما طالب بعقد ندوات علمية مشتركة مع الشخصيات الأوروبية المستعدة للتفاهم والمحبة للتعايش مع المسلمين في أوروبا في أمن وسلام واستقرار وفتح حوار إيجابي معها يركز على العناصر المشتركة. وقال ينبغي على المسلمين في أوروبا أن يجدوا الصيغة المناسبة للحفاظ على هويتهم الإسلامية من ناحية والمشاركة الفعالة النشيطة في المجتمعات الأوروبية من ناحية أخرى فلا يجوز بأي حالة أن ينعزلوا عن مجتمعاتهم الأوروبية فذلك ليس في صالحهم ولا في صالح المجتمعات التي يعيشون فيها ودعا رئيس جامعة الأزهر العالم الإسلامي إلى ربط الجسور مع المسلمين في أوروبا ومعاونتهم على تصحيح صورة الإسلام بكل الوسائل العلمية لإزالة الشبهات والقضاء على المفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة. وقال الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ان الوجود الإسلامي في أوروبا أصبح يمثل مشكلة ويثير في الوقت نفسه بشدة قضية العلاقة بين الإسلام وأوروبا وأهمية بحث أفضل الأساليب للتعامل مع هذه المشكلة الآن. وأضاف ان الأفضل للمسلمين أن يندمجوا في المجتمع الأوروبي الذي يعيشون فيه وألا يعيشوا منعزلين في أماكن خاصة وتجمعات معينة ويجب ألا يتحول الاندماج إلى ذوبان في المجتمعات الأوروبية فلابد من الحفاظ على السمات المميزة للمسلمين والمتمثلة في العبادات والآداب الإسلامية. ودعا المجتمع الأوروبي إلى احترام التعاليم والمعتقدات والعبادات الإسلامية وتشجيع المسلمين على التمسك بتعاليم الإسلام بل ان المدرسة الأوروبية يجب أن تهتم بتعاليم العقيدة ومبادئ شريعة الإسلام إذا أرادت لهذه الأقلية أن تكون عاملا للقوة وبناء الأخلاق في المجتمعات الأوروبية. وأكد الدكتور نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن الأقليات المسلمة جزء من الأمة الإسلامية بمفهومها الواسع ولابد من الاهتمام بشئون هذه الأقليات والعمل على حل مشكلاتهم وقال ان أبرز المشكلات التي تعانيها الأقليات الإسلامية في أغلبية الدول هي عدم إمكان ممارسة الحرية في العبادات نتيجة نقص أو عدم توافر دور العبادة وكذلك عدم توافر الأئمة والدعاة المؤهلين. ومن جانبه أكد المستشار إدوارد غالي الذهبي المفكر المسيحي المصري أن الإسلام ليس دينا منقطع الصلة بغيره من الأديان السماوية لأنها كلها من مصدر واحد ولذلك فهو يتفق معها ويعترف بها ويتعاون مع أهلها وما يتفرد به في العقائد والعبادات ليس سببا في وجود عداء من أي نوع من الآخر. وأضاف ان الإسلام أكد على قيمة العدل والسماحة في التعامل مع الإنسان بغض النظر عن ديانته أو جنسيته أو لونه مشيرا إلى أن المسلمين في كل العصور عاشوا جنبا إلى جنب مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى بسماحة مطلقة وشعور تام بأن الدين لله وحده. وقال الدكتور محمود سالم الشيخ نائب رئيس جامعة فلورنسا بإيطاليا ان الحوار مع الغرب يساعد على كسر حواجز الجهل المتبادل وتعميق عوامل التفكير الحر والسليم. أضاف : ان الحضارة الإسلامية في تبنيها نهج الحوار مع الآخر الذي يدفع إلى التسامح معه تبنى الحوار والتسامح في أطر معينة تحت سقف إنساني وحضاري عام مقبول من الجميع فالحوار الذي تتبناه وترمي إليه ليس مقصورا على مجرد الأفكار والقناعات والأخيار وإنما يتعدى إلى فتح مجالات جديدة للتفكير والعمل باتجاه توفير الأسباب والعوامل المفضية إلى تعميق خيار العدل والسماحة والمساواة بين الناس.