الكتابة عن الجمعية تضعك في مأزق يصعب الفكاك منه. ماذا تكتب عن هذه المؤسسة الثقافية التي احترفت العمل الثقافي منذ فترة ليست بالقصيرة في ظل غياب مؤسسات بديلة لها نفس الاهتمامات ونفس الدور الذي تقوم به. وحتى الآن لا توجد مؤسسة اخرى مشابهة تتبوأ هذه المكانة بشموليتها وعطائها المتنوع، رغم ما يحاول البعض من التشكيك في شرعيتها والتقليل من شأن هذه المؤسسة التي هاجسها الثقافة وهمها تطوير العمل الثقافي والمسرحي والتشكيلي والشعبي وغيره.. رغم ان جملة هذه المجالات بحاجة الى جمعيات مختلفة.. الثقافة لها جمعية والمسرح له جمعية والتشكيلي والشعبي والغنائي كل مجال له جمعية مستقلة بنظامها وتنظيمها ولكن الجمعية بوضعها الحالي تجمع كافة هذه الجمعيات، ولكم تخيل حجم المعاناة والمسئولية الملقاة على عاتقها.. وهكذا نجد شكلا مميزا ناجحا من المؤسسات التي تتنوع نشاطاتها وتوجهاتها وقادرة على القيام بأعباء كل هذه النشاطات المتعددة طوال شهور السنة ولعل هذا ما يميزها عن غيرها منذ الموافقة عليها رسميا عام 1394ه، بجهد خارق من رئيسها الاول الشاعر الامير بدر بن عبدالمحسن لكي يحقق لها حضورها. وبدأت الانطلاقة الرسمية بمركزها الرئيسي بالرياض وفرعيها بالاحساء وجدة، ثم تلاهما فرعا الدمام والطائف، وتوالت الفروع الاخرى في مختلف مناطق المملكة، الى ان وصلت الى 11 فرعا على يد رئيسها الحالي محمد بن احمد الشدي، الذي لا يألو جهدا بتواصله واهتمامه بفروع الجمعية والقيام بشكل شخصي بمتابعة مشاكلها وقضاياها واقتراح ما يمكن عمله من نشاطاتها وفعالياتها وهذا النمط الاداري الجيد قلما يتوافر في كثير من مؤسساتنا الرسمية. والجمعية نجحت في استقطاب العديد من القدرات الثقافية والفنية وساهمت في ايجاد مناخ ثقافي على مستوى مناسب من الاداء ومشاركة نسبة كبيرة من الاصوات المبدعة، التي فرضت حضورها على الساحة الثقافية، من خلال أمسياتها الشعرية والسردية والفنية ومعارضها التشكيلية والمساهمة في نشر ابداعاتها وتأليفاتها وافكارها وقدمت من الاسماء الجديدة التي لم تتح لها فرصة الانتشار الا عن طريق الجمعية بينما لم تجد فرصة اخرى عن طريق مؤسساتنا التعليمية والجامعية ذات الامكانيات الضخمة. ومساهمات الجمعية تشتمل على المشاركة في المهرجانات والمناسبات الوطنية والعربية، وهي الجهة المخولة التي تمثل المملكة في المهرجانات المسرحية والتراثية الكبيرة. الى جانب الرعاية الكريمة التي تحظى بها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل. وهناك العديد من الاسماء اللامعة التي شاركت في فعاليات الجمعية، التي لا يمكن ان تنسى دور الجمعية في بروزها وانتشارها في الاوساط الثقافية والفنية. وبقي ان نشيد بهذه المؤسسة الفعالة التي لا يمكن نسيانها مطلقا. ولا بد من تفاعل المثقفين معها بشكل كبير حتى لا يخبو دورها الريادي الذي تضطلع به فهي قناة مهمة من قنوات توصيل الثقافة.