تعدد الخصائص والمميزات وكثرة الانجازات والانفراد بكل جميل مقومات تفتح شهية الشاعر لتناول تلك الميزات والحديث عنها كيف لا واذا كان الحديث عن مقام سام لشخصية تربت بين يدي المغفور له باذن الله جلالة الملك عبدالعزيز ال سعود ونالت من كل فضيلة عاشت لتقيم دولة أذهلت العالم بما وصلت اليه من تطور وازدهار رغم قلة السنين. عشرون عاما سيخلدها التاريخ كسابقة من المعطيات التي رفعت الدولة وشعبها الى مصاف الدول ورسمت للجزيرة صورة مشرقة ولم يزل منذ اعتلائه العرش يسعى بجد وهمة وتفان لتحقيق تطلعات عظيمة ومكتسبات اكبر تصب في مصلحة الوطن والمواطن والعالم العربي والامة الاسلامية. كل هذا واكثر جعل كلمات الشعراء السعوديين خصوصا تتطاير لتوثيق تلك الانجازات بما جادت به قرائحهم وتبقى الاحاطة مستحيلة بشخصية عميقة لابعاد بالغة التأثير مثل شخصية خادم الحرمين الشريفين وتلته حرص على مواكبة المناسبة بتوليه حفظه الله مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية. قام كل من استاذ الأدب والنقد المشارك رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري والدكتور ربيع محمد عبدالعزيز استاذ النقد والبلاغة المشارك بجامعة الملك فيصل وجامعة القاهرة والدكتور رجب عبدالقادر حجاج استاذ النحو والصرف المساعد بجامعة الملك فيصل والقاهرة واخيرا الدكتور جابر علي السيد سليم استاذ اصول اللغة المساعد كذلك بجامعة الملك فيصل وجامعة الازهر بجمع ما ابدعه شعراء الفصحى في المملكة من قصائد سجلت مسيرة حافلة بالعطاء في كتاب حمل عنوان (خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود في الشعر السعودي المعاصر جمع, توثيق, دراسة) جاء في ثلاثة ابواب الباب الاولى الجمع والتوثيق الذي قسم الى قسمين القصائد العمودية وعددها سبعون قصيدة لاسماء لامعة في الشعر السعودي امثال يوسف عبدالظاهر وابوعبدالرحمن العمودي، عبدالرحمن عبدالكريم العبيد، طاهر زمخشري، عبدالله بن خميس وغيرهم والقسم الثاني اشتمل على قصيدتين من الشعر الحر (الله بارك جهدكم) لاكرم عبدالعزيز الوحيدي و(ذكرى.. ومليك.. ووطن) لعبدالله بن سالم الحميد. اما الباب الثاني فقد انفرد لدراسة الموضوعية والفنية وهو مؤلف من فصلين الاول عن الدراسة الموضوعية وفيه تحليل تفصيلي مدعم بالشواهد عن الفضائل النفسية التي الح الشعراء على ابرازها في شخصية خادم الحرمين الشريفين كالعدل والجود ورجاحة الرأي ورباطة الجأش وغير ذلك من الفضائل التي مجدها الانسان العربي منذ القدم وبها تغنى الشعراء. والفصل الثاني للظواهر الفنية التي لفتت انظار المؤلفين كالتصريع والجناس والتكرار افقيا ورأسيا والتناص والصورة والمعجم والدعاء ثم النداء. وجاء الباب الثالث لدراسة موسيقى القصائد وقسم الى فصلين الاول للعروض والثاني لتناول القافية. وخلصت الدراسة الى تسع نتائج جاء فيها: 1 ان قضايا التعليم والامن وتوسعة الحرمين وطباعة المصحف ورفاهية المواطن استأثرت بالقسط الاكبر من اهتمام الشعراء. 2 كشفت الدراسة الفنية وظواهرها صدق الاحساس واجادة العبارة لشعراء ونأت عن الالتواء والتعقيد اللفظي والمعنوي. 3 كشفت الدراسة مكانة خادم الحرمين الشريفين في قلوب الشعراء. 4 هناك ظواهر فنية كالصورة والتناص والمعجم كشفت عن الروافد التي استرفدها الشعراء وفي مقدمتها القرآن الكريم والثقافة الاسلامية فضلا عن مدركات الحس وعلى رأسها المدركات البصرية التي تركت اثرها واضحا في اخيلة وصور الشعراء. كما قام المؤلفون باعداد الفهارس الفنية في نهاية البحث للآيات القرآنية ولقوافي التحقيق والدراسة والاعلام والاماكن والقبائل والمصادر والمراجع والدوريات وفهرس الموضوعات وجاء الكتاب في (456) صفحة.