الحديث عن الاحساء مدنها وضواحيها وقراها شيق، خاصة اذا حصلت على دعم رسمي من جهة رسمية ، فلقد كلفت من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالكتابة عن التطور الحضاري والعمراني والثقافي في الاحساء، ضمن سلسلة (هذه بلادنا) التي تصدرها الرئاسة. وقد سررت بهذا التكليف، رغم ان الرئاسة كلفت من هم أكفأ مني، ولكنهم لم يتمكنوا من انجاز ما كلفوا به فالله أعلم بظروفهم!! لذا حرصت على وضع خطة زمنية لانجاز هذا البحث، بحيث لاتتعدى السنتين، وبحمد الله وتوفيقه تمكنت من انجاز نصف البحث في مدة زمنية وجيزة، ولما جاء البحث الميداني وهنا بدأت العقبات في طريقي رغم اني اتبعت الاجراءات النظامية من اجل جمع المعلومات والاحصائيات عن مدى التطور الحضاري والعمراني والثقافي الذي تعيشه الاحساء، فكل جهة رسمية أزورها اعرض خطاب التكليف الذي حصلت عليه من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، اضافة الى خطاب التدعيم من محافظة الاحساء، التي تكفلت مشكورة بالتعميم على جميع الدوائر الحكومية في الاحساء بأهمية التعاون مع الباحث، باعتباره يقدم خدمة وطنية جليلة، فهو يخدم محافظة الاحساء واهلها. فبعض المسئولين (جزاهم الله خيرا) قدر العمل الذي اقوم به فتجاوب معي سريعا وزودني بكل معلومة اطلبها، والبعض الآخر تأخر في الرد!! والبعض اعتبر ان ما أطلبه منهم من معلومات عن الدوائر الحكومية وانجازاتها سر من اسرار العمل!! لايحق لاي مواطن ان يتعرف عليه!! وهذا الصنف من المسئولين جعلني في حيرة من أمري!! والبعض الآخر ردد لي (عبارة راجعنا بكرة)!! عقبات كثيرة كادت ان تعصف بالبحث الذي اقوم به، وبالعزيمة والاصرار انجزته في الزمن المحدد. وأخيرا اكتشفت ان التوثيق في بعض الدوائر الحكومية في الاحساء مفقود رغم اننا نعيش في عصر الثورة المعلوماتية ، عصر التقنية الحديثة، عصر الفضاء، عصر الاتصالات، حيث يستطيع الانسان المتعلم ان يلف العالم وهو جالس في مكتبه او في غرفته، ويتزود بكل ما جد ويستجد في هذا العالم بلمسة مفتاح عبر الانترنت! وان كان لي من كلمة فكلمة الشكر والتقدير لمن تعاون معي من المسئولين في الدوائر الحكومية في الاحساء لتوثيق جهودهم وعطائهم لهذا الوطن الذي لايقوم به الا كل مخلص ووفي لهذا الوطن الغالي. واعتب عتابا شديدا على بعض مديري ورؤساء الدوائر الحكومية الذين لم يتجاوبوا معي، ولم يقدروا الجهد الذي اقوم به، واتمنى ألا يتكرر ذلك مع غيري من الباحثين، فامكانيات التوثيق متوافرة بفضل ما تبذله حكومتنا الرشيدة لجميع الدوائر الحكومية على مستوى المملكة. وما على المسئولين الا شحذ الهمم، وتكليف ادارة العلاقات العامة بكل دائرة حكومية بتوثيق كل ما تنجزه من اعمال، وتقديمها للمسئولين والباحثين دون بذل جهد، ودون حدوث اي ارباك للعمل عند زيارة اي مسئول، ويساعد كذلك على انجاز التقرير السنوي في حينه دون اللجوء الى التسويف. فآمل ان يدرك المسئول بأن وسائل الاتصال قد تطورت بين شعوب العالم في القرن العشرين والحادي والعشرين الميلاديين بسرعة مذهلة، فأذابت الحدود، وحواجز اللغة، ومعوقات الطبيعة، واصبحت تمر بالعالم لحظات يعيش فيها بشرقه وغربه، وشماله وجنوبه، ريفه وحضره، قاراته وجزره، صحاريه وبحاره، معيشة مشتركة يتابع حدثا واحدا كما حدث عندما تابعت شعوب العالم مثلا احداث كأس العالم في كوريا واليابان (2002م) بفضل الاقمار الصناعية ، وبفضل التقدم التكنولوجي العملاق، الذي انطلق بلاتوقف ليجعل المستحيل حقيقة، والخيال واقعا.. أمل ان تكون الرسالة قد وصلت وشكرا.