الفضاء الاعلامي الحديث يغمرنا بكم هائل من المواد الاعلامية والاعلانية يضاف اليها امور لاتقل اهمية كالوعي والالعاب والشبكة العنكبوتية (الانترنت) والالعاب الالكترونية وغيرها.. تلك التي تتسلط على اطفالنا وتسوق في نفس الوقت صورة نمطية للانسان العربي والمسلم في موازاة البطل ذي المقاييس الامريكية والغربية تلك التي يتماهى معها الطفل وتؤثر على فكره وثقافته. من هنا تظهر لنا اهمية هذه الدراسة التي تتجه الى الآباء وأولياء الامور والمؤسسات التربوية والتعليمية المختلفة.. والكتاب الذي يتوزع على عدة مباحث تتناول اطفالنا وعصر العلم وانفجار المعرفة.. والآفاق الثقافية للطفل العربي مع قدوم الالفية الثالثة (اطاره عام) وكذلك مستقبل ثقافة الطفل بين الكتاب المطبوع والكتاب الالكتروني ويشير الى اهمية الانترنيت والتثقيف الذاتي للطفل.. ودور الاسرة القارئة في تربية الطفل.. والاعلام وزرع القيم في نفوس الاطفال وموضوعات اخرى عديدة. ويطالب المؤلف الذي يجيب عن سؤال هام هو: كيف يمكن للمعارف والمعلومات ان تشكل جزءا لا يتجزأ من نسيج ثقافة اطفالنا واساسا قويا ومتينا تقوم من فوقه هذه الثقافة؟ يطالب المؤلف بضرورة تبسيط العلم للطفل (من زاوية عربية) ولا نكتفي بالعلم والمعرفة لان ذلك يغلق ابواب الخيال لدى الاطفال. ويرى الكتاب اننا نتحدث عن العلم بطريقة غير علمية خاصة ان العلوم اخطر ما يهتم به القرن العشرون.. ويكشف عن اهمية استخدام الوسائل العلمية في العملية التعليمية. ويطرح الجديد في تعليم العلوم من حيث طريقة العرض والمرونة والعلوم المبسطة واقامة المهرجانات العلمية ومعسكرات الشباب العلمية والمسابقات.. ويؤكد ان المعلم هو حجر الزاوية في أي نظام تعليمي وسيظل كذلك دائما.. وتأهيل هذا المعلم من الاهمية بمكان. وعن آفاق الطفل العربي الثقافية مع قدوم الالفية الثالثة يرى المؤلف ان الابداع والابتكار سبيلنا لمستقبل افضل فقد سقطت مدرسة الاتباع والنقل وان السبيل الى استثمار المعلومات على الانترنت واقامة مجتمع المعلومات ورعاية المبدعين في كل مجال ويرفض ثقافة التلقين والابداع والاهتمام بمواكبة التربية على الساحة العالمية. ويطالب المؤلف بضرورة تطهير (الانترنت) من (دعارة) الاطفال وعن الاسرة القائمة او كيف تصبح القراءة حبا وغراما وعشقا يرى ان تعلم الطفل للقراءة كتعلمه الجلوس والمشي والنطق وان القراءة للطفل ضرورة مهمة قبل ان يقرأ بنفسه ويتناول الكتاب اهمية الصحف ومجلات الاطفال وزراعة القيم الاسلامية في نفوس الاطفال. وفصول الكتاب ثمرات خبرة طويلة وقراءات تحاول ان تيسر للعاملين في ميدان ثقافة الاطفال مادة تعينهم على المزيد في البحث والدراسة. الكتاب: اطفالنا وعصر العلم والمعرفة المؤلف: عبدالتواب يوسف الناشر: دار الفكر المعاصر- بيروت - دمشق الصفحات:(214) قطع وسط