اشتعلت الأحداث بشكل مثير وفجائي في السودان حيث أمر الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير أول أمس الاثنين المفاوضين السودانيين إلى مفاوضات مشاكوس بكينيا مع الجيش الشعبي لتحرير السودان بالعودة فورا إلى الخرطوم ، وأطلق يد الجيش في مواجهة المتمردين في الجنوب. وقال البشير في كلمة ألقاها خلال تأبين أحد شهداء توريت في الخرطوم أعلنا التعبئة العامة ووجهنا بتعليق المفاوضات وأمرنا الوفد الى المفاوضات بالعودة إلى الخرطوم فورا .. وأضاف أطلقنا يد الجيش في كل اتجاه واستخدام كل أسلحته لا حجر ولا حظر .. وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت في وقت سابق امس الأول انسحابها من مفاوضات السلام بكينيا ، وأكد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي يقوم بزيارة الى القاهرة ذلك. كما أعلن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان عبر اذاعة أم درمان الوطنية ان الجيش السوداني عبر تعبئة كافة قواته سيكثف الحرب في كافة مناطق القتال مضيفا ان قواتنا ستقاتل حتى استعادة مدينة توريت . من جهته، قال الدرديرى محمد احمد سفير السودان في نيروبي إن الوفد الجنوبي في المفاوضات فاجأ نظيره السوداني بطرح مطالب جديدة تتناقض مع ما تم الاتفاق عليه فيما عرف ببروتوكول مشاكوس في الجولة الأولى التي جرت بين الجانبين في يوليو الماضي. وأضاف ان الجانبين كانا قد اتفقا في الجولة الأولى على القضايا المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة وشكل نظام الحكم وتقرير المصير، إلا أن الوفد الجنوبي طالب في الجولة الثانية بعاصمة اتحادية محايدة لا تخضع لأي تشريعات إسلامية مشيرا إلى أن هذا الطلب جاء بعد ان حسمت هذه القضية في الجولة السابقة من المباحثات بصيغة ارتضاها الطرفان. كما أشار المسؤول السوداني إلى أن الوفد الجنوبي طالب بان تكون العلاقة بين الجنوب والحكومة السودانية علاقة كونفدرالية وليس اتحادية لكون لجنوب السودان وضع خاص به وهو ما يعني المطالبة بإعلان قيام دولة مستقلة في الجنوب.