عندما تم جلب الفيل نيلسون إلى حديقة الحيوانات كان عمره شهرين فقط؛ ورغم ذلك كان قوياً فوزنه قد تجاوز المائتي كيلوجرام وبسبب حرمانه من البقاء بجوار أمه فإنه كان من الصعوبة السيطرة عليه؛ ولذلك لجأ عمال الحديقة إلى ربط رجله بسلسلة حديدية قوية تنتهي بكرة كبيرة من الحديد. ضايق ذلك الفيل الصغير نيلسون وكان طوال يومه يحاول أن يحرر نفسه من هذه السلسلة مما تسبب له بآلام شديدة. واستمر نيلسون في محاولاته يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهر حتى يئس من إمكانية أن يتحرر من هذه السلسلة فأوقف محاولاته واستقر في مكانه في الحديقة يأكل ويشرب وينام. كثيرة هي المواقف والأحداث التي تؤثر فينا وتترك آثارها السلبية التي تنعكس على تفكيرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا واعتقادنا بما يؤثر سلباً على تجاوزنا لكل المواقف السلبية في حياتنا؛ وبعد عدة سنوات وفي إحدى الليالي وهو نائم قام عمال الحديقة باستبدال الكرة الحديدية الكبيرة والثقيلة بكرة مشابهة لها ولكنها خشبية وخفيفة؛ وعندما استيقظ نيلسون لم يحاول أن يجر السلسلة واستمر في بقائه في مكانه وبقي كذلك لسنوات طويلة حتى مات. لقد فقد نيلسون معرفته بقوته التي ازدادت مع مرور السنين ولم يحاول أن يختبر سحب هذه الكرة التي لم تعد من الحديد الثقيل بل من الخشب الخفيف وحرم نفسه من التجول في الحديقة وبقي واقفاً دون حراك في الموقع الذي كان منذ سنين طويلة لا يستطيع التحرك فيه. كم منا مثل الفيل نيلسون؛ كم منا تلقى مشاعر وأحاسيس في مراحل مختلفة من سنوات حياته في البيت أو المدرسة أو في زوايا المجتمع ورسخ لديه اعتقاد خاطئ بأن قدراته تقف عاجزة عن التحرك؛ وأنه لا يستطيع أن يغير من واقع حياته شيئاً إلى الأفضل. كثيرة هي المواقف والأحداث التي تؤثر فينا وتترك آثارها السلبية التي تنعكس على تفكيرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا واعتقادنا بما يؤثر سلباً على تجاوزنا لكل المواقف السلبية في حياتنا؛ بل وتمنعنا أن نفكر حتى بأن نفعل شيئاً لكي نغيرها إلى الأفضل؛ ونبقى سجناء لما نعتقد أنه حقيقة غير قابلة للتغيير ونبقى كالفيل نيلسون غير قادرين على الاستفادة مما نملكه من قدرات وطاقة لتغيير حياتنا إلى الأفضل. [email protected]