أينما أتجه بصرك في قرية المنصورة ستصافحك الخضرة، فالنخيل تحيط بالقرية، التي تبعد عن الهفوف مسافة 12 كيلومتراً، من كل جانب.. ولأنها كذلك لذا اشتغل عدد من أهلها في الزراعة، فيما التحق آخرون بشركة أرامكو السعودية وبعض الدوائر الحكومية. وبالإضافة إلى النخيل التي تميز القرية، البالغ سكانها 10آلاف نسمة، هناك دار رعاية المسنين، التي تعد الأولى على مستوى محافظة الأحساء، التابع للجمعية الخيرية، وهناك أيضاً مركز التنمية الاجتماعية، التي تلعب دوراً كبيراً في الحركة الثقافية والرياضية والاجتماعية في القرية والقرى المجاورة لها، من خلال نادي المنصورة الرياضي.ومن أبرز المناسبات الاجتماعية التي تحتفل بها القرية سنوياً مهرجان الزواج الجماعي، الذي ساهم على مدى سنوات إقامته في تزويج المئات من الشبان والفتيات، وقلص أعباء الزواج عليهم وعلى أسرهم.نالت المنصورة حظها من الخدمات التنموية، والتي تجلت في الخدمات التي وفرتها الحكومة، مثل: الطرق، الهاتف، مرافق المياه، شبكة للري والصرف الصحي، إلى جانب عدد من مدارس البنين والبنات. غير ان التوسع العمراني وإنشاء عدد من المخططات الجديدة وارتفاع الكثافة السكانية يتطلب إنشاء مرافق جديدة وتجديد المرافق القديمة وإدخال بعض الخدمات التي تتناسب والكثافة السكانية. "اليوم" تجولت في المنصورة والتقت بعض قاطنيها لتنقل همومهم وآمالهم إلى المسئولين: عطش لا يروى يرى عقيل أحمد الوباري ان المشكلة الأساسية التي تعاني منها بلدة المنصورة تكمن في نقص المياه، فالخزان الموجود في القرية قديم للغاية، والبئر الثانية التي حفرت لم توفر المياه بسبب اتساع القرية وازدحامها بالسكان وقدم الشبكة وعدم وجود خزان يخدم الجهة الشرقية من القرية، مما دعا الأهالي إلى رفع خطابات ومناشدات إلى وزارة الزراعة والمياه، التي قامت بدورها بتوجيه مديرية الزراعة والمياه بالأحساء قبل عامين تحديداً، يتضمن الموافقة على إنشاء خزان ثاني للبلدة، وعلى إثر ذلك طلبت المديرية من وزارة الشئون البلدية والقروية موقع الأرض التي سيقام عليها الخزان، وبالفعل جاءت الموافقة على منح قطعة أرض، إلا ان المديرية لم تبدأ في تنفيذ المشروع، بسبب عدم تأمين ميزانية للخزان، ولا زلنا في انتظار اعتماد الميزانية. مخططات بلا تصريف ومن نقص المياه الصالحة للشرب يقودنا علي العيسى إلى مشكلة أخرى تعاني منها المنصورة، وهي خدمات التصريف الصحي، فمخطط 19/88 الواقع جنوب شرقي البلدة يفتقد إلى هذه الخدمة.. كما يستعرض العيسى الخدمات الأخرى الناقصة: الشوارع غير المسفلتة، التي تؤدي إلى انتشار المياه والمستنقعات، وبالتالي انتشار الأوبئة والأمراض التي تصيب الأطفال والطلاب، خصوصاً ان مدرستي البنين المتوسطة والبنات الابتدائية من الأماكن التي تتجمع أمامهما مياه الصرف الصحي، حتى أصبح المكان مرتع لتجمع البعوض والحشرات الضارة وانتشار الروائح الكريهة التي تزعج الأهالي. شوارع غير معبدة ويواصل العيسى استعراض المشاكل التي لها علاقة بالمياه، يقول: حين يهطل المطر يصعب على الطلاب الوصول إلى مدارسهم، لأن الطرق وغالبيتها غير معبدة تكون غير صالحة للسير، إلا عبر سيارة.. ويبدي ثقته في المسئولين في مصلحة المياه والصرف الصحي، يقول: أنا واثق أنهم سيولون المشكلة اهتماماً كبيراً وفي أقرب فرصة ممكنة. ومن جانبه يؤكد محمد عيسى السلطان على ضرورة سفلتة شوارع القرية، خصوصاً المؤدية إلى المدارس.. مشيراً إلى ان أرصفة الطرق قديمة ويتعثر بها كبار السن.. مؤكداً على حاجتها إلى صيانة، بالإضافة إلى إنارة، سواء في الأحياء القديمة أو الجديدة، فغالبية أعمدة الإنارة سقطت أو تلفت. وإذا كانت الأحياء الجديدة تعاني من عدم وجود شبكة للصرف الصحي، فإن القديمة كما يقول السلطان تعاني من عدم وجود حدائق أو ميادين خضراء. تطوير المركز الصحي يوجد بالبلدة مركز صحي، يرى محمد أحمد الوباري انه بحاجة إلى تطوير، بتوفير طبيبة إضافية وفتح قسم للولادة، وإيجاد خدمات الطوارئ وعيادة للعيون وأخرى للأسنان، ليخدم البلدة والقرى الخمس المجاورة لها والتي تتبعها في الخدمات البلدية والتعليمية والصحية، وتشهد المنصورة وتلك القرى زيادة سكانية كبيرة، تستدعي تطوير الخدمات فيها. مبان مدرسية حكومية ولأن البلدة تكبر لذلك يؤكد على عيسى الوباري على حاجتها إلى مبان مدرسية حكومية، خصوصاً للمرحلتين الابتدائية والثانوية للبنات، فالمباني الموجودة حالياً مستأجرة، لا تكاد تستوعب الأعداد المتزايدة من طالبات البلدة.. مشيراً إلى ان مدرسة البنات الابتدائية أخليت قبل أشهر لعدم صلاحية المبنى، ونقلت الطالبات إلى مدرسة أخرى، ولكنهن ألحقن بالدراسة المسائية بسبب ازدحام المدرسة بالطالبات في الفترة الصباحية. ويأمل الوباري من وزارة المعارف توفير مبنى مدرسي حكومي واحد على الأقل للمرحلة الابتدائية، واستئجار مبنى جديد لكي تعود الطالبات إلى الدراسة في الفترة الصباحية.. مشيراً إلى ان هناك عدد من المباني في البلدة التي تصلح لأن تكون مبنى لمدرسة. فيما يشير حسن القويضي إلى حاجة البلدة إلى مكتب بريد.. يقول: وجود قائم بعمل البريد منذ 35 عاماً لا يحل محل مكتب للبريد، حيث نأمل في فتح صناديق بريد في مكتب يخدم أهالي البلدة والقرى المجاورة لها.